
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة..
خبراء بـ«الأعلى للثقافة»: التمكين الاقتصادي للمرأة يصب في مصلحة المجتمع

محمد خضير
ضمن خطة نشاط وزارة الثقافة، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، نظم المجلس الأعلى للثقافة أمسية رمضانية بعنوان: "قضايا المرأة في ظل تطورات العصر"، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وقد أدار الندوة الدكتورة منى الحديدي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، ومقرر لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة.
وشارك بالأمسية كلا من الدكتورة راندا رزق، أستاذ الإعلام التربوي بجامعة القاهرة وعضو لجنة الإعلام بالمجلس، والدكتورة سارة سمير، المدرس المساعد في مدينة الثقافة والعلوم بالسادس من أكتوبر.
كما شارك الدكتور عمرو الورداني أمين عام الفتوى ومدير مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية، والدكتور محمد خليف، استشاري الابتكار والتحول الرقمي، وعضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكاديمية البحث العلمي، ومقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية، والمهندس محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، وعضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة.
واستهلت الدكتورة منى الحديدي: حديثها بالتنويه عن أهمية شهر مارس، إذ إنه شهر الاحتفال بالمرأة، مشيرة إلى أن الاحتفال باليوم العالمى للمرأة جاء بعد وافعة حبس واحتراق 126 عاملة بأحد المصانع الأمريكية، وكيف بدأت المظاهرات عام 1906 في يوم 8 مارس ليكون بذلك اليوم هو يوم المرأة العالمي لما له من تضحيات وفداء بالمجتمع.
وقالت: اننا في مصر نحتفل خلال شهر مارس الجارى بيوم المرأة العالمي، كما نحتفل يوم 16 بيوم المرأة المصرية، ويوم 21 بيوم عيد الأم، موضحة أن
المرأة المصرية تعيش في عصر التمكين، وعلى الرغم من التمكين والتمثيل السياسي لها في مجلسي الشعب والشيوخ، فإن هناك بعض التحديات.
وأشارت الدكتورة راندا رزق: إلى أن تنمية المجتمع تتم من خلال جناحي العمل؛ التمكين والحماية، وأن هناك العديد من القضايا التي تعرقل تمكين المرأة؛ مثل قضية الغارمات التي وجد لها حل أخيراً، وكذلك وجدت بعض الآفات الاجتماعية؛ مثل ظاهرة الغيرة من الأقران، والتي لها أبعاد اجتماعية، ومنها الاتجار بالعوز، فهناك من يتاجرون بالمشكلات الاجتماعية، وفي هذا الصدد قامت الدولة بتقديم حلول لحماية المرأة المهمشة اجتماعيّاً، وكان هناك بالإضافة إلى ذلك حملات توعية.
واوضحت: أن الأدب مرآة للعصر، وهو في المجمل مرآة للوضع الاجتماعي، ومؤكدة كيف أن المرأة في القرن الماضي في أوروبا لم تكن لديها أحقية في الحصول على كثير من حقوقها، وبالنسبة لساعات العمل تلزمها القوانين بساعات عمل كثيرة.
وقالت الدكتورة سارة سمير، إنه قد كانت أول مدرسة لتعليم الفتاة في مصر هي المدرسة السنية في عام 1873، وفي ذات الوقت لم يكن التعليم للبنات محبباً في أوروبا، فقد استطاعت المرأة في مصر الوصول إلى المناصب العليا في الدولة.
أما الدكتور عمرو الورداني: فقد استشهد بالأحاديث النبوية المطهرة على أن أهل مصر في رباط إلى يوم الدين، وأن ما يصرف على تدمير المجتمع من قبل بعض الدول يوازي موازنات دول كبرى، مشيرا إلى أن المرأة محور الوجود وهي مرآة المجتمع، مستشهداً بقول الرسول "ﷺ" عندما سأله أبو هريرة: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. "رواه البخاري ومسلم"، فالمرأة رمز للرحم ورمز للخير تأتي بالخير حيث كان.
وانتقل حديثه إلى علم اجتماع التدين الذي يتعامل مع حضارة متدهورة بإلغائها اللغة والثقافة والدين والأسرة والدولة، فهناك اتساع في الفجوات، وسرعة تحول تؤدي إلى التفكك، مع تعرض المرأة لضغط شديد لتفكيك الهوية وتشويهها.
وتحدث الدكتور محمد خليف: عن المخاطر التي تتعرض لها المرأة في هذا العصر في ظل التطور الإلكتروني، فقد استطاعت المرأة أن تطور هذا النوع من القطاعات، وصارت على رأس 40% من شركات البرمجة المالية قيادات نسائية، وقد انفتح قطاع تكنولوجيا المعلومات على المرأة المصرية ليس بالقاهرة والإسكندرية فقط، بل امتد ليشمل صعيد مصر حيث قامت الدولة المصرية بالتدريب المكثف للقيادات النسائية على طول خط الصعيد، فإن لديهن القدرة على الإبداع والأفكار جديدة حيث يعملن بشكل واقعي مع الذكاء الاصطناعي وجودة الإنسان.
وأضاف أن التمكين الاقتصادي للمرأة المصرية ليس نوعاً من العدالة فقط، بل يتعداها إلى مصلحة المجتمع.
وأنهى الحديث بكلمة المهندس محمد الحارثي بالتنويه المباشر عن خطورة الجرائم السيبرانية التي تستهدف الأسر والمرأة على مستوى العالم، حيث الابتزاز والعنف والتحرش الإلكتروني مع وجود التشريعات وتوافق القوانين التي تجرّم التعرض للعنف الرقمي، فوعي المرأة لا بد أن يكون وعياً استباقياً فلا بد لها من التمكين الرقمي.
كما أشار المهندس الحارثي: إلى أن فرص العمل في مجال تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، إذ يمكن بناء الأنظمة منخفضة الأكواد عن طريق الذكاء الاصطناعي، فيمكن لبعض سكان القرى التي يصل لها الإنترنت تعلمه والعمل كمبرمجين، وبالتالي فرص عمل المرأة التي لها القدرة على بناء البيانات بشكل مختلف.