عاجل
السبت 13 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
العلاج بالقرآن بين القيل والقال "1"

العلاج بالقرآن بين القيل والقال "1"

لأنني إنسان شغوف وملهوف للوصول إلى الحقيقة والمعرفة مهما كلفني ذلك من جهد وتعب ومال فقدت حوالي 3 ساعات من يومي أمس مستمعا باكياً ضاحكاً لمحاضرة لأحد الشيوخ المودرن الفالصو المتطرفين عن كيفية تسخير العلاج بالقرآن والتداوي بآيات كتاب الله المجيد لمواجهة أمراض العصر الحديث.



ولأنني أيضا إنسان مسلم معتدل أشفقت كثيرا على القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة التي يسخرها بعض "الصيع" والمرضى النفسيين والنصابين لكي يأكلوا بها "عيش وحلاوة"، والدين منهم براء والقرآن أطهر من أن يلمسه هؤلاء النجسة فكرياً بهذا الشكل حتى شوهوا الإسلام والعقيدة.

يجب ألا نسكت ونغض البصر كمثقفين ونحن نشاهد من يلعب ويحرف في الأديان بهذه الطريقة لأننا سوف نحاسب على ذلك في يوم من الأيام، فالتوحيد مظلة للجميع والشرائع قوامها ومضمونها التعامل بين الناس بصرف النظر عن العبادة والقبلة والكتاب.

هناك أفراد وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن هناك شعوباً أو دولا سمحت للدين أن ينام ويستريح ولا يستخدم بينما مارست حياتها منفتحه منطلقة بلا دين أو إله واستبدلت الحلال والحرام بقوانين دنيوية علمانية بشرية ومع ذلك هذه الدول التي تعيش بلا دين أو كتاب متقدمة عنا ومن أوائل العالم الأول فهل يعني ذلك أن العيب في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية.

 أبدا ليس العيب في الأديان لكن العيب كل العيب في سماسرة الأديان، وما حدث في أوروبا من قرون خير دليل على صدق كلامي وما حدث أيضا من احتلال دول عربية شقيقة كان بسبب شعارات الجهاد في سبيل الله وضرب برجي التجارة العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية.

نحن الآن نعيش في القرن الـ21 ومطلوب منا أن نواجه سكان العالم بالعلاج القرآني عليطى طريقتهم وعن طريق مندسين على الدين الإسلامي يقولون إن هذا العلاج القرآني هو أن نقرأ الفاتحة ونطلق البخور وسنعالج كل أمراض العصر والقلب والروح، فهل هذا يعقل؟.. "اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" التوبة 9.

العلاج بالقرآن ليس تطرفا أو بدعة، بل إن الهدي النبوي الشريف وضح ذلك وفنده عن طرق الاستدعاء والاستخدام وجاء ذلك أيضاً من خلال محاضرات وإصدارات وفتاوى للمؤسسات الدينية الإسلامية الوسطية والمعتدلة في مصر والسعودية، وليست من خلال شركة حسن البنا الإخوانية التجارية الاقتصادية الإرهابية النجسة لعنهم الله وشردهم.

 إن الهدي بسنة الرسول محمد ﷺ نبراس لكل مهتدٕ وأن الهدى والتقوى والصلاه والصوم والاعتدال والأخلاق والزكاة أهم صفات المسلم الوسطي الحسن، لكن لم تقل لنا الأديان السماوية إن جلسه العلاج بالقرآن الكريم بـ200 جنيه والحجامة بـ500 والحجز بالتليفون وتوجد زيارات للبيت ودورة المعالج الروحاني بـ2000 جنيه هل يعقل ذلك؟ 

هناك سلوكيات خاطئة تحوم حول المعتقدات التي نعيش بها.. وهنا أوضح بكل دقة ووضوح أن هذه السلوكيات تحيط بالمعتقدات وليس هناك اي خطأ في أي معتقد رباني منزل من السماء.

لا أحد يجرؤ كان من كان أن يلغي الدين حتى وإن شاهدنا أن إلغاء الدين في مجتمعات أخرى مثلاً هو أساس تقدمهم فهذا كلام غير صحيح وغير مقبول، لكن لا أحد يستطيع أن يمنع الناس من أن تتفكر في دينها وتتعلم، ولو أغلقتم باب التفكر في الأديان سينبت لكم الغلو والتطرف والإرهاب وليس ما حدث في تاريخنا العربي قديمًا وحالياً من الخوارج والمتشددين وأتباع سيد قطب وتنظيم القاعدة وتنظيم داعش ببعيد عن أعينكم.

أيهما كان أخطر على بلاد العرب قديما.. الغزوات والاحتلال الفرنسي والبريطاني وحديثا الأمريكي.. أم التطرف الديني الذي سفك دماء شعوبنا باسم إقامة الخلافة الإسلامية والصلاة خلف خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي وتقبيل يد مرشد الإخوان.

أيهما سيكون أفضل لنساء العرب لكي يلحقوا بركب التطور والحداثة ومجد المعرفة.. التطرف الغربي والعلمانية أم التطرف الديني وأنصاره وبدلا من أن تحصل السيدة العربية الكريمة على الحرية بالتزام والعمل والبناء والإنتاج وفقاً لعاداتها وتقاليدها المقدسة استخدمها شباب الإخوان وداعش أسوأ استخدام كجارية وحورية وفرضوا عليها جهاد النكاح وترك زوجها وأولادها بقوة سواعدهم وأسلحتهم من أجل رفعة الدين وتحت راية الجهاد المقدس ونصره الإسلام. 

بعد كل هذا لا أقبل أن تتهمونا بأننا كصحفيين وإعلاميين وكمثقفين ننافق الحكومات من أجل كسب المال لأنها تحارب ما نسميه بالتطرف واستحلاء الكلام في الدين عشوائياً واللعب به بلا حساب.. أبدا فهذا دور أي مسنتير ومستقيم ومتعلم حتى لو كان فقيراً وغير معروف لكي يتكلم ويعترض.

لا تتكلموا علينا وتقولوا إننا منافقون للسلطة عندما نرى هذه السلطة الواعية في مصر مثلاً قررت اختيار مواضيع وعناوين خطب الجمعة بعد أن استغل بعض خريجي مدارس الإخوان مساجد مصر الطاهرة ومنبر رسول الله وزجوا بهذه المنابر الشريفة في السياسة والتحريض على أجهزة الدولة ومؤسساتها من أجل مصالحهم الشخصية ومصالح شيوخهم. 

فليهاجمني من يهاجم وينتقدني من ينتقد لكن أبدا لا نريد أن نريطى حرب شوارع بين الناس تحت اسم الدين، والدين لم يدع لذلك والجهاد في سبيل الله ومحاربة الكفار ودعوتهم للهدى والتقوى لم تفرض بالسيف أو بالقوة، بل نريد السلام والاحترام المتبادل بين الضعفاء والأقوياء، نريد السلام بين الأغنياء والفقراء، السلام بين كل من يحيا علي أي أرض وتحت أي سماء وفي أي مجتمع  عربيا غريبا.. ولكم دينكم ولي دين.

إذا أعلنتم الحرب عليً كإنسان مثقف ليبرالي حر وصحفي مصري وطني شريف فإنكم بذلك بمثابة إعلانكم الحرب على الأمة بأكملها.

وأقول لمرتزقة الأديان.. أيها الشرزمة العفنة أصحاب الكروش والبطون فلتتحلوا بالشرف قليلاً وألا تكون رياح الحرب والقتل والتغيير والمداهمة الحيوانية الشيطانية التي تقودكم وبدخلكم على معتقدات الناس والأديان السماوية.. سيبوا الناس في حالهم. 

هذه عظة وموعظة حسنة مني لعيون الأجهزة الأمنية والسياسية في مصر كنانة الله بالأرض وكل البدان العربية التي ذاقت مرارة الإرهاب الطائفي، يا من تسهرون لرصد حركة الأمن والسياسة والاستقرار، اعلموا تماماً أن التجارة بالدين قائمة ورائجة ومستترة خاصة في الأرياف وخاصة مع ظروف العالم الاقتصادي الصعبة هذه الأيام وبين البسطاء.

 اعلموا تماماً أيها السادة.. أن هناك بعض منعدمي الضمير وآكلو لحوم العقيدة يريدون أن يحرقوا جميع الأديان السماوية والأوطان والشعوب لكي يعيشوا هم سادة على الناس أولياء علينا دون وجه حق، ولأن هذا  أمر خطير ومستعصٕ علينا أن نواجه بمفردنا، لذلك نتحدث فيه بلا خوف أو هوان.. "وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" هود 122.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز