

محمد قبيصي
مسافة السكة
تابعت بكل فخر وفرح وسعادة وسرور الأسبوع الماضي زيارة الرئيس الزعيم البطل المصري فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى كل من قطر ولقائه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وزيارته للكويت ولقائه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح حفظكم الله وحفظ قادة وزعماء العرب جميعاً فما بيننا هو إخوة ودم وجغرافيا وتاريخ وأمامنا مشوار ليس بالسهل لتحقيق ريادة العرب وسيادتهم المنتظرة.
قطر دولة عربية طموحة ونشيطة وتسعى بشدة للبقاء في المشهد ودعمت وتدعم وتساند مصر سياسياً واقتصادياً وهي دولة لا أنكر أنها ناجحة وذات تأثير عربي واقليمي ملحوظ ، وتفاهم مصر وقطر يصب في المقام الأول والأخير في مصلحة أمن واستقرار المنطقة وجاء الرئيس السيسي للدوحة هذه المرة لدعم وإحياء اللحمة العربية وإزالة السلبيات والشوائب بين الدول وهو نجح في ذلك وبشهادة الجميع.
نحن في مصر نقول لأبنائنا المصريين العاملين في قطر أن العلاقات المصرية القطرية الآن بخير وفي أحسن حالتها والقادم أفضل ولا يستطيع أن ينكر أحد دور أبناء مصر وبصمتهم في صناعة مسيرة التقدم والازدهار التي تشهدها دولة قطر الشقيقة فالعمالة المصرية هناك مخلصه وماهرة ومتميزة وصبورة والأخوة القطريين يحبون المصريين لديهم لأنهم جاءوا للعمل وليس لأي شيء آخر.
نفس الكلام ينطبق علي درة الخليج الغالية على قلوبنا جميعاً دولة الكويت الحبيبه والتاريخ يقول ذلك فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان من أوائل الرؤساء اللذين هنأوا الكويت على استقلالها عام 61 ووقفت مصر مع الكويت ودعمته خلال فترات السلم والحرب دون أن ننبش في التفاصيل، في المقابل أعلنت الكويت دعمها للوحدة المصرية السورية عام 58 ووقفت بجانب مصر في حرب أكتوبر 73 وأخيرا كانت الكويت من أوائل الدول التي أيدت إرادة المصريين في ثورة 30 يونيو المجيدة ضد قوى الشر والإرهاب والظلام ده غير الدعم الاقتصادي المستمر وأبناء مصر في الكويت بصحة وعافية وأنا أعرف أصدقائي الكوايتة جيداً فهم أهل كرم وسخاء.
انطلاقا من هذه الزيارة المهمة للرئيس السيسي لقطر والكويت وقبلها زيارة سيادته للسعودية والإمارات باتت الآن الوحدة العربية ياحكماء العرب ضرورة وليست رفاهية استناداً لما لدينا من روابط دينية وعقائدية وثقافية وفرصة ذهبية لتعلم دروس الماضي والحاضر والمستقبل ناهيكم عن تداعيات الأمن القومي العربي وما نراه من مجريات تقودنا بفعل فاعل أن نكون أمة متناحرة متخاصمة نحارب بعضنا البعض بدلاً من أن نفهم بعضنا البعض ونفكر في الوحدة والمجد والاستثمار والنمو والنهضة ويكون لنا دور بارز في صناعة الحضارة الإنسانية الحالية والمستقبلية.
لقد خاضت أجيال هذه الأمة العربية المستضعفة الأبية العفيفة معارك لا حصر لها من أجل الاستقلال ومحاربة الاحتلال الأجنبي والحفاظ على عاداتها وتقاليدها الراسخة ونجحت في الحصول علي الحرية والاستقلال وانتصر آبائنا وأجدادنا علي الاحتلال والمحتلين والآن مفروض عليكم شباب الأمة أن تحاربوا الجهل والتخلف والتطرف وفوضى الأخلاق وكل أشكال الدمار وأن تكون التنمية والعدالة والمساواة مشروعاً عربياً قائماً في كل شبر من أرض العرب وأن تتمسك أمتنا بسبل التقدم والحداثة والتعاون الاقتصادي العربي العربي دون إقصاء لدور أحد منا في مساندة الآخر حتي نعيش في مطمئنين وفي أحسن حال وأن يفهم الإعلام العربي ما أقول ويؤمن به قبل فوات الأوان.
إن قوى الهيمنة العالمية المتوحشة الطامعة فينا كشعوب عربية أعلنتها صراحه وبات هدف لديها أن يظل المواطن العربي المسالم طوال حياته فقيراً مشتت متخلفا قابعا تحت براثن الحيرة والعجز والفقر والبطالة والحروب والصراعات والمرض وكانت خطتهم تقوم على زرع الفتن بين الأشقاء العرب أفرادا وحكومات لكي تظل أمتنا طوال تاريخها تعيش في أزمة وتعاني من أزمة وتصبح هي في حد ذاتها مجرد أزمة علي العالم وعلاج ذلك كله هو الصحوة العربية التعليمية الثقافية التنويرية في مواجهة المغتصبين المغرضين والمحتلين بالداخل والخارج.
عسكرياً وأمنياً وسياسياً وميدانياً.. لدى العرب الآن مع الأسف الشديد أراض عربية محتلة ومغتصبة ناهيكم عن التدخلات الخارجية المباشرة وغير المباشرة الرامية للتأثير علي صناعة القرار العربي المستقل وهناك منظومة عدوان مسلطة علينا نعرفها جميعاً تحاصرنا بهدف تفريقنا والقضاء علينا قطر تلو الآخر ومواجهة ذلك كله تكمن في إيجاد كياناً عربياً كبيراً صامداً ومتحدا وقويا مسلحاً بالعلم والمعرفة أمام التوسعات الاستعمارية والاطماع الإقليمية.
إنني أقولها واسجلها بالأصالة عن نفسي وعن شرفاء العرب المخلصين الوطنيين الغياري أن العالم العربي بعد كل ما حل به وتعرض له هو الآن بخير وقوي وناضج ويحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعلاقات بين مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر والكويت والبحرين وعمان وباقي الدول العربية طيبه وفي أحسن حال والحمد لله وهذا سينعكس قريباً علي حال وحل القضية الفلسطينية الموجع وانصافها، ومع قوة وصمود دول المغرب العربي الشقيقة المتمثلة في الجزائر والمغرب وتونس سوف تتعافي ليبيا سريعاً، وها هي العراق وسوريا ولبنان تعود من جديد لحاضنة العرب والسودان تنتصر واليمن قادر بإذن الله علي كسر المؤامرة ليبقي دوماً سعيداً وكل شعوب الدول العربية إخوة ليصبح العرب رحماء فيما بينهم.
من قاهره المعز ومن علي ضفتي نيلها الخالد أقول أن مصر جيش وشعب بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حبيب الشعب المصري والعربي نصير الفقراء والغلابة مؤسس الجمهورية المصرية الجديدة جمهورية الحياة الكريمة بلا عوز أم الدنيا دولة رشيدة وحكيمة وفي طريقها للعالمية ومصر جاهزة ومستعدة ومناصرة لكل الإخوة في الأقطار العربية، ويا أيها العرب أن مصر معكم في همومكم وأفراحكم وطموحاتهم وتحدياتكم وستظل مصر أبدا ودوما باب وبوابة وعنوان للعرب والعروبة والحريات.