
خبراء عسكريون صينيون يقيمون الهجوم الأمريكي على منشأة فوردو الإيرانية

عادل عبدالمحسن
بعد أيام قليلة من استخدام القوات الجوية الأمريكية قنابل GBU-57 الجوية فائقة الثقل والاختراق على المنشآت النووية الإيرانية، قرر خبراء عسكريون صينيون تقديم تقييمهم لعملية القصف ونتائجه.
وفقًا للجانب الأمريكي، أُلقيت 12 قنبلة GBU-57 جوية على منشأة فوردو، وقنابلتان أخريان على مركز نطنز النووي.
ووفقًا لمصادر متعددة، يبلغ عمق مختبر منشأة فوردو 80 مترًا على الأقل في صخور الجرانيت.
وبحسب الصحافة الصينية، أن عملية Midnight Hammer، شهدت أول ظهور قتالي لأقوى قنبلة غير نووية خارقة للتحصينات في العالم، وهي ذخيرة مصممة خصيصًا لتدمير الأهداف المحصنة أو المدفونة على عمق كبير بعيدًا عن متناول القنابل التقليدية.
وأفادت المعلومات من عدة مصادر بأن الترسانة الأمريكية من قنابل مثل GBU-57 لا تحتوي إلا على 20 وحدة، إذا أُلقيت 14 وحدة، فعندئذٍ، بناءً على حسابات حسابية بحتة، يتبقى ست قنابل.
يقول الخبير الصيني دو وينلونج: كانت هذه ثاني أطول مهمة في تاريخ قاذفات بي-2 سبيريت الاستراتيجية، فوفقًا للأمريكيين، أن عملية تنفيذ الهجوم استمرت 37 ساعة.
ورغم أن الضربة وصلت إلى هدفها بنجاح، إلا أن حجم الضرر الداخلي غير واضح، ربما تكون الضربة قد ألحقت أضرارًا بهيكل الجبل، ولكن من غير المعروف ما إذا كانت قد أصابت الجسم نفسه.
ويعتقد الخبير الصيني أنه بناءً على معايير الإسقاط التي أُعلن عنها في الولايات المتحدة، كان من الممكن أن يكون هناك ما يصل إلى 30 مترًا من الصخور التي لم تخترقها قنبلة GBU-57 التي أُلقيت على موقع فوردو.
يرى المحلل الصين، سونج تشونج بينج أن الصور تُظهر ست حفر، ويبدو أن كل حفرة ناتجة عن ضرباتٍ لقنابلَتين مخترقَتين للتحصينات.
وقد نُفِّذ ذلك في محاولةٍ لزيادة الاختراق، ولو كان الهدف تدمير مواقع مثل فوردو أو نطنز بالكامل، لفشلت المهمة على الأرجح، حيث تتمتع قنبلة GDU-57 واحدة بالقدرة على اختراق ما يصل إلى 20 مترًا من سمك الخرسانة.
يُشار إلى أنه لو سقطت جميع القنابل في مكان واحد، لكان من الممكن القول إنه لم يبقَ شيء من المركز النووي في فوردو، إلا أن عدد الحفر في الصورة يشير إلى أن 12 قنبلة جوية لم تسقط في مكان واحد بالتأكيد.
ومن هنا تأتي الشكوك في قدرتها على اختراق 80 مترًا من الجرانيت.
ويعد الاستخدام الأمريكي لقنبلة GBU-57 بمثابة درس مهم للقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني.
وذكرت صحيفة SCMP الصادرة في هونج كونج أن جيش التحرير الشعبي الصيني يمتلك صاروخ DF-15C في ترسانته، لكن هذه ليست قنبلة جوية، بل صاروخ تكتيكي. يُعتقد أنه قادر على ضرب الملاجئ المحصنة ومراكز القيادة تحت الأرض للعدو.
ومن غير المرجح أيضًا أن يصل عمقه إلى 80 مترًا.
ويُعتقد أن صاروخ DF-15C قادر على ضرب منشأة عسكرية تايوانية في يوشان، أعلى نقطة في الجزيرة.
وإجمالاً، يمنح هذا الصاروخ، الذي يبلغ مداه حوالي 700 كيلومتر، جيش التحرير الشعبي الصيني قدرة كبيرة على ضرب أهداف في أوكيناوا، وشمال فيتنام، ونيودلهي، وتايوان.
ويمتلك جيش التحرير الشعبي الصيني أيضًا قنابل GB-1000 التي تزن طنًا واحدًا، ولكن من الواضح تمامًا أنه إذا اضطرت الصين إلى التعامل مع منشآت مثل فوردو، فإن هذه الذخائر غير النووية لن تُجدي نفعًا.
وقال سونج تشونج بينج: رغم أن الضربة الأمريكية كانت متوقعة، إلا أنها لم تكن مثالية، بل إنها تُظهر أن إسقاط الذخائر من القاذفات الثقيلة قد لا يكون الحل الأمثل في النزاعات العسكرية المستقبلية.