عاجل
الخميس 26 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
«قوة الردع» والبصيرة النافذة

«قوة الردع» والبصيرة النافذة

أعترف أننى كاتب شعبى أميل إلى مخاطبة الفئة العظمى من الناس، أكتب الواقع الذي أعيشه ويعيشه معظم المصريين، لست بالكاتب الذي يريد أن يخاطب نخبة مثقفة أو مجموعة من الأكاديميين، كل كاتب له طريقته مثل الشيوخ «كل شيخ وله طريقة».. الكاتب الذي يخاطب الناس ببساطة ووضوح من خلال لغة سهلة وبسيطة ومباشرة، ويتجنب التعقيد والمصطلحات الصعبة، ويركز على إيصال الأفكار والمعلومات بأسلوب ميسر ومفهوم، يصل إلى هدفه الرئيسى من خلال مقاله.



 عادة ما يخرج من القلب بلا شك يصل إلى قلوب وعقول الناس، شطارة الصحفى تكمن فى اقتناعه بما يكتبه ويؤمن به، وأنه صاحب رسالة يؤديها بصدق وإخلاص دون النظر فى مكافأة أو عطية يحصل عليها بعد ذلك.

نبدأ الحكاية.. حكاية وطن تآمرت عليه القوى العظمى وقوى الشر من خلال ما عرف أيامها بالربيع العربى وحتى هذه الساعة، تظل التسمية الصحيحة للربيع العربى «الخريف الأسود».. هذا الخريف الذي أسقط معظم الأنظمة العربية وشرد شعوبها حتى الآن.

لن أتحدث عن ثورة الخراب التي اندلعت فى يناير عندنا، وأحداث الانفلات الأمنى يوم الجمعة الموافق ٢٨ يناير ٢٠١١.. وقتها دخلت ميدان التحرير يوم السبت ٢٩ يناير لكى أتابع أحداث ما عرف وقتها بثورة يناير، كانت المفاجأة داخل الميدان وجدت تيارات سياسية مختلفة من المصريين وشخصيات بارزة إعلامية وسياسية وجماعات سلفية وأخرى إخوانية، بالإضافة إلى عناصر أجنبية بأعداد كبيرة على رأسهم وقتها عميل الموساد الإسرائيلى «إيلان جرابيل».. فى نفس هذا الشهر منذ ١٤ عامًا كانت نيابة أمن الدولة تحقق مع رجل يشتبه فى ضلوعه بالتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد»، وهو المتهم إيلان تشايم جرابيل والذي قبض عليه فى أحد فنادق وسط القاهرة.

هذا الجاسوس كان يتحدث العربية بطلاقة، واستطاع فى وقت قصير أن يكون شبكة علاقات داخل وخارج ميدان التحرير، «جرابيل الجاسوس» اليهودى الإسرائيلى الأمريكى كان يتردد على الجامع الأزهر الشريف ويلتقى ببعض المصريين داخل صحن المسجد.

لم يكن هذا الجاسوس وحده فى الميدان، على شاكلته شاهدت عناصر أجنبية كانت تعمل لصالح جهات استخباراتية لعدة دول على رأسها إسرائيل ودول أخرى غربية، رغم هذه الأحداث العصيبة التي مرت على مصر فى هذا التوقيت، كانت عناصرنا من رجال المخابرات والأجهزة الأخرى حماهم الله، يرصدون بكل دقة تحركات هؤلاء الجواسيس باقتدار واستطاعوا اصطيادهم واحدًا تلو الآخر.

المؤامرة من أعداء هذا الوطن فى ٢٠١١ كان هدفها إشعال كل شبر فى مصر، وتقسيم البلد إلى فئات متناحرة وحرق الأخضر واليابس فى كل مكان حتى لا تقوم لهذه الدولة قائمة مرة أخرى، ولكن قدرة الله كانت فوق تدبيرهم  وقدرتهم.. للأسف فشل المخطط على يد المغفور له بإذن الله المشير حسين طنطاوى رحمة الله عليه، وكان معه أبناء الوطن المخلصون.

الرئيس السيسي فى أواخر شهر يناير ٢٠١٨ وتحديدًا فى افتتاح حقل ظهر قال بالنص: “اللى حصل من 7 سنين مش هيتكرر تانى اللى عايز يهد مصر يخلص منى الأول، وكان يقصد ما حدث فى “٢٠١١.

​النصف الآخر من حكاية مصر بعد فشل مخطط يناير ٢٠١١، بدأ فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ عندما خرج الشعب المصري عن بكرة أبيه ليحبط ويفشل «الخطة باء» لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي أرادت بيع الوطن.

نزل الشعب إلى الميدان وصدحت حناجر المصريين، «يسقط.. يسقط.. حكم المرشد»، وكانت بداية إنقاذ هذا الوطن وإنقاذ الشعب من براثن الخيانة.

وقفت القوات المسلحة إلى جوار إرادة الشعب، وجمع وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى، كل القوى الوطنية والسياسية وألقى خطاب ٣ يوليو على الشعب لتبدأ مرحلة جديدة من التحول السياسى فى العصر الحديث للمصريين.

تولى المستشار الرئيس عدلى منصور رئاسة الجمهورية لمدة عام، قدم هذا الرجل كل ما يستطيع من جهد خلال هذه المرحلة الانتقالية.

وأجريت الانتخابات الرئاسية وتولى الرئيس السيسي المسؤولية، واصل الليل بالنهار من أجل البناء والتعمير والتحديث والقضاء على الإرهاب، ونجح بفضل الله وبجهود أبناء الوطن المخلصين من رجال الجيش والشرطة، وقامت الجمهورية الجديدة رغم كل المصاعب ورغم كل ما يحاصرنا إلى هذه الساعة من تحديات.

ونحن فى ٣٠ يونيو ٢٠٢٥ نتذكر نفس التاريخ من العام الماضى، ماذا كان يقول الناس فى الشارع وفى المواصلات العامة وفى الأندية، كانوا يهاجمون الدولة وغير راضين عن الكثير من الأوضاع خاصة المعيشية.

اليوم يشكر الشعب رئيسه وقواته المسلحة ورجال الشرطة، بعد رؤية الأوضاع فى المنطقة وفى الدول المجاورة لنا، وعرف الجميع حجم الأخطار التي تهدد مصر وشعبها.

وللحديث بقية.. تحيا مصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز