هداء الجالى تكتب: كابوس الثانوية المزعج وتطوير المناهج
ربما يخاف الناس دوما من التغيير على اعتبار المثل الشعبي القائل اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش ولهذا السبب كان الناس دائما يقابلون أي تغيير أو تعديل في نظام التعليم وخاصة الثانوي بالصدمة أو الرفض أو عدم التكيف، فهل لو طرحت فكرة جديدة تسهم في تطوير وتأهيل وتثقيف الطلبة سيرفضون هذا المبدأ ولكنني في هذا المقال أضع فكرتي التي حلمت منذ خمس سنوات بطرحها على متخذي القرار لدراستها وإمكانية تطبيقها ومدى جدواها والاستفادة منها التصور في شرح مبسط هو إضافة عام جديد فاصل بين الثانوية العامة والجامعة وعند إضافته يلغي الصف السادس الابتدائي، لكن قبل أن يتساءل البعض عن جدوى إضافة هذا العام الفاصل بين مرحلتين والهدف منه دعوني أشرح آلية الدراسة في هذا العام
أولًا: يشترك في وضع ضوابط وقواعد هذا العام ثلاث وزارات وهي وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي تضع كل وزارة برنامجا تدريبيا وتعليميا وتكنولوجيا وعمليا ينتهي خلال ثلاثة شهور، فيتم تقسيم العام الدراسي علي ثلاث مراحل كل مرحلة ببرنامجها التابع لكل وزارة ثلاثة اشهر وفي النهاية يمنح الطالب شهادة مشتركة معتمدة من الثلاث وزارات، برنامج وزارة التضامن الاجتماعي يكون برنامج تأهيل اجتماعيا ونفسيا وعمليا ودراسة مبسطة يضعها مختصون تكون تعريفية عن قيم المجتمع والقانون المصري الجنائي من الجرائم بكل أنواعها حتى التكنولوجيا وعقوباتها والسلم الاجتماعي وتسليط الضوء على شخصيات علمية واجتماعية ووطنية في كل المجالات وعلى حسب ما يرتأي من يضع هذا المنهج التعريفي المبسط من محتوى يساهم في دعم الهدف الأساسي من البرنامج، بالإضافة لتدريبات عمليه تشمل ورش عمل لبعض الحرف أو الصناعات الخفيفة المصنعة يدويا أو الافكار الصناعية والابتكارات والتركيز في هذه الورش يكون علي المبتكرين أو أصحاب المواهب الابتكارية
ثانيا برنامج وزارة الثقافة ويكون برنامجا ثقافيا وتوعية اجتماعية وسياسية وأنشطة لمختلف الفنون وورش تدريبية للكتابة والرسم والفن التشكيلي والسيناريو والتمثيل والمسرح وغيرها من فنون، وأيضا وضع منهج دراسي مبسط تعريفي يضم بعض العلوم مثل الجغرافيا ومايرتبط بها من علوم اخري والتاريخ المصري وتعريف بمتخلف الحضارات الإنسانية ومحتويات مبسطه لعلوم أخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والبرمجة اللغويه العصبيه وما يراه المختصين من إضافات تسهم في الهدف الأساسي من البرنامج.
ثالثًا: برنامج وزاره التعليم العالي والبحث العلمي ويكون في الأساس برنامجا تكنولوجيا عمليا يدرس بشكل مبسط أسس البرمجة والذكاء الاصطناعي واستخدام التكنولوجيا في كل الوظائف والمهن بل بكل المجالات في الحياة اليومية بالإضافة اللي انشطه تطبيقيه وعمليه في علوم الفلك والفضاء والجيولوجيا تلك البرامج الثلاثة يضعها مجموعة من أساتذة الجامعات وأساتذة علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة والهندسة والبرمجة وأساتذة معاهد التمثيل والفنون وأصحاب الخبرات العلميه أو الكفاءات في تلك الوزارات وأفضل المفكرين والكتاب ومن يصلح أن يساهم في وضعها وتدرسيها عمليا ونظريا فالهدف من تلك البرامج أن تنشئ طالبا قادرا علي فهم قدراته واكتشافها سليم التفكير والسلوك الاجتماعي على قدر ولو بسيط من الثقافه بكل العلوم والفنون والتكنولوجيا عندما ينتهي الطلبة من مرحلة الثانوية العامة ليتجهوا للمرحلة الجامعيه سواء طلبة العلمي أو النظري يصاب الطلبة بالصدمة فهم قد انتهوا للتو من كابوس الثانوية العامة المزعج الذي يعتقد أغلبهم أن مستقبله قد توقف بسبب نسبة مئوية قد أتاحت له كلية نظرية ولزميله كلية علمية فيظل تلازمه عقدة الفشل ويتوه آلالف الطلبة في بئر وهمية أسقطوا أنفسهم فيها لمجرد نسبة لم يحصل عليها تحت ضغوط الثانوية، فيتخرج الآلاف منهم وهم لا يعرفون قدراتهم ولا يفكرون في تطوير ذاتهم ولربما تمنح الحياة لبعضهم فرصة التطوير عندما يدركون أن أول طريق النجاح هو أن تطلق العنان لعقلك ولخيالك وتغذي عقلك بقدر من الثقافة يمكنك من فهم العالم من حولك طلبة العلمي لا يقلون بؤسا عن طلبة النظري فطالب العلمي يظن أن كل النجاح قد حققه في مرحلهطة الثانوية ليصطدم بصعوبه الكليات العلميه ومناهجها فيتحول لإلة تلتزم بإنجاز مايستطيع حتي يتخرج حتى إذا تخرجوا لا ينفتح علي العالم يظل اغلبهم منغلق في دائره تجعله لايعرف معني التطور الا بعد سنوات سواء بالسفر للخارج أو بفرصه تمنحها له الحياة فينفتح على شتى العلوم الأخرى ويبدأ في التطوير ولهذا عندما تصورت تلك الفكرة أردت أن أفتح عقول الطلبة في سن حرج وهو في الغالب يكون السابع عشر من سنوات عمرهم، وفي هذه السن يكون الطالب قادرا على استعياب التدريب والشرح المبسط والفهم العميق أكثر من أي عمر آخر فإذا حصل على مجموعة برامج اجتماعية وتاهيلية ونفسية وعلمية وتكنولوجيا وثقافية وفنية وحرفية وفهم لكل العلوم الإنسانية والطبيعية بشكل تدريبي وتعليمي وتكنولوجي سيطلق العنان لخياله عند بداية أول عام دراسي في الجامعة، فتلك الصدمة التي تصيب طلبة العام الأول من التعليم الأكاديمي والنظام الأكاديمي أو الخوف ستنشئ طالبا يدرك ماذا يريد من الدراسة الحفظ والتلقين أم الفهم والتطبيق، وتلك البرامج ستفرز عدد لا حصر له من طلبه ذو شغف لا ينقطع تجاه علوم مختلفة أو فنون أو التكنولوجيا أو حرف وصناعات تعرف عليها استكمالا للفكرة ولتصورها فقد وضعت بتصوري أن تضيف كل الوزارات منحا وجوائز مادية للمبتكرين والمبدعين والمتفوقين وتكريمات يحضرها وزراء تلك الوزارات لكل عشرة أوائل في كل محافظة ولكن يشترط لاجتياز الطالب لهذا العام أن يحصل على 30 نقطة في كل برنامج كحد ادني ولمن حصل علي 30 نقطة حتى 50 نقطة يلزم أن يدرس أحد البرامج الثلاثة مرة أخرى في العام التالي ليجتاز فوق الـ50 نقطة وإذا فشل في الحصول علي فوق ال50 نقطه في العام التالي يخصم منه تلك النسبة من التقدير التراكمي له في نهاية إتمام أعوام كليته أو يقدم مشروع بحثي ثقافي أو علمي أو ابتكاري لواحدة من تلك الوزارات في نهايه عام دراسي له في كليته فإذا قبل في هذه الحالة لايخصم من درجاته التراكمية واستكمالا لنظرتي أنه في حال تطبيق تلك الفكرة يمكن إدراجها في قانون الخدمه العامه ويعدل القانون أو يلغي تمام ويصبح هذا العام كشبيه لنفس الهدف من إنشاء القانون ولكن بشكل أعمق، فالهدف من إنشاء قانون الخدمه العامه كان تدريب وتأهيل الإناث وبعض الذكور لاكتساب خبرات علميه وحياتيه واجتماعية وخدمه المجتمع والآن ونحن في موجة تطوير داخل الوطن فلماذا لا نغير شكل هذا القانون ليكون عاما دراسيا فاصلا ببرامج تعليمية وتدريبية ليكتشف الطالب مهاراته وكفاءته ويكتسب خبرة ثقافية تفرز لنا أجيالا ذهبية جديدة تسهم في توطين التعليم المتقدم في مصر أعتقد أن الدولة منفتحة على كل الأفكار والمقترحات التي تسهم في التطوير لخطتها المستقبلية وأعتقد أنه إذا تم قبول الفكرة في أي وقت أو حتى معالجتها وتطويرها بشكل قانوني ودستوري أفضل تساهم في بناء أجيال قادمه أفضل.



