جمال عبدالصمد
محمد رمضان بـ100 وش
شهدت خريطة الأعمال الفنية الرمضانية زخما كبيرا على القنوات الفضائية، حيث تضمنت أعمالا درامية متنوعة، وبرامج مقالب تحت بند البرامج الفكاهية، بالإضافة إلى الكثير من الإعلانات التي تربعت على عرش النجومية على مدار أشهر رمضان في السنوات السابقة، في حين غاب عنا هذا العام الأعمال الدينية والوطنية وبرامج الأطفال، ورغم تنوع البرامج والأعمال الفنية، فإن برنامج "مدفع رمضان" للفنان محمد رمضان، يُعد من أبرز البرامج التي سطعت وأثارت تفاعلاً واسعًا وكبيرًا في الشارع المصري.
يتميز البرنامج ببساطته حيث يتم خلاله تقديم جوائز مالية قيّمة للمشاركين الذين يمثلون مختلف الفئات الاجتماعية، والذين يتم اختيارهم على أسس إنسانية، مما أسهم في إدخال البهجة والسرور على قلوب الكثير من المصريين، خاصةً أهالينا البسطاء الطيبين.
هناك من شاهد البرنامج بمنظور آخر بعيد كل البعد عن المنظور التقليدي لبرامج المسابقات، بل هناك من وصف برنامج "مدفع رمضان" بالعمل الإنساني والنبيل، نظرًا لما يقدمه من لحظات إنسانية مؤثرة، بالإضافة إلى كيفية اختيار محمد رمضان للمشاركين وأسلوب التعامل معهم، الذي تميز بالتواضع والإنسانية، كما حرص مقدم البرنامج في مقابلاته مع الناس على تأكيد أن صاحب اللقب الحقيقي لـ"نمبر ون" هو الجمهور، الذي وصفه بصاحب الفضل بعد ربنا في شهرته ونجاحه.
كان للبرنامج تأثير ايجابي في نواح كثيرة وعلى رأسها الجانب الاجتماعي، فقد أسهم البرنامج في إدخال البهجة والسرور على قلوب الكثيرين، كما أكد على تعزيز روح التكافل الاجتماعي بينهم، وأظهر الجوانب المضيئة ومدى التلاحم بين أفراد المجتمع المصري، مما أسفر عن إثارة نقاش واسع حول موضوع مهم وهو دور الفنانين في خدمة المجتمع، وأهمية مساهمتهم في الأعمال الخيرية.
وقد استغل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي اللقطات المؤثرة للفائزين بجوائز البرنامج وقاموا بنشر وتداول مقاطع فيديو، والتي كشفت عن الجانب الإنساني والاجتماعي للمواطن المصري، بالإضافة إلى رصد أحلام أهالينا البسطاء، وفرحتهم وسعادتهم بتحقيقها على أرض الواقع، وقد طغت المشاعر العاطفية والإنسانية على كل المشاهد التي اختلطت فيها مشاعر الفرحة بالبكاء، خاصة اللقطات التي استهدفت الطبقة الكادحة من مجتمعنا بكافة محافظات وربوع مصر.
مما لا شك فيه أن محمد رمضان منذ ظهوره على الساحة الفنية أثار حالة من الجدل بما يقدمه، حيث وجهت له العديد من الانتقادات اللاذعة، خاصة الأدوار التي قدمها في بداية مشواره الفني، والتي اعتقد أنها كانت بمثابة عامل لجذب الانتباه إليه، وتوجيه النظر نحو مولد نجم موهوب يحمل جينات فنية تؤهله لكي يتربع على عرش قلوب جماهيره، وبرغم الانتقادات التي واجهها في بداية مشوارة الفني، فإنه استطاع أن يعدد أشكاله الفنية وأدواره التي جعلته يلقب بألف وش، حيث نجح في دور ابن البلد، الصعيدي، الضابط، المُعلم، المَعلم.. وغيرها من شخصيات المجتمع المتنوعة، بالإضافة إلى خوضه تجربة "الأداء الغنائي" التي قدمها بطريقته الخاصة والمختلفة.. وأخيرا خاض تجربة أخرى وهي تقديم برنامج "مدفع رمضان"، الذي عكست مقدمة البرنامج "التتر"، قدرة رمضان على التلون وتجسيد شخصيات مختلفة نابعة من قلب المجتمع المصري.
في النهاية، شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة والرحمة، وهو يعد فرصة عظيمة لتقوية الروابط الاجتماعية والتراحم بين الناس، ومن أهم القيم التي يجب أن نركز عليها في هذا الشهر الفضيل هي قيمة "جبر الخواطر"، التي تكمُن في بذل العطاء وفعل الخير والإحسان ومد يد العون والمساعدة سواء ماديًا او معنويًا إلى الأخرين، بالإضافة إلى المساهمة في إدخال السرور والبهجة على قلوب الطيبين.
ختامًا.. بعد التأكد من قيمة "جبر الخواطر" ومميزاتها للجابر والمجبور، أتمنى من الله عز وجل أن يجعل جبر الخواطر عادة دائمة في حياتنا نجني ثمار حسناتها دومًا.
















