عاجل
السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
زلزال حبنا

زلزال حبنا

نحن يا قبيصي نفضل أن تكون الزوجة حبيسة المنزل هكذا رد عليّ الكاتب الصحفي بجريدة الجمهورية الأستاذ وائل عمران عندما سألته ذات مرة عن سبب عزوف أغلب الإعلاميين والصحفيين الصعايدة عن الزواج من القاهرة والبحث جنوباً عن فتاة الأحلام غير مبالين لدور عروس المدينة في العمل سويا مع زوجها للكسب الحلال والعيش في أحسن حال.



الصعايدة رجال يجيدون تكريم النساء عبر العصور .. ظل راجل ولا ظل حيطة وإذا كنت أتفق وأختلف مع هذه الرؤية التي لا تفضل عمل الزوجة كتكريم لها ولمجهودها في إقامة أمور الحياة الزوجية لكنني أختلف معهم لأن هناك سيدات متزوجات اضطرتهم الظروف للعمل ليلاً ونهارا والزوج مريض أو خارج البلاد لعمل تحويشة العمر فنزلوا الشارع كفقراء أغنياء النفس والعفاف.. النساء شقيانين برده.

لا يفسر أبدا نزول الزوجة للعمل بإرادتها أو غصباً أنها تتولى أيضاً التربية والإنفاق علي الييت وما يسمي بالجعر زوجها بصرف النظر عن كونه ولي الأمر أنه قادر على العمل أم لا موافق وراض عن ذلك أم لا الأمر بمجمله إهانة مباشرة لا تناسب طبيعتها أو وجودها في الحياة.. من يسكن الروح غيرهم إذن.

مع الأسف تطور السكوت عن إهانة الزوج لزوجته بلسانه وجوارحه بحثاً عن لقمة العيش وتحولها كرب أسرة وهي أنثى غير مخلوقة لذلك أبدا تطورت العلاقة بينها وبين شريك عمرها إلى أمور من المفترض أنها مرفوضة شرعاً واخلاقا ومجتمعيا وإنسانيا.. ووصل عجزها النفسي والصحي في جلب المال إلي ضرب وإهانة وقتل أحيانا وضاعت الأمانة بينهم أمانة تحقيق أحلام الأطفال الصغيرين اللذين يسيرون نحو مستقبل مشرق ينتظرهم وهم ينتظرونه.

لقد أوضحت كل التفسيرات الدينية ونصوصوها إسلامية كانت أو مسيحية أطر العلاقة المقدسة بين آدم وحواء ولكن ما نسمع عنه داخل البيوت وفي المحاكم والفضائيات عكس ذلك تماما فالسكن بين الروح والجسد يقوم علي الحب والثقة والطمأنينة كاستراحة محارب أو عابر سبيل وخوف كل من الطرفين على الآخر لا يقوم أبدا علي الحرب والمكايدة والعداء وتصيد الأخطاء بين الضحية والجلاد غالب ومغلوب حتي في ظل تحديات المعيشة ومتطلباتها.

لم يكن أبدا الاعتداء والتطاولخ بين أحلى عروسين باللفظ تارة واليد والآلات الحادة تارة أخرى ولعن الأب وآلام والأهل والاقارب لكل الطرفين علاجا لأي مشكلة من مشاكلهم اليومية وهو ليس رخصة لأي أحد منهم يستخدمها للنيل من شريكه العمر والدرب والمشوار فلا تفرحوا به ولا تناساقوا ضد بعضكم البعض وتحت أقدامكم زهور صغيرة تريد أن تتفتح وهي ليست ملكم بل ملك للحياة.

بالهداوة.. هو ينفع نحط السكر علي الحلاوة.. وقفة رجولية مطلوبة إذن ضد ضرب وإهانة القوارير أم العيال بدم بارد وليس ببعيد عني ما رواه لي الصديق عبد الرزاق أحد المهاجرين العرب إلي أوربا بسبب فوضى ما يسمي بالربيع العربي الذي نعيش في تداعياته إلي الان عندما قال لي إن جار عربي له يعيش في أوربا اتجه بضرب ابنته علي وجهها لأنها تأخرت خارج البيت بعد منتصف الليل فاتصلت الابنة بالشرطة فقبضوا عليه وعلقوا في يده طوق مرتبط بالاقمار الاصطناعية يراقب تحركاته لعدم الاقتراب منها مسافة 4 كيلومترات لأنه يشكل خطراً علي حياة ابنته فما بالكم بضرب الأزواج للزواجات بلا عقاب ومن سبيل أنها مراتي وملك يميني

لقد ائلمني كثيراً ما تعرضت له الضحية الزوجة الأم ابنة محافظة بني سويف من إرهاب وعنف باسم الزوجية حتى أزهقت روحها وماتت وذهبت الي خالقها تاركه الزوج والأولاد والحياة بأكملها وأنا أعرف أخلاق أهالي بني سويف الكرام الطيبة والأصيلة فالنص الحلو لا يستحق منكم كل ذلك العنف أيها السادة المحترمون.

وحتى إعادة شحن موسسات التربية الاجتماعية وموسسات الدفاع عن حقوق الطفل والأسرة وعودة دور الثقافة والإعلام والتعليم في بناء ورعاية الأسرة والمجتمع حتى يعود كل هذه الأجهزة الحكومية والمدنية وغيرهم كثير من أجهزة ضبط المجتمع وتقويمه فليس مطلوباً أن نأتي لكم بدين جديد لكي تعيشوا سويا سعداء طلقاء وبسلام تحت سقف واحد فبالانسانية والحب والعشرة والمعروف نحيا جميعاً سعداء آباء وأمهات بنين وبنات حتى آخر العمر.

 

بالصدفة تعرضت مصر الاسبوع الماضي لهزة أرضية شعر بها عدد من المواطنين في القاهرة الكبرى كنت أتمنى أن نستغل هذه الهزة لتكون هزه عاطفية بين سكان البيت الواحد فالعمر لحظات قصيرة والمستقبل بيد الله والكمال لله وحده ومن أجل الأولاد يهون كل شي وجميعا نتمني تحقيق الحقيقة ونبحث عنها حتى ولو بين أنفسنا فقط والحقيقة مرة يا سادة فدعوا الخلق للخالق وعيشوا حياتكم والحياة تحتاج إلى الدعم والدفع بعضكم لبعض وأعظم وأحلى أشكال الدعم هو الدعم الأسري فهل هو سجَنَ أم عُشّ للزَّوجيَّة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز