
سياسيون: «نكبة فلسطين» جرح لا يندمل وموقف مصر ثابت في دعم القضية الفلسطينية

محمود محرم
أكدت قيادات سياسية أن ذكرى النكبة ستظل شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في التاريخ الحديث، حيث تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرا من أراضيهم ومنازلهم في عام 1948 مشيرين إلى أن النكبة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل واقع مستمر يتجدد يوميًا من خلال العدوان الوحشي والحصار والاستيطان، خاصة في قطاع غزة الذي يواجه اليوم مجازر دموية غير مسبوقة.
قال النائب هشام سويلم، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، إن ذكرى النكبة الفلسطينية تمثل لحظة تاريخية مؤلمة في ضمير الأمة العربية، حيث أُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على مغادرة أرضهم قسرًا بفعل مخططات تهويدية ممنهجة، أسفرت عن قيام كيان غاصب لا يزال يرتكب الجرائم بحق أصحاب الأرض حتى اليوم.
وأكد "سويلم" في أن الخامس عشر من مايو لا يُمثل مجرد تاريخ، بل هو شاهد حي على معاناة شعب صامد، ما زال يدفع ثمن تمسكه بأرضه وهويته، وسط محاولات مستمرة من جانب الاحتلال لطمس الحقائق وفرض أمر واقع بالقوة.
وأضاف النائب هشام سويلم، أن ما تشهده غزة اليوم من مجازر مروعة، وسقوط آلاف الشهداء في عدوان لا يعرف حدودًا للإنسانية أو القوانين الدولية، يعيد إلى الأذهان مشاهد التهجير والترويع التي رافقت نكبة 1948، بل ويتجاوزها في وحشيته وتبجحه، في ظل صمت دولي يدعو للدهشة والغضب.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن الشعب الفلسطيني، رغم ما يواجهه من معاناة وتضييق، لا يزال متمسكًا بحقه المشروع في أرضه، وهو ما يستوجب دعمًا عربيًا كاملًا سياسيًا وشعبيًا، ومواقف واضحة من المجتمع الدولي لمحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بحق الإنسانية.
وشدد "سويلم" على أن حزب حماة الوطن يقف بجانب الشعب الفلسطيني في معركته العادلة من أجل التحرر والكرامة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل هي القضية المركزية الأولى، وأن كل محاولات تصفيتها ستبوء بالفشل أمام إرادة الشعوب وتمسك الفلسطينيين بحقوقهم.
أصدر النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، بيانًا بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، أكد فيه أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني من تهجير قسري ومجازر بشعة عام 1948 يُعد جريمة تاريخية لا تسقط بالتقادم، ولا يمكن للعالم تجاهل تبعاتها المستمرة حتى اليوم.
وقال "السادات" إن القضية الفلسطينية لم تكن يومًا قضية حدود فقط، بل قضية شعب عانى الاحتلال والحرمان من حقوقه لعقود، وأن ذكرى النكبة تمثل مناسبة للتذكير بحجم الظلم الذي وقع على الفلسطينيين، وللتأكيد على أن المقاومة والصمود هما السبيل لاستعادة الأرض والكرامة.
وأضاف أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة من عدوان وحشي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، ليس سوى امتداد مباشر لنكبة 1948، التي لا تزال مستمرة بصور أكثر قسوة ودموية، في ظل تجاهل المجتمع الدولي لصوت الحق والعدالة.
وأكد السادات أن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية كان وسيظل ثابتًا وراسخًا، يرتكز على دعم الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أشاد بالدور الذي تقوم به الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم الشعب الفلسطيني إنسانيًا وسياسيًا، وخاصة في قطاع غزة، سواء من خلال فتح معبر رفح لإدخال المساعدات، أو عبر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر لوقف العدوان وحقن دماء الأبرياء.
وأشار إلى أن مصر، رغم التحديات، لم تتخلّ يومًا عن دورها القومي والتاريخي في نصرة القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى، ولن تقبل بأي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني أو تفرض عليه واقعًا ظالمًا بقوة السلاح.
وختم رئيس حزب السادات الديمقراطي بيانه بالتأكيد على أن إحياء ذكرى النكبة ليس مجرد فعل رمزي، بل هو رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني ليس وحده، وأن الأمة العربية، وفي مقدمتها مصر، باقية على العهد حتى يتحقق العدل ويُرفع الظلم وتعود الحقوق لأصحابها.
وأكد حزب الوعي أن النكبة ليست حدثاً من الماضي، بل هي واقع مستمر يتجدد كل يوم، من خلال الحصار والقتل والاعتقالات والاستيطان وتهجير الفلسطينيين قسريًا من القدس والضفة الغربية وغزة، في محاولة مستمرة لطمس الهوية وتهويد الأرض.
وفي هذا اليوم يجدد الحزب موقفه الداعم والمساند لموقف الدولة المصرية كما يرفض حزب الوعي بكل وضوح كل أشكال التهجير القسري، ويرى أن التهجير جريمة لا تسقط بالتقادم، ويؤكد على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرًا، وهو حق مكفول بالقرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 194.
ونؤكد أن نضال الشعب الفلسطيني هو نضال مشروع ضد الاحتلال والاستعمار، وأن القضية الفلسطينية ستظل في وجدان أمتنا العربية والإسلامية، رغم محاولات التصفية والتطبيع.
في هذه الذكرى، يجدد حزب الوعي العهد بأن يظل مدافعًا عن الحق الفلسطيني، ورافضًا لأي مشروع تصفوي أو مساومة على الثوابت، ومساندًا لكل جهد مقاوم يهدف إلى تحرير الأرض وعودة الكرامة.
أكد الأستاذ ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن الخامس عشر من مايو من كل عام يظل يوماً حزيناً في ذاكرة الأمة العربية، حيث يُصادف ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، حين تم تهجير ما يقرب من 950 ألف فلسطيني من أراضيهم وبيوتهم قسراً، في واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي في التاريخ الحديث، بدعم من الاحتلال البريطاني ووعد بلفور المشؤوم.
وقال الشهابي إن النكبة لم تكن مجرد حدث عابر في التاريخ، بل جريمة ممتدة بدأت من عام 1947 وحتى 1949، وشهدت ممارسات وحشية من قتل وتهجير وترويع، نتج عنها تشريد شعب بأكمله من وطنه وتحويله إلى لاجئين في مخيمات الشتات، لا يملكون سوى مفاتيح بيوتهم القديمة وأمل لا ينكسر في العودة إلى أرضهم.
وأضاف رئيس حزب الجيل الديمقراطي أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات الحزب والأمة العربية، ولن يتحقق السلام العادل إلا بعودة الحقوق إلى أصحابها، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني، وعاصمتها القدس الشريف.
ووجّه الشهابي تحية تقدير وإجلال إلى الشعب الفلسطيني الصامد، الذي رفض الاستسلام لمخططات التهجير والتصفية، وواصل نضاله المشروع من أجل حريته واستعادة أرضه، مؤكدًا أن هذا الصمود الأسطوري يمثل رمزاً للعزة والكرامة في وجه الاحتلال والقمع.
وفي هذا السياق، أشاد الشهابي بـالصمود البطولي لأهلنا في قطاع غزة، الذين يقفون اليوم في مواجهة مباشرة مع المخطط الصهيوأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية وفرض التهجير القسري من القطاع. وأكد أن هذا الصمود الأسطوري يُسجل بأحرف من نور في تاريخ النضال الوطني، ويُفشل كل محاولات كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو اقتلاعه من أرضه.
كما ثمّن الشهابي الموقف المصري المبدئي والتاريخي، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرافض بكل قوة وشموخ لهذا المخطط التصفوي. وقال إن مصر، بما تحمله من مسؤولية تاريخية تجاه فلسطين، أكدت مجدداً التزامها بثوابت الأمن القومي العربي، ورفضها القاطع لأي محاولات لتغيير الجغرافيا أو تصفية الحقوق الفلسطينية المشروعة.
واختتم الشهابي تصريحه بالتشديد على أن النكبة لا تزال مستمرة ما دام الاحتلال قائماً، وأن الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني قادرة على فرض حقوقه وانتزاع حريته مهما طال الزمن.