قرابين تنوير العتمة الكهربائية الأوروبية

مفيش حد أحسن من حد، الجميع سواسية كاسنان المشط حتي في تخفيف الأحمال وانقطاع الكهرباء بات الآن محلي ودولي يا عم الحج، في بلدي مصر أنني افتخر بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أعتبر منذ أن تولي مسؤولية البلاد أن الكهرباء بالنسبة للمصريين أمن قومي ونجح الرئيس السيسي بفضل الله وبجدارة ونجحت الدولة بقيادته الحكيمة في القضاء علي ظاهرة تخفيف الأحمال التي حلت علي مصر مع حكم عناصر الإرهاب والظلام فماذا اليوم عن قارة أوروبا العجوز وما حدث بها الأسبوع الماضي انقطعت لديهم الكهرباء.. معقولة دوري ابطال اوروبا بلا كهرباء فعلاً ما الدنيا إلا مسرح كبير كما قالها الفنان الكبير يوسف وهبي.

جتكم خيبة.. الكهرباء بتقطع في أوربا ياولاد والخدمات ليس في أحسن حالتها وهيبة عواصم النور الأوربية ومصانع السيارات الكهربائية المتقدمة توقفت وسقطت مع أول اختبار حتي قبل دخول شهور الصيف الحارة ، انصح المسؤولين هناك بإعلان جدول تخفيف الأحمال بدلاً من تقديم الهدايا والقرابين للالهة ، اللهم لا شماته فبعد معايرتكم لدول العالم الثالث وما تعرضوا له بسبب الكهرباء.. الآن الحال من بعضه.

الشعب الأوربي زي حالتنا يعاني ويتالم وليست أوربا هي كانت ولا زالت الحلم كما ظن البعض أو هي ملاذ الحرية والاستقرار والرفاهية فهي كأي مجتمع به ناس يعانون ويصبرون حتي عودة التيار إذن لماذا يفكر أطباء مصر ويعلنونها بعلو صوتهم عن حاجتهم ورغبتهم للهجرة والعمل في بلاد الغرب طالما أنهم غارقون في الظلام كما حدث ويحدث مع الدول الأخرى.. "فعد أدراجك يا جلجامش، عُد إلى بلدك ، الحياة التي تبحث عنها لن تجدها "ملحمة جلجامش".

فلسفيا .. بعد انقطاع الكهرباء أوروبيا لسنا في حاجة كعرب أن نحسن صورتنا أمامهم.. الآن هم مطالبون أن يحسنوا صورتهم أمامنا فمهموم الحضارة كما نعرف ويجب أن تكون تعني ايجاد جودة في أسلوب العيش والتفكير وابجديات الحياة مع تعددية فكرية وثقافية واقتصادية واجتماعية فكيف ستبقي وتصمد حضارتكم الأوربية لكي تنافسنا وليس بلا كهرباء تهتدون بها .

الكهرباء لن تنقطع في مصر بعد اليوم هكذا قالها رئيس وزرائنا المصري الدكتور مصطفى مدبولي بل ونصدر الكهرباء ونصف القارة الأوربية تغرق في الظلام وانهيار في المطارات الأوربية ووسائل النقل والطرق حتي العمليات الجراحية في المستشفيات توقفت.. إذن علينا أن نقول شكرا للدكتور مصطفى مدبولي رئيس حكومتنا المصرية ووزارة الكهرباء الرشيدة.

الكهرباء مقابل الحوار أيها الغرب.. ففي أوربا والدول المتقدمة لن تنتج مصانعكم وتعمل بدون توفير الكهرباء إذن تستطيعون أن تتبادلوا الخبرات مع مهندسين مصر المحترفين تستفيدوا من تجربة المصريين المشرفة في الإنتصار علي انقطاع الكهرباء وبالمرة نفتح معكم مجالات جديدة للحوار بين حضارات شعوب الشرق الأوسط والغرب كحوار هادف يقوم علي احترام كلا منا للاخر حوار ثقافي تنويري في ظل هذه العتمه الكهربائية التي حلت بكم ، حوار يتبني مصالح شوعبنا ومصالحها ومواقفها السياسية فالمسلمين العرب علي مدار تاريخهم القديم والمعاصر هم أهل نور وتنوير ودعاه وحضارة وسلام وتعاون وتفاهم بين بني البشر والان نمد اليكم يد العون والمساعدة ونستطيع أن ننير ما بيننا من أفكار ونصدر لكم الكهرباء والثقافة معا والنهاردة عندي بكرا عندك.

استثماريا وصناعيا.. لقد عملت شركات الكهرباء المصرية العملاقة علي إنارة ما يقرب من 100 دولة حول العالم وتعمل وزارة الكهرباء المصرية الجادة المخلصة الوطنية ومعها وزارة التخطيط علي توجيه استثمارات الطاقة في مصر لتصل الي 100 مليار جنيه ناهيكم عن جهد القوات المسلحة المصرية الملحوظ والوطني في مشروع القطار الكهربائي الجديد مع الجهد الثمين للمهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء لشؤون الصناعة ووزارة النقل ووزير النقل والصناعة ودوره الملحوظ في انشاء محطات الكهرباء الجديدة العملاقة وإنارة قري مصر ونجوعها ضمن استيراتيجة متكالمة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خدمة لمصر والمصريين.

أنه في الوقت الذي تسير فيه دول الاتحاد الأوروبي بخطي سريعة علي ركب التقدم والتطور في أشياء كثيرة غائبة عنا كعرب إلا الآن باتت شعوبهم تطلب من حكوماتهم أن يتعلموا من التجربة المصرية الرائدة في توفير الكهرباء لمواطنيها بعد انتكاستهم الأخيرة في الظلام، وبالتالي نستطيع أن نرتقي بالعلاقات العربية الأوربية بالطاقات الشبابية الثقافية والآن الكهربائية.

سياسياً .. وعلي هامش انقطاع التيار والظلام الأوربي المخذي لابد أن نعي أننا جميعاً شركاء في مواجهة الظلام والتطرف الفكري والإرهاب والهجرة والمهاجرين ومع مظلوميتكم الكهربائية الآن في بلدانكم تذكروا قليلاً مظلومية الشعب الفلسطيني القابع تحت ظلام الكهرباء أحياناً وظلم الاحتلال المستمر فالاشعاع الحضاري الأوربي الآن في خطر في مواجهة الإرهاب والظلام وتوحيد الأفكار للعيش في سلام معا وجميعا بات مطلب عالمي.

المختصر.. أنني كإنسان عربي مثقف مهموم بتفعيل دور الوعي وإنارة الفكر والإبداع والحريات في صناعة المستقبل أتمني أن يساهم تخفيف أحمال الكهرباء بإسبانيا وجيرانها في تخفيف حد تطرف الفكر الأوربي تجاه المفكرين والمثقفين المستنيرين العرب لأن أوربا مع الأسف الشديد ليس لديها موقف موحد تجاه قضايا الأمة العربية وما حدث بالصدفة ما هو إلا دلاله ربانية لكسر حالة الجمود والصدي الفكري بين الغرب والشرق والصورة النمطية المحفورة في اذاهنهم كبلدان العالم الأول عن العالم الثالث فلا تضعوا دائما عالمنا العربي الأصيل في خندق الاستهداف مع حوادث دعاوي حرق المصحف الشريف في المساجد والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرموز الدينية الإسلامية بل نشد أيدينا سويا نحو مشاركة ينتج عنها النمو والتطور والازدهار نحو مستقبل مستنير وأفضل لأبنائنا جميعاً.