نساء مارس تصنعن مستقبلًا مشرقًا

يُعد شهر مارس شهرًا استثنائيًا للمرأة، فيه يتم الاحتفال بمجموعة من المناسبات المهمة التي تخص المرأة، وتُركز على دورها وإنجازاتها في مختلف المجالات. كما أن معظم القضايا والتحديات التي استطاعت أن تواجهها بقوة وعزيمة كانت في ذلك الشهر.

ولعل التاريخ كان خير شاهد على المواقف الوطنية والإنسانية للمرأة، لذلك يتم الاحتفاء بها خلال هذا الشهر في عدة مناسبات منها: اليوم العالمي للمرأة، ويوم المرأة المصرية، وعيد الأم.

  يحتفل العالم في ٨ مارس من كل عام باليوم العالمي المرأة، وذلك تكريما  للدور الذي تقوم به، ولإسهاماتها في المجتمع، وترجع نشأة هذا اليوم إلى نضال النساء من أجل تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات عام ١٩٠٨م، وذلك عندما نظّمت النساء في مدينة نيويورك مظاهرة للمطالبة بتحسين ظروف العمل وتحقيق المساواة في الأجر. ومنذ ذلك بات هذا اليوم رمزًا عالميًا للاحتفاء بدور المرأة المحوري في مختلف المجالات.

في حين نجد المجتمع المصري خصص يوم المرأة المصرية في ١٦ مارس من كل عام، وذلك تقديرا لمجهوداتها ونضالها في سبيل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، ويعود تاريخ هذا اليوم إلى عام ١٩٥٦م عندما شاركت النساء المصريات في ثورة قناة السويس ضد الاستعمار الفرنسي والبريطاني.. حيث يرمز هذا اليوم إلى دورها الوطني البارز في بناء المجتمع المصري وتطوره.

بينما يختتم شهر مارس احتفالاته بالمرأة، من خلال عيد الأم، الذي هو بمثابة يوم رد الجميل من الأبناء وأفراد الأسرة إلى الأم، تقديرا لتضحياتها وحبها غير المشروط الذي بلا مقابل، كما يُعد هذا اليوم فرصة للتعبير عن الامتنان والتقدير لكل أم على دورها العظيم في تربية أبنائها ورعايتها لهم، وتعود فكرة هذا اليوم إلى الكاتب الكبير مصطفى أمين، من خلال مقاله الشهير "فكرة" الذي نادى من خلاله بالاحتفال بالأم العربية.   مما لا شك فيه أن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك يرجع إلى إيمانه بدور المرأة ومشاركتها في صناعة القرار والعمل، ويأتي ذلك انعكاسا لتوجه الدولة واستراتيجيتها في تقلد السيدات العديد من المناصب المهمة، لما لديها من عزيمة وإصرار تسعى دائما من خلالهما نحو تحقيق كل ما هو أفضل ومفيد.   وذلك ضمن الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، والمنبثقة من استراتيجية التنمية المستدامة ٢٠٣٠، لإعداد الكوادر النسائية للمشاركة في المجتمع، حيث أصبح تمكينها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، واقعا ملموسا من خلال تقلدها العديد من المناصب القيادية كوزيرة وقاضية ونائبة وغيرها من المناصب القيادية والإدارية في العديد من المجالات.

بالإضافة إلى ما تبذله الدولة من جهود عديدة لمواجهة كل أنماط المشاكل والقضايا التي تواجه المرأة، وتعمل على محو تلك التحديات والتي منها التمييز ضد المرأة، والعنف ضد المرأة، وعدم المساواة، وغيرها من الملفات التي تؤرق المرأة. 

ختاما.. يجب نشر الوعي فيما يتعلق بقضايا المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف جوانب الحياة، والحرص على المشاركة في فعاليات الاحتفاء بها تقديرا لدورها ومكانتها فى المجتمع.    كما يجب ألا تكون عبارة "المرأة نصف المجتمع" شعار يردد فقط، وذلك لأنها المجتمع بأكمله وهذا أمر واقع وحقيقي. 

الرجل الذي يعامل المرأة كملكة يدل على أنه تربى على يد ملكة أخرى، استطاعت أن تجعله يُقدرها ويحترمها ويلبي احتياجاتها، ويُشاركها المسؤولية، وهو ما سيؤدي حتما إلى حياة سعيدة، فالمرأة عندما تشعر بالاحترام والتقدير، تُصبح أكثر إنتاجا وإبداعًا ونجاحًا.