
محمد دياب يكتب: مشاهير وراء السموم

لم نعد نعيش في زمن البراءة والنقاء كما كان في الماضي، اليوم أصبح بعض المشاهير وجوهاً مزيفة تخفي خلف الأضواء قذارةً تفوق الوصف.
تحولوا إلى تجار سموم محترفين، يزرعون الموت تحت ستار الشهرة واللمعان، يسممون الجسد ويدمرون براءة العقول قبل أن تلتهمها السموم.
سارة خليفة ـ منتجة وطليقة لاعب كرة سابق هي في الواقع مجرمة تُهرب المواد المخدرة عبر أدوات التجميل مستهدفةً براءة الفتيات وأحلام الشباب. وقبلها داليا فؤاد، تلك البلوجر التي تتشدق بالنعومة والرقي، بينما تبيع في الخفاء مخدر الاغتصاب، أحد أخطر الأسلحة ضد النساء والإنسانية.
كل لايك كانت تحصده كان رصاصة جديدة تطلقها في صدر مجتمعنا.
هؤلاء لا يعبّرون عن النجاح أو الحلم كما يزعمون، إنهم تجار خراب، يعبثون بأجساد وعقول أبناء وطننا. نحن أمام وباء يتخفى خلف فلتر وبرفان فاخر، وبداخله سم قاتل، بل إن بعضهم ذهب أبعد من ذلك، فصاروا يشترون ساعات بثّ عبر الهواء في قنوات متهافتة، ليقدموا برامج خاوية من أي مضمون حقيقي، لا تحمل إلا فقاعات كلمات فارغة، فقط ليتزينوا بلقب "إعلامي" ويتباهوا به، بينما يخفون خلفه ممارسات إجرامية وتجارات محرمة، لا تقتصر على المخدرات، بل تمتد إلى الابتزاز والتسول وأعمال أخرى أحطّ من أن توصف.
تحولت الشهرة إلى سوق رخيص تُباع فيه القيم والشرف، وأصبح مقياس النجاح هو عدد المتابعين، ولو كانوا يسيرون خلف سراب يقودهم إلى الموت البطيء.
لا قيمة لنجومية تُبنى على أنقاض العقول، ولا احترام لمشاهير يزرعون الخراب بأيديهم
منذ متى أصبحنا نمجد من يحطم أخلاقنا؟ منذ متى سمحنا للقبح أن يتخفى في ثياب الترند؟
وسط هذا الانحدار يظهر رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، رجال لا تغريهم الأضواء ولا يحجب وعيهم بريق الشهرة.
رجال يعملون في صمت وينقضون على كل من يتاجر بحياة شبابنا دون خوف أو مساومة.. هؤلاء هم حماة هذا الوطن الحقيقيون، لا المؤثرون المزعومون على الشاشات.
لهم كل التحية والتقدير، لأنهم أثبتوا أن العدالة لا تخضع لنجومية كاذبة، فكل يد امتدت لحماية المجتمع من هؤلاء الفاسدين يد تستحق أن تُقبّل على الجبين.
اليوم نرفع صوتنا عالياً ونطالب بالكشف عن كل فاسد يتستر خلف منصات التواصل. نطالب بمحاكمات علنية تفضح هؤلاء أمام الرأي العام، نطالب بقطع الطريق أمام من يستخدم الشهرة غطاءً لتمرير سمومه.
هذه ليست معركة فردية، إنها معركة وجود من أجل الوطن، فإما أن ننتصر لنبقى، أو نسقط جميعاً تحت أقدام تجار الوهم.
المعركة بدأت ولن يتوقف النضال حتى نسترد الوطن من ايدى المفسدين. لا شهرة بعد اليوم لتجار الموت ولا تصفيق بعد اليوم لمن باع شرفه للشيطان. هؤلاء ما كانوا يوماً نجوماً، بل كانوا شموعاً محترقة تذوب وتنثر العفن قبل أن تنطفئ.. العدالة لا تُشترى والوطن لا يُباع.