عاجل
الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

إيمان ممتاز تكتب: ‎الصحة النفسية في بيئة العمل.. كيف تؤثر ضغوط العمل علينا؟

‎تعتبر الصحة النفسية من أهم جوانب الصحة العامة، وتلعب بيئة العمل دورًا حيويًا في التأثير عليها. ففي العالم اليوم، أصبح التعرض لضغوط العمل امر متكرر بصورة كبيرة.



‎ما ضغوط العمل؟

‎يمكن تعريف ضغوط العمل بأنها ردود فعل تحدث عندما تتجاوز متطلبات الوظيفة قدرات الموظف أو موارده أو احتياجاته. يمكن أن تنشأ هذه الضغوط من جوانب مختلفة في بيئة العمل، بما في ذلك:

عبء العمل الزائد وكمية العمل الكبيرة والمهل الزمنية القصيرة.

نقص السيطرة وعدم القدرة على التأثير في القرارات المتعلقة بالعمل أو كيفية تنفيذه.

 العلاقات السيئة في العمل والنزاعات مع الزملاء أو المديرين، والتنمر، والتحرش.

 انعدام الأمن الوظيفي مع الخوف من فقدان الوظيفة.

 عدم التوازن بين العمل والحياة وصعوبة الفصل بين مسؤوليات العمل والحياة الشخصية.

 ظروف العمل السيئة والضوضاء، والإضاءة غير المناسبة، وسوء تصميم مكان العمل.

 

‎كيف تؤثر ضغوط العمل على صحتنا النفسية؟

‎يؤدي التعرض المستمر للضغوط إلى تنشيط استجابة الجسم للتوتر، مما يرفع مستويات هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين. على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالقلق والتوتر.

 

 تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 12 مليار يوم عمل يُفقد سنويًا بسبب الاكتئاب والقلق، مما يكلف الاقتصاد العالمي حوالي تريليون دولار أمريكي سنويًا من الإنتاجية المهدرة.

 

1. يمكن أن تكون ضغوط العمل المزمنة عامل خطر للإصابة بالاكتئاب. الشعور بالإرهاق والعجز وعدم القدرة على التحكم في بيئة العمل يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الحزن واليأس وفقدان الاهتمام بالأنشطة.

 وجدت العديد من الدراسات علاقة قوية بين ضغوط العمل وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. على سبيل المثال، أشارت دراسة نشرت في مجلة "The Lancet" إلى أن الموظفين الذين يعانون من مستويات عالية من ضغوط العمل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80٪ مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من الضغط.

 

الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي ناتجة عن التعرض المطول لضغوط العمل المزمنة. يتميز بالشعور بالإرهاق الشديد، والتبلد العاطفي، وانخفاض الإحساس بالإنجاز الشخصي.    

وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب، يعاني أكثر من 76٪ من الموظفين أحيانًا من الاحتراق الوظيفي، بينما يعاني 28٪ منه "دائمًا" أو "غالبًا".

 

كما يمكن أن تؤدي ضغوط العمل إلى صعوبة النوم والإصابة باضطرابات النوم، مما يؤدي إلى الإرهاق وانخفاض القدرة على التركيز والأداء.

ربطت دراسات بين ضغوط العمل وزيادة خطر الإصابة بالأرق ومشاكل النوم      ‎يمكن أن تظهر الآثار النفسية لضغوط العمل أيضًا في مشاكل صحية جسدية مثل الصداع، وآلام العضلات، ومشاكل الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.     أظهرت الأبحاث أن التوتر  الناتج عن ضغوط العمل يمكن أن يؤثر سلبًا على جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض.

 

‎كيف يمكننا التعامل مع ضغوط العمل؟

‎من الضروري اتخاذ خطوات للتخفيف من تأثير ضغوط العمل على الصحة النفسية. تحديد الأولويات وإدارة الوقت لأن تنظيم المهام وتحديد الأولويات يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالإرهاق.

ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.

تخصيص وقت للأنشطة غير المتعلقة بالعمل وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.

التحدث مع الزملاء أو الأصدقاء أو أفراد العائلة أو طلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر.

إن الصحة النفسية في بيئة العمل ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة أساسية لبناء مجتمعات منتجة ومستدامة. إن فهمنا لتأثير ضغوط العمل على صحة الأفراد وإنتاجيتهم يجب أن يدفعنا جميعًا - أفرادًا ومؤسسات وحكومات - إلى اتخاذ خطوات فعالة لصنع بيئات عمل أكثر صحة ودعمًا، من خلال الوقاية والتدخل المبكر، يمكننا تقليل العبء الهائل للأمراض النفسية المرتبطة بالعمل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز