عاجل
الثلاثاء 24 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

بوجي: الأهلي خطف الأضواء في أمريكا.. وحلمي مع المصارعة ما زال في مصر

البطل الأسطوري محمد عبدالفتاح بوجي
البطل الأسطوري محمد عبدالفتاح بوجي

من السويس إلى واشنطن.. أسرار تحول من بطل عالمي إلى صانع نجوم المصارعة في السعودية تتحرك.. ومصر تملك خامات ذهبية التاريخ كتبته باسم مصر.. لكن التأهيل الحقيقي وجدته في أمريكا



في عالم المصارعة الرومانية، تلمع أسماء لا تُنسى، ومن بينها يبرز اسم محمد عبد الفتاح، أو كما يعرفه عشاق الرياضة بـ«بوجي»؛ البطل الذي حمل راية مصر في محافل عالمية، ودوّن اسمه في سجلات الشرف الأولمبي، قبل أن يتحول من بطل على البساط إلى صانع أبطال على الساحة الدولية.

 

من شوارع السويس إلى منصات التتويج في إسطنبول وباكو وتبليسي، ومن آهات الإصابة إلى نشوة الذهب، كتب «بوجي» قصة كفاح ملهمة تُجسّد معنى الإصرار والإرادة. هو من خاض غمار ثلاث دورات أولمبية، سيدني 2000، أثينا 2004، ولندن 2012، لم يبخل في أيا منهم بالجهد والعرق، كما رفع راية مصر عاليًا في كبرى البطولات، وأثبت للعالم أن الحلم ممكن مهما كانت الظروف.

 

اليوم، يتولى «بوجي» مهمة فريدة من نوعها: صناعة جيل جديد من المصارعين في الولايات المتحدة الأمريكية، في واحدة من التجارب التي تجمع بين الخبرة المصرية والطموح العالمي. في هذا الحوار الخاص مع «بوابة روزاليوسف»، نفتح معه صفحات المجد، ونغوص في كواليس التحديات، ونستمع لصوت بطل ما زال يؤمن بأن الذهب لا يُصنع على البساط فقط، بل يُصنع في العقول والقلوب والروح المقاتلة.

 

■ بدايةً.. ما آخر تحضيراتك على الساحة الدولية؟

- أستعد حاليًا مع الفريق الأميركي للمشاركة في بطولة العالم للمصارعة، التي تُقام في كرواتيا في الأول من سبتمبر 2025. الفريق في حالة جيدة، وهناك مواهب قوية نراهن عليها، وأنا متحمس للغاية لهذه المشاركة.

 

■ بصفتك الآن رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد الأمريكي للمصارعة، كيف ترى تجربتك هناك؟

- هي تجربة ثرية ومختلفة كليًا. أمريكا دولة تقود العالم في الرياضة بعلم ومنهجية، وهناك نظام أكاديمي محترف لتأهيل الرياضيين والمدربين. تم تأهيلي بدورات متقدمة في علم النفس الرياضي، التدريب، التغذية، وغيرها. للأسف، لم أجد هذا المناخ في مصر، لكنه لا يعني أبدًا أنني تخليت عنها، بل على العكس، وطني في قلبي دائمًا.

 

■ حدثنا عن حضور الأهلي وجمهوره في كأس العالم للأندية؟

- الأهلي صاحب حضور طاغي كعادته بجماهيره خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، فالفريق لم يكن مجرد ممثل لمصر بين الولايات المختلفة، بل حمل معه روح الوطن إلى قلب الملاعب الأمريكية. ما فعله جمهور الأهلي في أمريكا لا يوصف. المشهد كان مهيبًا، وكأنك في استاد القاهرة لا في ملعب ميامي. الأعلام، الهتافات، الحب، والروح.. الأهلي كان حديث كل الرياضيين هنا، حتى المدربين واللاعبين الأمريكيين اندهشوا من الزخم الجماهيري المصري.

 

■ نعود إلى الوراء قليلًا.. كيف كان شعورك حين مثّلت البحرين في بطولة آسيا؟

- كان قرارًا صعبًا لكنه في وقته كان منطقيًا. بعد تجاهل طويل في مصر، قررت اللعب باسم البحرين في بطولة آسيا عام 2016، رغم أن عمري كان 38 عامًا، وحصدت ميدالية برونزية تاريخية. فعلت ذلك وفاءً للدول العربية التي ساندت مصر كثيرًا. لكن للأسف قوبل ذلك بتخوين من البعض.

 

■ كيف انتهت أزمة شطبك من الاتحاد المصري للمصارعة؟

- تم شطبي عقب تمثيلي للبحرين، رغم حصولي على موافقة رسمية من الاتحاد قبل السفر. القرار أُلغي بعد أسبوعين فقط، بفضل تدخل وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحي. وأؤكد أنني ما زلت أملك الحق في الترشح لمنصب داخل الاتحاد.

 

■ هل تفكر في العودة لتولي منصب رسمي داخل مصر؟

- نعم، هذا في حساباتي المستقبلية. أنا على تواصل دائم مع الاتحاد المصري، وخاصة مع إبراهيم عادل مصطفى، سكرتير عام الاتحاد، وأحد أهم ركائزه. وهو رجل محترم جدًا، عمود فقري داخل الاتحاد، وطلب مني مؤخرًا تنظيم دورة تدريبية في مصر، ورحّبت على الفور.

 

■ كيف ترى مستوى المصارعة في مصر حاليًا؟

- لدينا خامات ممتازة، هناك مواهب حقيقية تستحق الاهتمام. سمر حمزة مثلًا نموذج مشرّف، وصلت مرتين لنهائي بطولة العالم، وحصدت برونزية وفضية. لكننا بحاجة إلى صقل مستمر للمواهب وتوفير بيئة رياضية تنافسية.

 

■ وماذا عن الوضع العربي؟ هل ترى تطورًا؟

- هناك محاولات. السعودية على سبيل المثال بدأت تتحرك بجدية. هناك دعم ورؤية واضحة، لكنها ما زالت في البداية. علينا في العالم العربي أن نربط المصارعة بالأندية الكبرى، ونخلق حوافز تجعل الجمهور يتابع أبطال الألعاب الفردية.

 

■ وماذا عن تجربتك في جلب يوسف حميد لمنتخب مصر؟

- يوسف حميد لاعب أمريكي من أصل مصري، حصل على فضية العالم تحت 23 سنة باسم أمريكا عام 2018. تواصلت معه وتحدثت مع رئيس الاتحاد المصري، وبالفعل أصبح يمثل مصر، لكنه لم يحقق نفس نتائجه السابقة، والسبب في رأيي إداري وفني.

 

■ كنت قد طرحت مشروعًا لتطوير المصارعة في مصر.. أين وصل؟

- قدمت في 2014 مشروعًا متكاملًا لإنشاء دوري شامل بين الأندية، يربط بين الألعاب الفردية وكرة القدم والرياضات الجماعية، ويمنح جوائز للمؤسسات الأفضل رياضيًا، وهو ما يجذب الجماهير والرعاة. لكن المشروع لم يُنفّذ في مصر، رغم أن السعودية بدأت بتطبيقه جزئيًا.

 

■ هل تطمح في تمثيل مصر على أي صعيد في المستقبل القريب؟

- كلاعب للأسف، قوانين الاتحاد الدولي لا تسمح للاعب بتمثيل بلده الأصلي بعد أن لعب باسم دولة أخرى، لذلك انتهى حلمي كلاعب، لكن حلمي في خدمة مصر لم ينتهِ. أطمح إلى العمل في تطوير الرياضة، وأتمنى أن أساهم في ترشيح مصر لتنظيم أولمبياد 2036.

 

■ في الختام.. ماذا تقول للجيل الجديد من أبطال المصارعة؟

- اجتهدوا ولا تنتظروا الدعم دائمًا. اجعلوا من أنفسكم مشروعًا شخصيًا للنجاح، وتعلّموا من الفشل. والأهم: حبوا بلدكم وافخروا بتمثيلها، لأن الميدالية لا تلمع إلا إذا حملت اسم الوطن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز