
رمسيس الثانى.. أول من وضع نظامًا دقيقًا لتنظيم العمل لتحديد الأجور

علاء الدين ظاهر
أكد الدكتور حسين عبدالبصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أن حقوق العمال كانت من أبرز قيم ومبادئ المجتمع المصري القديم، إذ تمتع العمال بحقوق أساسية، وحصلوا على أجور عادلة، مقابل عملهم فى بناء الأهرامات والمعابد.
وأضاف “عبدالبصير”: “أن الأجور كان العمال يحصلون عليها بانتظام، وتنوعت ما بين مواد غذائية مثل الحبوب والبيرة وبين المال اللازم والقانونى، وكان للعمال كامل الحق فى الاعتراض إذا ما تأخرت أجورهم عن مواعيدها المحددة، ويحق لهم الاحتجاج للمطالبة بحقوقهم، مثلما حدث فى عهد رمسيس الثالث، عندما نظم عمال دير المدينة إضرابًا طالبوا خلاله بأجورهم المتأخرة، وتمت حينها الاستجابة لمطالبهم”.
ويعد بناء الأهرامات، مثالًا بارزًا على تمتع العمال فى مصر القديمة بحقوقهم التامة، ولنا أن نعرف أن الملك خوفو يعتبر أول من وضع نظام تأمين للعمال ضد البطالة، وقد حصل كل العمال الذين شاركوا فى بناء الأهرامات على أجرهم بالكامل، خاصة أنه لم يتم إكراه أى منهم على العمل.
ولذلك لم يكن غريبًا، أن يتم العثور على مدينة للعمال المشاركين فى بناء الأهرامات على مختلف تخصصاتهم، وتم توفير كل مستلزمات الحياة والمعيشة لهم، ولذلك تعد هذه المدينة أول مدينة عمالية فى التاريخ تبنى بطريقة الإسكان الجاهز أو سابق التجهيز، حيث تم توحيد نماذج تصميم المساكن لمختلف طبقات العمال والفنيين.
وكان هناك نظام دقيق لتنظيم العمل لتحديد الأجور، من خلال أوستراكا من عهد رمسيس الثانى بالمتحف البريطانى خاصة برئيس العمال، وسجل بها عدد العمال 43 عاملاً وأيام الغياب عن العمل والعذر بالمداد الأحمر سواء للمرض أو العدوى أو لدغات العقارب أو أمور طارئة بالمنزل.