عاجل
الإثنين 23 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
عدم التمييز بين البنت والولد

عدم التمييز بين البنت والولد

المرأة أصبحت مساوية للرجل فى الحقوق والواجبات خاصة بعد تقلدها عدة مناصب مهمة فى مجتمعنا هذا والغريب أن إنجاب الإناث لا يزال مشكلة مؤرقة فى مجتمعاتنا الإسلامية.. فلا تزال الرغبة عند الوالدين هو إنجاب الولد ثم الولد ثم البنت وهذا الشىء مسيطر على عقلية كثير من الوالد والوالدة.. حتى أصبحت كراهية إنجاب البنات لدى بعض الوالدين مرضًا اجتماعيًا على حسب تفكيرهم.



كما تناسى بعض ضعاف النفوس قول الله تعالى: «لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير» ولم يفرق بريق إنجاب الذكور وكراهية الإناث بين غنى وفقير ولا بين الإمي والمتعلم ورغم ذلك نجد أن كثيرًا من الناس يفرحون بإنجاب الولد، كما أنه للأسف الشديد يحزن عندما يعلم بإنجاب البنت.. لدرجة أن هناك آلافًا من حالات الطلاق تحدث بسبب إنجاب المرأة إنثى كما توجد هناك زوجات كثيرات يتعرضن للاضطهاد والظلم من خلال أزواجهم.. كما توجد الكراهية وعدم الحب كل هذا بسبب أن زوجته أنجبت طفلة وهذه المشكلة متعلقة بالعديد من الموروثات الاجتماعية المختلفة وتوجد هذه الأشياء بكثرة فى الصعيد والريف فأهم شىء عندهم الولد وأنه حينما يكبر ويتزوج فهو من صلبهم وميراثهم وممتلكاتهم له، أى نفس العيلة حتى لا يخرج الميراث خارج العائلة فكل ذلك عادات تخلف وجهل لأن كل شىء من عند الله.

إن تفضيل الذكور عن الإناث قضية الجاهلين المتخلفين وقد نهى عنها القرآن الكريم ونهى عنها سيدنا محمد - ﷺ - وقال تعالى «إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به» فالإسلام ساوى بين الرجل والمرأة تمامًا فى جميع الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والكرامة الإنسانية.. فلا توجد أى تفرقة بين الرجل والمرأة فى الإسلام فالبنين والبنات سواسية ولكن ظهر ذلك التخلف فى العصور الجاهلية وعصر القبليات.. حيث كان يوجد الصراع بين القبائل بعضها البعض فهم الذين ابتدعوا التفرقة بين الذكور والإناث لأنهم فى معتقداتهم أن الذكور هم الذين سيقدمون بالدفاع والحماية والقوة.. لذلك كانوا يفضلون إنجاب الذكور كذلك كان يقوم بعض الجهلاء بالتخلص من البنات.

أما فى عصرنا الحالى الذي واكبه التقدم والرقى والعلم والوعى واحترام الدين نجد أن المرأة أصبحت فى أحسن المراكز العلمية سواء كانت طبيبة ومهندسة وجميع المناصب الوظيفية، كما أنها تقوم برعاية أولادها على أحسن تربية، كما أنها تكون بارة بهم أكثر من الابن الذي أخذته مشاغل الحياة وأيضًا تكون مسؤولة عن أسرتها وتقوم بواجباتها على أكمل وجه فلا يوجد داع بعد ذلك للتفضيل بين البنت والولد فلا يصح أن نصبح مثل العصر الجاهلى الذي لم يكن فيه وعى ولا دين وعلم ولا احترام لمخلومات الله، فلا يعتمد فى عصرنا هذا على القوة البدنية مثل تفكير الزمن القديم ولكن الآن نعتمد على القوة العقلية والفكرية المتقدمة والإيمانية والروحية، وهذا يقوم به البنات والبنين معًا وليس البنين فقط.

إن الزوج فى عصرنا الحالى الذي يلوم زوجته على إنجاب البنات يعتبر قد عاد إلى العصر الجاهلى المتخلف الذي لا يفقه شيئًا عن إرادة الله يعطى الإناث والذكور وليس فى استطاعة أحد تحديد نوع الطفل عند ولادته، وقد قال رسول الله - ﷺ - «دعوها فإنها منتنة» فهى جاهلية منتنة فالمرأة ليست المسؤولة فى ولادتها عن النوع الذي سوف تقوم بوضعه فلا تلام فالمسؤول الأول والأخير هو الله سبحانه وتعالى فهو المعطى وهو من يأخذ كذلك بعض الأمهات عند ولادتها الطفل يكون ميتًا لا حياة له هل هى سبب ذلك، الله هو الذي يعطى ويأخذ، الله الذي يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو بزوجهم ذكرانا إناثا ويجعل من يشاء عقيما.

وللعلم من الناحية البيولوجية فالمسؤول عن نوع المولود الرجل ولكن من يدبر الأمر وبيده هو الله فهو الخالق.

وفى النهاية المهم هو تربية الولد والبنت وتنشئتهما وتربيتهما وتعليمهما جيدًا وأن يكون الأب مسؤولًا مسؤولية تامة فى تربية البنات والذكور وأن يبث فيهم روح المحبة والأخوة وحبهم لأسرتهم ووطنهم الذي نشأوا به فهذا هو منهج الإسلام الذي نادى بعدم تفضيل الذكور عن الإناث وآيات كثيرة قرآنية صريحة وأحاديث نبوية شريفة فى ذلك تحرم وتجرم من يقوم بتمييز إنسان على إنسان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز