عاجل
الجمعة 9 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رمضانيات
البنك الاهلي

مسجد محمد علي: تحفة معمارية ورمز ديني في قلب القاهرة

أرشيفية
أرشيفية

يُعد مسجد محمد علي باشا، المعروف أيضًا بمسجد الألبستر أو مسجد المرمر، من أبرز المعالم التاريخية في القاهرة.



 

تأسس هذا المسجد في الفترة بين 1830م و1848م تحت إشراف محمد علي باشا، الذي يُعتبر مؤسس الدولة المصرية الحديثة.

يقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، ويعد من أروع الأمثلة على العمارة العثمانية في مصر، مستوحى من جامع السلطان أحمد في إسطنبول.

التصميم المعماري والتاريخي

تم تصميم مسجد محمد علي باشا على الطراز العثماني، حيث تعكس جدرانه استخدامًا كثيفًا للرخام الأبيض، مما أكسبه لقب "مسجد الألبستر".

بدأ العمل في المسجد في عام 1830م عندما كلف محمد علي باشا المهندس التركي "يوسف بشناق" لتصميمه، وأخذ التصميم في اعتباره بعض التعديلات المحلية مع الاستفادة من المسقط الأفقي لجامع السلطان أحمد في إسطنبول.

استمر البناء حتى عام 1848م، وفي تلك الفترة، كان المسجد يضم قبة ضخمة ومنارات عالية وواجهات من الرخام المميز.

وفي عهد خلفاء محمد علي باشا، تم استكمال البناء وإضافة بعض التحسينات، مع جعل المسجد مكانًا للاحتفالات الدينية السنوية، مما جعل له أهمية ثقافية ودينية مستمرة.

أهمية المسجد في تاريخ مصر

تعود أهمية المسجد إلى كونه رمزًا للتطور العمراني والديني في مصر الحديثة. كما أظهر اهتمام محمد علي باشا بتطوير مصر في مختلف المجالات مثل التعليم والصناعة والجيش، حيث كان هذا المسجد جزءًا من مشروعه الكبير لبناء دولة حديثة.

في السنوات التي تلت وفاة محمد علي باشا، تولى خلفاؤه تجديد المسجد والاهتمام به. على سبيل المثال، أمر عباس حلمي باشا الأول في عام 1848م بإتمام كسوة الرخام الخاصة بالمسجد وتوفير الخيرات له.

كما رُصد للمسجد خيرات عديدة في عهد محمد سعيد باشا وتُعتبر هذه التحسينات جزءًا من العناية المستمرة التي كانت تُبذل للمسجد على مر العصور.

تجديدات وتعديلات كبيرة

عُرفت عدة عمليات ترميم كبيرة على مر العقود، أبرزها في عهد الملك فؤاد الأول الذي أمر بإعادة ترميم المسجد بعد تعرضه لبعض التشققات نتيجة لخلل هندسي.

لم يقتصر الاهتمام بالمبنى على الجانب المعماري فقط، بل شمل أيضًا الحياة الدينية، حيث كان المسجد يُعد مكانًا للاحتفال بالمناسبات الدينية مثل ليلة المعراج وليلة القدر.

كما اهتم الملك فاروق الأول بإعادة افتتاح المسجد للصلاة بعد الانتهاء من الترميمات، مما أكسبه أهمية إضافية في الحياة اليومية للمصريين.

وكان المسجد يمثل نقطة التقاء بين الدين والسياسة والثقافة في عهد أسرة محمد علي. المهندسون والصناع عُهد بتصميم المسجد إلى المهندس التركي "يوسف بشناق"، الذي استلهم من تصميم جامع السلطان أحمد.

ورغم أن المهندس المنفذ للمشروع لم يُذكر اسمه، إلا أن العديد من الصناع المصريين ساهموا في بناء المسجد.

فمنهم الحجارون والنحاتون الذين قاموا بنحت الزخارف الجميلة التي تزين جدران المسجد.

تمت أعمال الرخام بتعاون مع الخواجة سيمون، بينما تولى العديد من الفنانين المصريين تنفيذ الزخارف التي تميز المسجد في الداخل والخارج.

الموقع والتأثير الثقافي

يقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، التي تُعد من أبرز القلاع العسكرية في مصر.

يجاور المسجد العديد من المعالم التاريخية الأخرى، مثل مسجد الناصر قلاوون ومسجد السلطان حسن، مما يجعل منطقة القلعة موقعًا سياحيًا وثقافيًا هامًا في قلب القاهرة.

منذ بناء المسجد، أصبح محط أنظار السياح والزوار، حيث يعكس مزيجًا من الجمال المعماري والديني. كما أضافت الأنشطة الدينية التي كانت تقام في المسجد، مثل الاحتفالات والمناسبات، قيمة إضافية للمسجد كمعلم حيوي في حياة المصريين.

يُعتبر مسجد محمد علي باشا أحد أروع معالم العمارة الإسلامية في مصر، إذ يُظهر براعة التصميم والفن المعماري العثماني في قلب القاهرة.

كما أنه يمثل رمزًا تاريخيًا وثقافيًا من فترة هامة في تاريخ مصر الحديثة، حيث أسس محمد علي باشا العديد من الإصلاحات التي جعلت مصر في مصاف الدول المتقدمة في العصر الحديث.

يظل المسجد مكانًا للعبادة والاحتفال، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف هذا التراث الغني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز