عاجل
الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
إخوان الأردن.. حلقة فى سلاسل الشـيطان

إخوان الأردن.. حلقة فى سلاسل الشـيطان

النكات هذا الأسبوع كثيرة.. من أمريكا تبدأ وتنتهى فى المملكة الأردنية. 



من الولايات المتحدة نادى الرئيس ترامب بالسماح للسفن العسكرية الأمريكية بالمرور من قناة السويس مجانًا وقال: إن قناة بنما هى الأخرى.. يشملها النداء. 

وفى الأردن، بدأت جماعة الإخوان فى عمان مرحلة جديدة من مراحل مظلومية معروفة تلجأ لها بعد كل واقعة تكشف جرائم الجماعة فى حق الشعوب.

-1- 

ترامب لم يكف عن الهزل منذ جاء إلى البيت الأبيض. 

اليوم عاد، والبراءة فى عينيه ليتكلم فى أمر قناة ترجع ملكيتها لمصر قبل أن ينشأ فى الولايات المتحدة دستور.. وقبل أن تنشأ بها مؤسسات.. وقبل أن يظهر فى الغرب الولايات المتحدة نفسها. 

والجماعة فى الأردن لن تكف عن الالتجاء لحيل الشيطان، وطرق الشيطان، وسموم الشيطان، فى محاولات الخروج من كل أزمة تدخل فيها مع المؤسسات الأردنية.. وفى مواجهاتها مع الشعب الأردنى نفسه. 

نكتة أخرى فى فحوى ما سربته الجماعة على مواقع التواصل، وكأنها تكشف فيه سرًا أكبر، وترجع الإجراءات الأخيرة فى الأردن لحل الجماعة إلى استعدادات كانت الجماعة قد قاربت على الانتهاء منها لمواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلى تحريرًا للأرض! 

الكلام لا يدخل على الأطفال.. لكن عادتهم ولا هيشتروها؟

فى الأردن اكتشفت السلطات أسلحة لدى الجماعة، واكتشفت السلطات قنابل تصنيع محلى، واكتشفوا صاروخ أرض جو كان فى حوزة عدد من أعضاء الجماعة! 

قالت السلطات إن ضمن ما اكتشفته مؤامرة للجماعة على نظام الحكم، فى محاولة جديدة للقفز على السلطة. 

لكن الجماعة ردت، بأن سلاحها كان يعد تحريرًا للقدس.. ثانى القبلتين وثالث الحرمين، وأن الأسلحة المكتشفة، كانت ضمن طور إعداد الجماعة للجهاد ضد المحتل! 

على مواقع التواصل قالت الجماعة أيضًا، إن الأحداث الأخيرة فى عمان، مؤامرة من السلطات الأردنية للقضاء على الحريات فى البلاد. 

فى كل أزمة تتكلم الجماعة عن الاحتلال والمحتل وإسرائيل والقدس. 

لم يثبت مرة واحدة، أن الإخوان عملوا على مواجهة المحتل، لا بالسياسة ولا بالسلاح. 

بالعكس، كل ما اكتشف من سلاح الإخوان كان موجهًا لمجتمعاتهم، وكل ما اكتشف من قنابل، كان مُعدًا لأن تقتل به الجماعة شعوبها. 

بعد يناير 2011 لعبت الجماعة فى مصر نفس التمثيليات. فجرت الجماعة القنابل محلية الصناعة فى المصريين على محطات الأتوبيس، وادعت أن الجانى «طرف ثالث». 

ولما فجرت أقسام الشرطة قالت إن فلول النظام هم السبب، وفى استاد القاهرة، أتى مرسى الجاسوس بكل القتلة والمأجورين والسفاحين ومعتادى الإجرام بدعوى الإعداد القائم للجهاد فى سوريا ضد بشار الأسد، ثم من سوريا إلى تل أبيب!

-2- 

قبل كام يوم أصدر ما يسمى بتيار الكماليين أو ما يقال إنه تيار التغيير فى الجماعة بيانًا يدعو فيه إلى مواجهة الأنظمة العربية كلها، من أول الأردن حتى مصر حتى المغرب وفى السودان ردًا على إجراءات الأردن ضد الإخوان. 

تقول الجماعة إن الأنظمة العربية العميلة، تحارب الإخوان حماية لإسرائيل، كما لو أن الأنظمة العربية هى الأزمة فى طريق رغبة الجماعة القصاص من إسرائيل. 

فى كل مرة تتهرب الجماعة من الإجابة على السؤال: فى أى مرحلة من مراحل تاريخهم شكلوا تهديدًا لإسرائيل؟ 

فى أى مرحلة من مراحل الإخوان وجهوا السلاح ضد تل أبيب؟ وفى أى مرحلة من مراحل التاريخ وقفت الجماعة على خط المواجهة مع جيش الاحتلال؟ 

لم يحدث.

بالعكس، مؤشرات كثيرة ومختلفة تشير إلى أن الأمور سارت كثيرًا فى الاتجاه العكسى.

المثال هنا حماس التي عاشت على دعم إسرائيلى مستمر، اعترف به نتنياهو ورموز فى حكومته، وقالوا إنهم فتحوا الباب لحماس، فتقوى وتضعف السلطة الفلسطينية، فيبقى الانقسام الفلسطينى، وتبقى قضية العودة والأرض، بلا صاحب. 

فى 7 أكتوبر، اشتبكت حماس مع تل أبيب، وظهرت فى الصورة الخلفية طهران صاحبة المصلحة والسبق، بينما ردت إسرائيل، بنسف حماس، ونصف قطاع غزة، وإراقة دماء ما اقترب من 60 ألف فلسطينى أغلبهم من نساء وأطفال. 

لم يثبت مرة واحدة أن جحافل الجيوش الإسلامية بقيادة الإخوان اتجهت لتل أبيب. بالعكس..التاريخ حتى الآن، يسجل كمًا هائلًا من الوقائع التي أتت فيها الفرص، فانقضت الجماعة على مجتمعاتها، إما بلغو الحديث مرة، وإما بالسلاح مرات.

بعد فض اعتصام رابعة المسلح، ظهر بوضوح ما لدى الجماعة من سلاح ضد المصريين، وما لدى الجماعة من أموال ضد المصريين، وما لدى الجماعة من حقد ضد المصريين. 

فى الأردن الجماعة منحلة منذ 2020، لكن يبدو أن هناك من وقع فى نفس الأخطاء فيما يتعلق بالتعامل مع تلك الجماعة الإرهابية كما فى بلدان أخرى عربية. 

كان الخطأ فى الفصل بين حزب الجماعة السياسى وبين كيانها التنظيمى. 

فى الأوقات العصيبة، تلجأ جماعة الإخوان إلى واحد من اثنين.. إما النزول تحت الأرض فى نشاط يستهدف السلطة والحكم ومؤسسات الدولة، وإما الاستمرار فوق الأرض إذا استمرت الفرص سانحة، بدعوى اختلاف العمل الدعوى للجماعة عن فصيلها السياسى الحزبى. 

فى الأردن وقعوا فى الفخ، كما سبق ووقعت فيه الدولة المصرية من قبل، ومن جانبها حاولت الجماعة إيهام المجتمع، بأن الجماعة شىء، وحزبها السياسى شىء. وحاولت الجماعة أيضًا إيهام المجتمع، بأنها يمكن أن تكون فصيلًا سياسيًا مؤتمنًا، يلعب سياسة بقوانين السياسة، ويستهدف المصلحة العامة، بقوانين المصلحة العامة. 

فجأة استفاق المجتمع الأردنى على واقع كارثى، لعبت فيه الجماعة على الحكومة، وعلى الشارع، واستهدفت الدولة، ومؤسساتها، واستغلت الجماعة تطورات الأزمة الفلسطينية.. لتهديد الأردن.

 

-3- 

على مواقع التواصل فى مصر شعار دارج يقول: «اثنين مالهمش أمان.. الفرامل  والإخوان». 

الشعار ذو دلالة، خصوصًا أنه خارج من صلب الشارع المصري، بعفويته، وبساطته وسجعه المركب.. وصولًا للمعنى العميق. 

تأسست جماعة إخوان الإرهاب فى الأردن عام 1946، بعد مقابلة شهيرة لمؤسسها مع مرشدها حسن البنا فى مصر. 

القراءة المعتادة لعلاقة الجماعة بالعرش والدولة، فى بداية الأمر، كانت حلفًا سياسيًا جمع بينهما ضد التيارات الشيوعية والقومية العربية أحيانًا. 

لكن حدث طوال تاريخ تلك العلاقة ما هو معتاد من جماعة الإخوان، إذ كانت الجماعة تعمل فى العلن على إعلاء المصلحة العامة، بينما فى الكواليس لم تستطع الجماعة التخلص من الأيديولوجيا، واستغلال الأزمات، والملمات، ولا كان يمكن أن تتخلى عن الرغبة فى الوصول للسلطة، وأخونة الدولة، أو صبغها بصبغة واحدة وحيدة. 

أشهر محطّات الصِدام بين الجماعة والدولة كانت إبعاد قادة «حماس» من الأردن أيام حكومة الروابدة نهاية التسعينيات. 

بدا منذ ذلك الوقت، أن الخلاف مع «الإخوان» سواء فى الأردن، أو فى أى من البلاد العربية، ليس خلافًا سياسيًا، بقدر ما هو خلاف فكرى ثقافى، تعمل من ورائه الإخوان للوصول للسلطة. 

مضت الجماعة فى الأردن بمراحل مختلفة من مراحل الصراع مع الدولة، وصولًا إلى المرحلة ما قبل الأخيرة، التي قالت الجماعة فيها إنها تسير على أساس 3 قواعد تفصل فيها ما بين السياسى والدعوى، مع الالتزام بالمصالح الوطنية الأردنية وفك أى ارتباط بالخارج، وأخيرًا الالتزام بمسار الإدارة الأردنية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. لكن سرعان ما ظهرت خديعة الإخوان فى نهاية المنعطف. 

مؤخرًا، لما أعلنت الأردن اكتشاف خلية «تصنيع الصواريخ» التابعة للجماعة، وكشفت حجم التمويل الرهيب من الأموال وكشفت أيضًا عن خريطة أعدت لأنشطة إرهابية فى الداخل الأردنى، لم يكن من جماعة الإخوان، إلا أن اتهمت الدولة فى الأردن بأنها لا تدعم المقاومة، واتهمت الإدارة بأنها لا تدعم القضية الفلسطينية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز