عندما أزور المتحف المصري الكبير الآن أو المتحف القومي للحضارة يعود بي الزمن و أتذكر مشهد الوزير الفنان فاروق حسني -أدام الله عليه الصحة- وهو يضع حجر الأساس للمتحفين ونحن حوله مجموعة الصحفيين المسؤولين عن تغطية الثقافة والآثار فقد كان يدعونا لكل الفعاليات وانشطة الوزارة سواء كانت كبيرة او صغيرة.
وخاصة لكل كشف أثري جديد أو افتتاح متحف أو إعادة افتتاح مساجد بعد ترميمها أو افتتاح أي مشروع ثقافي في أي مكان في مصر من شمالها لجنوبها.. وما أكثر إنجازات هذا الرجل المحب لمصر وآثارها وتراثها..
وحتى الآن ما زلنا نفتتح ونستكمل مشاريع الوزير فاروق التي توقفت بسبب أحداث 25 يناير..
الآن.. للأسف تغير الحال.. فقد كنا كصحفيين من صحف مختلفة كل واحد منا يتناول الحدث من خلال رؤيته ووجهة نظره الخاصة.. وتنشره جريدته أو مجلته بالشكل اللائق مع أهمية الحدث.. وهكذا كان حال الصحف..
ولكن ما يحدث الآن شيء غريب جدا.. أصبح التواصل بين الصحفى والمسؤول غير متاحة.. أما الوزير فلا تستطيع أن تراه أو تتواصل معه . وأحيانا الوزير يظل سنة أو سنتين والصحفى لا يراه إلا من خلال الصور التي ترسل مع البيانات.. وهى الشيء الوحيد الذي يربط الصحفى بالمسؤول لتغطية اخبار الوزارة..
أذكر هذا بمناسبة ارسال خبر بالامس عن كشف أثري هام لمقبرة في منطقة سقارة وهى تكاد تكون أقرب مكان لنا كصحفيين نريد مشاهدة الكشف والكتابة عنه لأهميته وكلا بطريقته وليس عن طريق بيان من الوزارة يرسل لكل وسائل الإعلام فى وقت واحد.. وللأسف هذا يحدث منذ سنواث واصحبنا صحفيين البيان
الذي يطبع فى كل الصحف والمواقع الإلكترونية ونشرات التليفزيون الإخبارية.. ولا عزاء للصحف والصحفيين والقراء مع هذا الشكل الجديد من طريقة التغطية الصحفية



