

عصام عبد الجواد
هؤلاء فقدوا إنسانيتهم
المشاعر والأحاسيس والرحمة والخوف على الآخرين أشياء يتصف بها الإنسان عن غيره من المخلوقات، فالإنسان الذي يشعر بالآخرين ويخاف عليهم هو فى الحقيقة إنسان نبيل، وعندما يفتقد أى شخص مشاعره وأحاسيسه عندها يكون قد فقد إنسانيته وتحول إلى أحقر مخلوقات الله، فالحيوانات والطيور لها مشاعر وأحاسيس، وهى تخاف على بعضها البعض، ومن النادر أن نجد حيوانًا مثل الأسد عندما يجوع فيأكل أسدًا آخر من بنى جنسه، أو يقضى عليه، ولكن على ما يبدو أننا فى عصر نعيش فيه فقد العديد من البشر إنسانيتهم وتحولوا إلى آلات مفترسة تبلدت مشاعرهم وأحاسيسهم وفقدوا كل ما يتصف به أى شيء حى على وجه الأرض.
فقد أثبتت واقعة الطفل ياسين طفل واقعة البحيرة عن كم كبير من القضايا المثيلة لها فى العديد من القرى والنجوع التي تعرض فيها أطفال سواء من الإناث أو الذكور لحالات اغتصاب ممنهجة طوال فترة طويلة بدون رحمة أو خوف وبدون أى مشاعر إنسانية وفتحت هذه الواقعة البلاعة التي انفجرت فينا جميعًا بأن هناك العشرات من الوقائع التي تم الإبلاغ عنها بل تم الحكم فيها على أصحاب هذه الجرائم ولم يسمع عنها أحد لأنها لم تتحول إلى قضية رأى عام كما حدث فى قضية الطفل ياسين، لكن الغريب أن هناك إحصائيات تقول :إن ما يتم الإعلان عنه أو ما يتم الكشف عنه وتحويله إلى محاضر الشرطة لا تتعدى 10٪ من عدد هذه الحوادث التي يخاف أصحابها الإبلاغ عنها خوفًا على سمعتهم ومستقبل أبنائهم الأمر الذي يحتاج إلى تشجيع أصحاب هذه القضايا للإبلاغ عنها فورًا وتقديم أصحابها للمحاكمة حتى يحصلوا على جزائهم ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم ارتكاب مثل هذه الجرائم التي تحولت إلى ظاهرة دخيلة على المجتمع المصري المشهود له بأنه مجتمع متدين يحافظ على العادات والتقاليد وأنه مجتمع شرقى لا تنتشر فيه الفاحشة أو الأفعال الخارجة عن المألوف لكن يبدوا أن هناك من فقد ضميره بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى التي انتشرت معها المواقع الإباحية التي ساعدت على ارتفاع مثل هذه الجرائم.
المجتمع المصري يحتاج فى الوقت الحالى إلى إعادة تقييم لعاداته وتقاليده ويحتاج إلى وسائل إرشاد وتنبيه إلى خطورة مثل هذه الجرائم خاصة أن ما شهدناه فى هذه الحوادث أنها لم تقع من شباب مراهقين بل ارتكبها كبار فى السن مثل المتهم باغتصاب الطفل ياسين، وهناك جريمة أخرى اغتصب فيها محفظ قرآن كريم طفلة لم يتعد عمرها 9 سنوات وهو ما يعنى أن الأمر غير مقتصر على سن معينة أو درجة تدين معينة، ويجب على المشرع تغليظ العقوبة على مثل هؤلاء بالإضافة إلى أن تتم المحاكمة سريعة بحيث تكون العدالة ناجزة وفورية حتى يشعر الجميع بخطورة هذه الأفعال غير الإنسانية أو الأخلاقية بالمرة وحتى لا يستغلها البعض فى أغراض أخرى مثلما حاول البعض أن يستغل واقعة الطفل ياسين فى اتجاهات طائفية بغيضة وأن مثل هذه الأفعال لا تخص دينًا معينًا أو اتجاهًا معينًا هى أفعال قذرة تصدر من أشخاص منعدمى الضمير والأخلاق ويستحقون أشد عقوبة على الإطلاق.
حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا..