عاجل
الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

مستقبل الصراع فى الشرق الأوسط فى ظل التصعيد الإسرائيلى الأمريكى

 يعيش «الشرق الأوسط «على صفيح ساخن، فما بين تفاقم أزمة غزة، والتهديد بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، والتحشيد العسكرى فى عدد من الدول، تتصاعد المخاوف من السقوط فى براثن حرب شاملة فى المنطقة، ورغم تصاعد الأزمات إلا أن بعض الخبراء رجحوا أنه مجرد تصعيد شكلى لفرض شروط تفاوضية مرضية لجميع الأطراف.



وقال اللواء سمير فرج الخبير العسكرى والمفكر الاستراتيجى، إن مصر تُعلق آمالًا كبيرة على زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى مساندتها لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية والتوصل لقرار وقف إطلاق النار، والموافقة على إعادة إعمار غزة والضغط على إسرائيل كما حدث وفعل فى لبنان.

 وأوضح «فرج»، أن هناك الكثير من الأحداث ستترتب على لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما تحدث مع الرئيس الأمريكى، أكد ضرورة وقف إطلاق النار لإدخال المساعدات، كما أن زيارة الرئيس الفرنسى إلى العريش ستساهم فى تعبئة الرأى العام الأوروبى لإيجاد طريقة لإيقاف إطلاق النار لإدخال المساعدات لغزة، وتوقع الخبير العسكرى، أن يتخذ «ترامب» قرارًا لوقف إطلاق النار وبدء تبادل الرهائن والأسرى بعد لقائه مع «نتنياهو»، ثم تأتى المرحلة الثانية لتحقيق انسحاب إسرائيل من غزة. 

وأكد «فرج»، أن إسرائيل جادة فى ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، مشيرا إلى أن هذا هو أحد أهم أسباب التحشيد العسكرى الأمريكى فى المنطقة. 

ولفت إلى أن «البنتاجون» يعى تمامًا أن ضرب المفاعلات الإيرانية سيتسبب فى دمار كبير ومشاكل ضخمة للمنطقة، لأن إيران ستتدخل بقوة وستصل الصواريخ البالستية إلى حدود إيطاليا، وبالتالى ستضرب أى موقع مهم فى المنطقة وفى مقدمتها المنشآت البترولية للخليج، كما أنها مسيطرة على مضيقى هرمز وباب المندب، اللذين يتحرك عبرهما ثلث الوقود فى العالم، وهو ما ينذر بوقوع كوارث كبرى لذلك لا يفضل البنتاجون ضرب المفاعلات، لكن التحشيد العسكرى يهدف لتهديد طهران وإرهابها لإجبارها على الدخول فى مفاوضات.

 فيما قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الصراع فى الشرق الأوسط ممتد ومعقد وسيستمر لبعض الوقت، كما أن حل أزمة غزة لن يكون سهلًا فى ظل الترتيبات الأمنية والاستراتيجية الحالية التي تخطط لها إسرائيل، مشيرًا إلى أن التصعيد الأمريكى والإسرائيلى مشترك بمعنى أن أمريكا وبريطانيا تشنان هجمات على مواقع أنصار الله فى اليمن، فى حين أن إسرائيل تقوم بالضربات والترتيبات الأمنية وإقامة الممرات الجديدة، لتحسين شروط التفاوض وليس الاحتلال الدائم أو المقيم، لأن جزء كبير مما يجرى مرتبط بالصراع الممتد. 

وأضاف «فهمى»، أنه لن يكون هناك ضربات أمريكية ضد إيران، لأن «ترامب» لا يزال يمد يده لها فى انتظار لما يمكن أن يتم، وهذا لا يتعارض مع الحشود العسكرية فى المنطقة، مشيرًا إلى أن جزءا منها مرتبط بتوجيه رسالة طمأنينة لدول الخليج، لكن يبقى الخيار الرئيسى هو التفاوض وانتظار ما يمكن أن تأتى به آليات التفاوض، خاصة أن سلطنة عمان تتحرك حاليا لتقريب وجهات النظر والاتصالات على أعلى مستوى. 

وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن الحشود العسكرية ليس معناها الحرب، إنما التعجيل بفرض خيارات السلام، خاصة أن الجانب الإيرانى لا يريد الحرب، وتصريحات المرشد موجهة للجمهور الإيرانى لكن لن تكون هناك ضربات أو تصعيد على الأقل حتى الآن، هناك سيناريوهين الأول ضربات نوعية محدودة لتأكيد قوة الردع، والإسرائيليون يدفعون بهذا ونتنياهو بطبيعة الحال حريص على هذا الأمر مع ترامب. 

ولفت «فهمي» إلى أنه خلال الساعات المقبلة سيتحدد شكل الضربة وإطارها، والترتيبات الأمنية بغزة وتفاصيل كثيرة فى هذا الإطار، النقطة الثانية وهى الأهم هى «الترويكا الأوروبية» الخاصة بالاتفاق النووى والضغط على الجانب الإيرانى لمراجعة نفسه، كل طرف يوجه رسائل لترامب ولا يريد حرب، لكن يريد أن يقول لإيران أنه يستطيع أن يتفاوض، ويخرج من الاتفاق ويعود وفق شروط معينة.

وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن الإيرانيين مراوغين، يتبعون نصف حل وشبه خيار، هناك رابح وخاسر مما يجرى سواء كان فى منطقة الخليج أو استهداف المصالح الأمريكية الأوروبية فى الشرق الأوسط وسيكون لها تأثيرات بصورة أو بأخرى. 

من جهته، يرى بهاء محمود، الباحث فى مركز الأهرام للبحوث والدراسات الاستراتيجية، إنه مع تنامى التصعيد الأمريكى والإسرائيلى فى منطقة الشرق الأوسط، ستستمر إسرائيل فى العبث فى غزة وبناء المستوطنات بها فى المستقبل القريب، كما ستترك لها اليد تتصرف كما تشاء فى الضفة وجنين وهذا واضح من التهجير هناك، مشيرًا إلى أنه فى الوقت الذي كانت به هدنة فى غزة كان بالفعل هناك عملية لبناء مستوطنات فى الضفة وجنين باتفاق بين ترامب ونتنياهو، وكانت الهدنة مجرد تسويق.

ونوه الباحث فى مركز الأهرام، إلى أن الحرب مستمرة وأن ترامب طرح فكرة شراء غزة ولكن مصر والأردن والعرب لم يوافقوا، فكان اللجوء مرة أخرى للحرب وخرق الهدنة التي كان مقررًا لها الاستمرار لبعد يوم 16 مارس، مشيرًا إلى أن نتنياهو يعى جيدًا أنه بمجرد انتهاء الحرب هناك انتخابات وحساب عسير ينتظره على خلفية القضايا الخاصة بالتشريعات والقضاء وغيرها من الأزمات القانونية والمحاكمات، لذلك فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى يخشى أنه بعد انتهاء الحرب دون تحرير الأسرى بالقوة العسكرية يحسب ضده فشل عسكرى، لكن الهدف الأكبر المتمثل فى تهجير غزة نجح فيه بالفعل لانه قضى على كثير من أهل غزة، ودمر البنية التحتية وهو هدف مهم يحسب له فى الأشياء التي حققها على المستوى العسكرى فى نطاق التهجير والإبادة وفكرة القضاء على حماس كما أنه نجح فى إجبارهم على التنازل عن إدارة غزة. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز