

أ.د. خالد غريب شاهين
سيناء أرض التاريخ
تحل اليوم الذكري الثانية والأربعون لاستعادة سيناء الغالية تلك البقعة المقدسة من لأرض مصر، والتي تمثل بوابة مصر الشرقية، ودائما مانشير إلي أن مصر تمثل الطائر القوي الذي يرفرف بجناحيه الكبيرين نحو الشرق والغرب، ولذا يسعي الإرهاب دائمًا للتحرك في هذين الجانبين لإيقاف أي طموح مصري للنهضة.

عرفت سيناء في النصوص المصرية القديمة باسم تا مفكات أي أرض مدرجات الفيروز، ختيو مفكات أي مدرجات الفيروز، جو مفكات أي جبل الفيروز، خاست مفكات أي صحراء الفيروز: تا شسمت أي أرض المعدن الأخضر، كما ذكرت بأنها بياوأي أرض المناجم، وفي التوراة حوريب أي الارض الخربة، أما اسم سيناء فيعتقد البعض أنه جاء من سين إله القمر
والبعض الاخر يقول أن سيناء معناها اللغوي حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء لكثرة جبالها والسينين هي أسنة الجبال العالية بسيناء، أما كلمة الطور التي كانت تطلق علي سيناء في المصادر العربية، فهي كلمة أرامية تعني "القمر" ، وهذا يعني أن طور سيناء تعني " جبل القمر بدأ الاستقرار في سيناء منذ عصور ماقبل التاريخ حيث عثر علي العديد من الأواني النحاسية و الذي كانت سيناء هي المصدر الأول له. مع بداية العصور التاريخية حرص الملوك علي تمثيل إنتصاراتهم علي الأعداء وذلك في منطقة وادي مغارة ومن أشهرها مايمثل الملك سنفرو رأس ملوك الأسرة الرابعة ووالد خوفو بضرب الأعداء، كما قام بتشييد

وقام الموظف خيتي من عهد منتوحتب نب حبت رع بكتابة نص علي جدران مقبرته في الدير البحري قائلًا ( لقد عاقبت الاسيويين في ارضهم، لقد ملأ الخوف قلوبهم من قوة الملك) ويقول الملك منتوحتب انه وطد الامن في الصحراوات.
وتضم سيناء العديد من الأودية والطرق العظيمة ولكن أهمها علي الإطلاق طريق حورس الحربي ووالذي كان يعرف بأنه الطريق السلطاني او الطريق الشمالي ويمتد من القنطرة الي شرق رفح للطريق حسب الإكتشافات 11 محطة و 9 صهاريج مياه وحسب نص سيتي الأول: 1- ثارو بها قلعة 3 كم 2- عرين الأسد وتسمي تل البرج 15 كم شرق القناة 3- قلعة حثين وهي الأن تل الحير 25 كم شرق القناة 4- بوتو الخاصة بسيتي وغالبا هي الأن بئر العبد 5- قلعة من ماعت رع وإسمها المختصر قلعة سيسي وهي غالبا الأن الفلوسيات 37 كم غرب العريش 6- المدينة الجديدة التي بناها جلالته منطقة الرطامة 7- قلعة بئر سيتي مرنبتاح الفلوسيات 8- بئر من ماعت رع عظيم الإنتصارات بئر للماء العذب بالقرب من العريش 9- المدينة الجديدة التي بناها جلالته عند حور باتي وغالبا هي منطقة خروبة 10- بئر من ماعت رع وهي الأن الشيخ زويد 11- رفح وهي ربح في النصوص المصرية وجاء أول ذكر لها من بردية إنستاسي استمرت سيناء تلعب الدور الكبير في نهضة مصر وحمايتها، وحين الحديث عن العصرين اليوناني والروماني ينبغي الاشارة الي الانباط الذين صدروا لمصر في القرن الرابع قبل الميلاد القار الذي كان يستخدم في التحنيط وربما كان لهم في سيناء باع طويل حيث ذكرت اثار وادي النصب الي مكانة النبطيين في استخدام النحاس والمعادن الاخري، وذكر ذلك في بعض الكتابات السينائية والتي تعد أحد أقدم الكتابات في العالم.

ولاننسي أبدًا أن سيناء كانت الممر الأمن الذي عبر منه الإسكندر المقدوني إلي منف، كما كانت سيناء محورًا حربيًا هامًا للبطالمة الذين حكموا مصر من 305 قبل الميلاد حتي 30 قبل الميلاد، وفي العصر الروماني أسس علي أرض سيناء قلعة بلوزيوم للحماية.
كانت سيناء كذلك هي المحطة الأولي للعائلة المقدسة التي لجأت إلي مصر ولدينا من رفح والزرانيق إشارات كنسية وبقايا أثرية عظيمة تنطق بعظمة ومكانة هذه البقعة الغالية التي قام فيها الملك البيزنطي جستنيان في القرن السادس الميلادي بتأسيس دير سيناء الذي أصبح يعرف بإسم بدير سانت كاترين

ويشير نص التأسيس باللغة العربية علي لوحين من الرخام فوق المدخل يقول:انشأ دير طور سيناء وكنيسة جبل المناجاة، الفقير الي الله راجي عفو مولاه الملك المهذب الرومي المذهب يوستيانوس تذكارا له ولزوجته ثاوضويرة علي مرور الزمان حتي يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين وتم بناؤه بعد 30 سنة من ملكه ونصب له رئيس اسمه صولاس جري ذلك 6021 لادم الموافق لتاريخ السيد المسيح 527. بقيت سيناء حصن أمان لمصر وبوابة للتاريخ، حفظ الله مصر وأرضها إلي أبد الأبدين