قبل المدفع 2.. لماذا تخلو قمصان أندية البريميرليج من إعلانات شركات الأغذية والمشروبات؟
يعد الدوري الإنجليزي الممتاز، أقوى وأغنى دوريات كرة القدم في العالم، فهذا الدوري ليس مُجرد مُسابقة رياضية، بل منظومة اقتصادية ضخمة تُدار بدقة واحترافية عالية ، وفى وسط التنوع الهائل في رعايات الأندية، يلاحظ غياب لافت (لإعلانات شركات الأغذية والمشروبات) على قمصان الفرق المُشتركه فى المسابقة ، في ظاهرة تستحق التوقف عندها، فبينما تملأ هذه الإعلانات الدوريات الكبرى الأخرى، يظل (البريميرليغ) مُحافظًا على نهج مختلف.
في ذلك الإطار يكشف لنا الدكتور محمد فضل الله عضو لجنة ضبط أداء الاعلام الرياضي والمستشار الرياضي الدولي بأن هذا الأمر يطرح تساؤلات حول المعايير التي تحكم اختيار الرعاة، والتوجهات التجارية والاستراتيجية التي تجعل هذا الدوري فريدًا حتى في تفاصيله التسويقية، فالثابت أن هناك عدة أسباب وراء عدم انتشار شعارات شركات الأغذية والمشروبات على قمصان أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تكمن فى الأسباب التالي ذكرها:
أولاً: (الأولويات التجارية والرعاة ذوو الميزانيات الكبرى)
فمعظم أندية الدوري الانجليزي المُمتاز تبحث عن عقود رعاية ذات قيمة مالية مُرتفعة، مما يجعل الشركات المالية والتكنولوجية والمؤسسات الكبرى هي الأكثر قدرة على دفع مبالغ ضخمة ، حيثُ أن شركات الأغذية والمشروبات نادرًا ما تمتلك ميزانيات تسويقية تنافسية مثل البنوك أو شركات التكنولوجيا.
ثانياً: (القوانين والقيود الصحية)
نجد في بعض الحالات، أن هناك قيودا على الإعلان عن الأطعمة غير الصحية أو المشروبات الغازية، خاصة مع ازدياد حملات الصحة العامة ، فالدوري الإنجليزي يفضل الشراكات مع شركات تتماشى مع القيم الصحية والرياضية.
ثالثاً: (توجهات الرعاية العالمية)
فأندية الدوري الانجليزى المُمتاز (البريميرليغ) تمتلك جماهير عالمية، لذا تُفضل في رعاية قمصان فرق أنديتها تلك الشركات التي تقدم خدمات دولية، مثل شركات الطيران (طيران الإمارات، الاتحاد)، والبنوك (ستاندرد تشارترد)، والتي تمتلك انتشارًا رقميًا واسعًا ، أما شركات ( الأغذية والمشروبات) غالبًا تستهدف أسواقًا محلية أكثر من كونها علامات تجارية عالمية ضخمة.
رابعاً: (وجود بدائل إعلانية أخرى لشركات الأغذية والمشروبات)
فالعديد من شركات الأغذية والمشروبات تفضل الرعاية بطرق أخرى، مثل الإعلانات التليفزيونية، الرعاية الجزئية للأندية (مثل شراكات تغذية اللاعبين أو توفير المشروبات للطواقم الفنية)، أو حتى رعاية البطولات وليس القمصان.
خامساً: (تفضيل أندية البريميرليغ للقطاعات الأكثر استقرارًا ماليًا).
فشركات الأغذية والمشروبات قد تتأثر بارتفاع التكاليف والتغيرات في سلوك المستهلكين، بينما الشركات المالية والتكنولوجية تعتبر أكثر استدامة في الاستثمار طويل الأجل.



