

عصام عبد الجواد
ماذا حدث لأسيوط؟
أسيوط هى محافظة من محافظات الصعيد بل هى عاصمة الصعيد فمن حسن حظ أسيوط أنها تتوسط محافظات الصعيد وظلت إلى عهد قريب هى أهم محافظات الصعيد حتى أطلق عليها عاصمة الصعيد لوجود جامعة أسيوط التي تعد من أهم الجامعات الإقليمية فى مصر بعد جامعة الإسكندرية فهى تأتى بعد جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية، وكذلك لوجود كل المصالح والهيئات الحكومية التي كان أهل الصعيد يقصدونها لقضاء حوائجهم فيها حتى أوائل فترة التسعينيات من القرن الماضى والتي توسعت فيها الدولة فى بناء وتجهيز المصالح الحكومية فى المحافظات حتى تسهل على المواطنين قضاء حوائجهم ومع ذلك تظل أسيوط هى المركز أو السنتر لمحافظات الصعيد لما تحتويه من مستشفى جامعى يعد من أكبر المستشفيات الحكومية بعد مستشفى قصر العينى، وأسيوط طوال تاريخها هى منارة العلم والعلماء وهى تختلف عن باقى المحافظات لارتفاع نسبة التعليم فيها وانتشار مراكز الثقافة والفكر داخل مدنها وقراها حتى أن الجماعات المتطرفة التي حاولت السيطرة عليها فى فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم لم تستطع أن تستمر طويلًا وتم القضاء عليها تمامًا.
وفى الفترة الأخيرة منّ الله على أسيوط بقيادات ذات كفاءة عالية مثل اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط الذي لا يكل ولا يمل فى العمل ليل نهار وهو الذي يجوب مدن وقرى المحافظات لمتابعة سير العمل ويتابع كل صغيرة وكبيرة وكذلك اللواء وائل نصار مدير الأمن الذي يلم بتفاصيل الحالة الأمنية فى ربوع المحافظة خاصة أنه شغل فيها من قبل مدير المباحث الجنائية واستطاع هو ورجاله أن يجعلوا رجل الشارع يشعر بالأمن والأمان لكن الحقيقة تبدو أن سلوك أهل أسيوط التي كانت منارة للعلم والعلماء قد تغير فأصبحت الجرائم التي ترتكب فى أسيوط يندى لها الجبين من قسوتها رغم حالة الاندهاش التي أصابت المجتمع المصري من حادث خط الصعيد محمد محسوب الذي صور نفسه أنه فوق القانون فكان جزاؤه أنه تم القضاء عليه والسيطرة على البؤرة الإجرامية التي حاول أن يصنعها لأن الحقيقة أن أسيوط فى الأيام الماضية شهدت حوادث صعبة جدًا فقد صدر فى يوم واحد أحكام بالإعدام على قاتل عروسته فى مركز الفتح بعد أن ذبح عروسته بفصل رأسها عن جسدها يوم الصباحية بحجة أنها ليست بكرًا بعدها كشف تقرير الطب الشرعى كذب روايته وأنها بكر لم يمسها بشر وفى نفس اليوم قضت محكمة الجنايات بإعدام مدعى النبوة بمركز شرطة ديروط بعد أن ذبح ابنته.
علاوة على كثرة حالات الانتحار بتعاطى حبة الغلال أو الانتحار فى النيل أو بإلقاء أنفسهم فى الترعة الإبراهيمية وكذلك العثور على توءم حديث الولادة فى قرية فزارة مركز شرطة القوصية ولم يستدل على والديهما علاوة على عشرات القضايا التي تحررها أجهزة الأمن كل يوم فى الاتجار فى المخدرات أو للتعاطى والتي انتشرت بشكل رهيب بين الشباب.
ثم كانت الطامة الكبرى فى الشهادة الإعدادية بأسيوط والتي أكدت أن هناك مشكلة ضخمة فى العملية التعليمية فى أسيوط بعد أن دخل الامتحان 76 ألف طالب رسب منهم 44 ألفًا ونجح حوالى 32 ألفًا و 60 طالبًا فقط.
أسيوط التي توجد بها جامعة أسيوط وجامعة الأزهر وغيرهما من المراكز الفكرية والثقافية والاجتماعية اختلف سلوكها عن ذى قبل .. فأنا من مواليد أسيوط وعشت وسط أهلها الطيبين ورأيت بأم عينى حالة الود والتراحم بين أهلها وعاصرت حالة التفوق لأبنائها كل فى مجاله إلا أن الوضع الآن يحتاج إلى دراسة اجتماعية دينية أخلاقية ثقافية بعد أن اختلف سلوك أبنائها عن ذى قبل.. حفظ الله أهل أسيوط وأعادهم إلى رشدهم وإلى تفوقهم كما كانوا فى الماضى.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.