عاجل
الجمعة 12 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
يا معاشر الشباب.. خذوا حذركم!

يا معاشر الشباب.. خذوا حذركم!

بداية نطرح سؤالا مهما وستضح أهميته من خلال سياقات حديثنا.



لم الشباب، ولم توجيه الخطاب إليهم بالذات؟!

تكمن الإجابة عن هذا السؤال فيما يلي.

أولا: لأن الشباب هم عصب الأمة، والمكون الرئيس لها في وقت السلم، وفي وقت الحروب والأزمات.

ثانيا: الشباب هم العصبة أولو القوة، ونهضة أي دولة لا تتحقق إلا من خلالهم، لأن فيهم الحيوية والنشاط والطاقة التي إذا ما استغلت هذه الأشياء استغلالا سليما من الممكن أن يتحقق المراد ألا وهو التنمية المستدامة.

ثالثا: لأنهم ثروة قومية لأي دولة وعلى سواعدهم يحدث التعمير فمن الذي يفلح الأرض ويسقى الحرث ويبذر الحب، من الذي يعمل في المصانع، في المدارس، في المستشفيات، في كل مفاصل الدولة، الشباب.

رابعا: لأن الشباب هم ملح البلد فهل يصلح طعام دون ملح، هكذا الشباب لا يمكن أن يستقيم عود الدولة دون الاستفادة من شبابها.

فالشباب عليهم معول رئيس في بناء الدولة، فلا يمكن بحال من الأحوال أن نسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة دون الاستفادة من فتوة الشباب فأولئك لا تزال طاقاتهم وحيويتهم موجودة لم يصيبهم الوهن والضعف، ومن ثم وجب الاهتمام بهذه الثروة البشرية وتوظيفها التوظيف الصحيح لتحقيق ما نصبو إليه.

أما عن كيفية الاستفادة من الشباب، فإنه لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا عن طريق تهيئة مناخ تعليمي مناسب، عن طريق الابتعاد عن الكلاسيكية التقليدية في العملية التعليمية، واستحداث كليات جديدة تتماشى مع سوق العمل الجديد الذي يعج بالثورة المعلوماتية والتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، والبرمجيات، مع الأخذ في الاعتبار كيفية بناء شخصياتهم الناقدة ولا يكون ذلك إلا من خلال مشاركاتهم المستمرة في صنع القرار السياسي.

مع الأخذ برأيهم ووضعهم في المناصب العليا، فقد انتهى عهد الموظف الروتيني المكتبي الذي يقضي نهاره قابعا في مكتبه يوقع على أوراق.

نحن في أمس الحاجة إلى قيادي ينزل الشارع، تاركا خلفه سيارته الفارهة، ينزل مترجلا أو حتى متنكرا وسط الناس، يعايش مشاكلهم وهمومهم.

وتلك نصيحة أوجهها لصناع القرار الذين يهمهم مصلحة البلد، اهتموا بالشباب، وزيدوا من مؤتمرات الشباب، شاركوهم في الحوارات النقاشية، استضيفوهم على شاشات التلفاز، ابحثوا عن المواهب الكامنة بداخلهم، لا تتركوهم هملا، أعطوهم الفرصة حتى ينتجوا ويبدعوا، لا تجعلوا أحدا يجور على حقوقهم.

لا تجعلوهم يتركوا البلد ويهاجروا إلى أوروبا بحثا عن فرصة عمل، لا تتركوهم يموتون غرقا خلال هجراتهم غير الشرعية.

لا تتركوهم فريسة للأيادي الخبيثة التي تعبث بعقولهم وتقودهم إلى هلاكهم وتجرهم إلى تبني أفكار متطرفة تضرب المجتمع في قيمه ومبادئه.

أوقفوا كل من يحاول أن يخرب عقول شبابنا ويحشوها بالتفاهات، أوقفوا هذه المهازل التي نشاهدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتيك توك، والريلز وخلافه مما يملأ عقولهم بالسخافات، أوقفوا المسلسلات والأفلام الهابطة التي تشرعن للرذيلة والبلطجة والمخدرات.

خاطبوا عقولهم واكسبوا قلوبهم عن طريق خطاب دعوي متزن يوضح معنى الفضيلة وكيفية اقتنائها، ومعنى الرذيلة وكيفية اتقائها.

خاطبوا أسرهم الذين يجلسون أمام شاشات التليفزيون، وانصحوهم أن يهتموا بأبنائهم فهم عصب الأمة.

فإنه لا صلاح لأمة بفساد شبابها، وإنما صلاح الأمم واعتدالها بانضباط شبابها.

إذا أراد العدو أن يحتل أمة أو أن يسقط حتى إمبراطورية بحالها، هل يتجه إلى شيوخها وعجائزها، أبدا وإنما يبدأ بشبابها، كيف، يفتح عليهم الدنيا من خلال عدة طرق.

أولاها: يسلط عليهم السموات المفتوحة والإنترنت الذي يبث من خلاله الأفلام الإباحية وينشر الشذوذ والرذائل فيقضي الشاب ليله ونهاره لا هم له إلا المشاهدة فينهك قواه البدنية في فعل المنكرات وممارسة الجنس وخلافه.

ثانيتها: عن طريق إدخال صنوف متعددة من المخدرات بطرق غير شرعية إلى البلاد ومن موقعي هذا أهيب برجال مكافحة المخدرات، خذوا حذركم، اليقظة اليقظة فشبابنا مستهدف من الخارج وأعداؤنا يتربصون بشبابنا، لأنهم يعلمون جيدا، أن جيشنا عصبة وقوامه الرئيسي الشباب، فمن الذي سيمسك السلاح ويقاتل ويحمي حدودنا، هل المرضى والمسنون من سيقومون بذلك، لا، الشباب، فكيف بالشباب إذا أنهكه الجنس وأنهكته المخدرات، النتيجة الحتمية ستخور قواه.

 

سقطت الأندلس بسقوط الشباب عندما تخلوا عن السلاح وراحوا يلهثون خلف شهواتهم ومراقصهم ومغانيهم، فبدلا من التدريب على الحرب والقتال راحوا يتدربون على الرقص والغناء، وتركوا السيوف والحراسة واستبدلوها بالحانات وكئوس الخمور.

ثالثتها: وظفوهم وقوهم الفقر والعوز، فالفقر والحاجة والعوز سلاح فتاك يستخدمه الأعداء عن طريق الإغراء بالمال الذي تضعف أمامه النفوس المريضة، فيجندونهم ضد بلادهم، وهنا تكون الكارثة العظمى والطامة الكبرى، العمالة والجاسوسية، وهناك قصص حقيقية قدمتها الدراما المصرية، أبطالها حقيقيون أنهكهم الفقر والحاجة والعوز، فاستعملتهم الاستخبارات الصهيونية ضد بلادهم.

ومن هذا المنطلق أهيب بالسادة المسؤولين لا تهملوا الشباب، أعينكم لا تفارقهم، ضعوهم نصب أعينكم فهم ثروة قومية لا يستهان بها.

فالشباب عصب الأمة حقا لكن في نفس الوقت لا يمكن أن يعمل منفردا وإنما ضروري ملحة أن يستعين بخبرات الكبار، يستفيد من توجيهاتهم دون مكابرة وعناد، ودونما تعال من الكبار وبخل بخبراتهم.

 

أستاذ الفلسفة بآداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز