عاجل
الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

رحلتا الشتاء والصيف على الساحل الأفريقي

أرشيفية
أرشيفية

لاشك أن التجارُ والبحارةُ العرب كانوا قد أسرار تلك الرياح المعروفة بالموسمية، حيث لاحظ هؤلاء التجار والبحارة أن تلك الرياح كانت تهب بحسب مراقبتهم عبر سنوات طوال لها مرتين في السنة، وهو ما مكنهم من استغلال تلك الظاهرة الطبيعية على أفضل وجه، ومن ثم كانوا يقومون بالرحلات التجارية بحسب هبوب تلك الرياح، واتجاهها، ولهذا كانوا يقومون برحلتين سنويا من سواحل شرق آسيا إلى سواحل شرق أفريقيا في الشتاء، ثم كان التجار يقومون بالرحلة الأخرى مع اتجاه الرياح الموسمية صوب السواحل الآسيوية صيفا.



 

وكانت الرحلة الأولى تتم في الغالب خلال فصل الخريف أو ما تُعرف بـ"رحلة الخريف" أو رحلة الشتاء، حيث كانت الرياح الموسمية تدفعُ السفن والمراكب التجارية في اتجاه الجنوب الغربي إلى سواحل بلاد الزنج (ساحل شرق أفريقيا) . بينما خلال فصل الربيع (أو الصيف)، كانت تلك الرياح )الموسمية( التي تهبُ على ساحل المحيط الهندي تدفع السفن في الاتجاه الآخر، أي اتجاه الشمال الشرقي، وبذلك كانت السفن الموجودة قرب ساحل شرق أفريقيا تتمكن من العودة إلى قواعدها مرة أخرى بالقرب من الموانيء الواقعة على السواحل الآسيوية مُستفيدة من اتجاه الرياح في هذا الوقت . 

 

ونظرا لأن الرحالة البحرية الثانية، أو رحلة العودة (أي عودة السفن الآسيوية لبلادها) كانت تتم في فصل الصيف أو الربيع، فقد اشتهرت باسم: رحلة الصيف. ولعله لذلك السبب يحلو للبعض من المؤرخين أن يعُرف رحلات التجارة البحرية التي ترتبط بـالرياح الموسمية بصفةٍ عامة ما بين سواحل بلاد الزنج والسواحل الآسيوية باسم: ـ رحلات الشتاء والصيف . ولعل في ذلك تندرا بشكل واضح بالرحلات المعروفة في التراث العربي باسم "رحلات الشتاء والصيف"، والتي كانت تتم بين كل من بلاد الشام في الشمال، وبين بلاد اليمن في أقصى جنوب شبه جزيرة العرب منذ ما قبل ظهور الإسلام والتي تحدث عنها القرآن الكريم .  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز