
د.سعد الدين الهلالى: الفقه علم ليس أحادى التوجه بل متعدد الآفاق

توك شو
أكد الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أهمية معرفة علم الفقه فيقول الرسول الكريم: (مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ)، مشيرًا الى أن كلمة "يرد" المقصود بها كل إنسان من البشر وليس إنسانًا محددًا، ومعنى "يفقهه فى الدين" أى يعرفه ويفهمه.
وأضاف: الفقه علم ليس أحادى التوجه، بل متعدد الآفاق، وعلى أهل الذكر تبليغ العلم وعلى المتلقى أن يختار من الفتاوى ما يناسب قراره وموقفه، فالانسان صاحب القرار، ومثال ذلك أحكام إطلاق اللحية؛ فالبعض يرى أنها واجبة وبعض الفقهاء قالوا فريضة ولهم أدلة على ذلك، وآخرون يرون أنها أمر عرفى، ويمكن للإنسان تخفيفها أو حلقها دون الشعور بالذنب، وعلى كل إنسان اختيار الحكم الذي يراه صحيحًا.
وأضاف الهلالى خلال لقائه ببرنامج (مجلس الفقه) على الفضائية المصرية أن علم الفقه شأن كونى وتكليف شرعى ويعتمد على الفهم ، وبعض العلماء يرى أن العامة لا يستطيعون الاختيار، قائلا : " إذا كان هناك من يحتار فى الاختيار فعلى الفقيه أن يقوم بتبليغه الفتاوى جميعًا، ثم كن له ناصحٌ لا مسيطرٌ قل له أنصحك بكذا وكذا واترك له حرية القرار لكى يتحمل توابع اختياره ويحاسب عليها".
وفيما يتعلق بأن علم الفقه أمر كونى أوضح الهلالى أن هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تؤكد أن الله أمر الناس أن تتفكر وتستمتع إلى مختلف الأراء حول نفس المسألة ، أما الفتوى فهى تستند الى رأى واحد فقط؛ ولذلك قال الإمام أبو إسحاق الشاطبي إن كل أحد فقهيه نفسه قدر استطاعته وله كتاب "الموافقات" والذي يعد من أهم المراجع فى الأزهر الشريف.