عاجل
السبت 12 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الإرادة.. والتحدي وبلادنا!

همس الكلمات

الإرادة.. والتحدي وبلادنا!

عندما نتحدث دائما عن التحدي، يأتي في الأذهان على الفور، نجاحات الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن قبل الحديث عن نجاحات جديدة من الأبطال ذوى الإرادة الفائقة ومتحدي الإعاقة.



من الضرورى الحديث عن التحدي والإرادة، لدى بلادنا الغالية، التي تزداد وتظهر على الدوام كلما اشتدت المحن والتحديات الخارجية التي يمر بها العالم وتنعكس علينا فى كافة النواحى سواء أمنيا أو سياسيا واقتصاديا.

 

فقد أثبتت الدولة المصرية بقيادتها الحكيمة خاصة بعد 30 يونيو 2013، وفى ظل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، أن مهما كانت الصعاب فمن خلال إرادة  القيادة والشعب، يمكن أن تقف وجها لوجه في تحدي الظروف والواقع المتراجع، وأن تبدو أكثر إصراراً في التحدي والتقدم البنّاء.

 

ومن هذا المنطلق، كانت النهضة والإنجاز والتفوق في وضع استراتيجيات وتنفيذ مشاريع تنموية  كبرى  فى كافة الاتجاهات، لتضع أمامنا تصوراً واضحاً وملهماً لمستقبل دولتنا، وكفيلة بإحداث التغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية، و لبناء مستقبل أفضل لأجيال الوطن.

 

ولم يكن التحدى على مستوى الشأن الداخلى فقط، ولكن ظهرت دولتنا بصورة قوية وبارزة سواء في العلاقات الأفريقية وأيضا العربية والدولية. 

وعندما نتذكر دائما القدرة على الإرادة والتحدى، لا بد أن نتذكر أن المسيرة لا زالت مستمرة، حتى نحافظ على ما حققناه من تنمية ونهضة تزداد يوما بعد يوم.

ولأن الدولة تميزت دائما بالأبطال الذين تجاوزوا إعاقاتهم وآلامهم فكان لهم شأن كبير، اسمحوا لى إلقاء الضوء حول بعض نماذج القدوة في التحدي، منهم  الباحث "إبراهيم أشرف محمد الخولي" الذي يستحق الفخر به، حيث تحدى جميع الظروف التي فرضت عليه، ليتوج اسمه ويصبح أول باحث علمي مصري "متلازمة داون".

 حيث ناقش الباحث العلمى"إبراهيم "رسالة الماجستير الخاصة به، وكان عنوانها "تقييم المعالجة الإعلامية لقضايا القادرين باختلاف.. دراسة كيفية"، داخل مقر معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية.

ونجح فى تحقيق ذلك بإرادة حديدية، حيث كان قد تم تعيينه في كلية الإعلام بالمعهد الكندي، إلا أنه كان من متطلبات التعيين أن يحصل على درجة الماجستير، وبدأ بالفعل بتصميم للحصول على الدرجة العلمية المطلوبة.

واستغرق الإعداد للرسالة عامين، وقرر أن يكون موضوع الرسالة  متناسبة مع قدراته.. لينجح ويحقق حلمه ويصبح مثالا  وقدوة للجميع.

مثالا آخر للتحدي، شدني بشدة، هي كابتن "نعمة فتحي" من الأشخاص ذوي الإعاقة وتم تكريمها من اتحاد المستثمرات العرب وخلال مؤتمر صحفي باعتبارها مثال للنجاح والتحدى للإعاقة التي أصابتها، لتكون قدوة لغيرها.

 

 وقامت كابتن نعمة، بسرد قصة التحدى بفخر واعتزاز، والجميع منصت لها في صمت واحترام ودهشة أيضا، قائلة "أنا مولودة بالإعاقة، وللأسف خرجت من المدرسة، ولكن واصلت الحياة وتزوجت وأنجبت بنتين وولد، ولم يولدوا معاقين ، ولكن مرضى ما بين مشكلة فى المخ، وعيب خلقى في القلب، والدم، وأيضا زوجي.. وقع من على السقالة في الشغل، وأصيب بشرخ في العمود الفقري.

 

وقررت إني مش هستسلم، وبالفعل اشتغلت، دليفري، وفي نفس الوقت اشتغلت أكل من خلال المنزل، وأبيعه، وكمان دخلت مجال الرياضة وأصبحت  لاعبة رفع الأثقال، وحصلت على  بطولة الجمهورية مرتين، وبقيت الحمد لله "كابتن نعمة"، ولم اكتف إني أول دليفري من الأشخاص ذوي الإعاقة، ودخلت مسابقة طعام وأصبحت أول شيف من الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن قررت إكمال حلمي.. وكونت فريق بطل" الحكاية "كله من ذو الإعاقة، وأقدمهم  للمجتمع  بشكل كويس، وإثبات اننا عايشين، والحمدلله، ونجحنا في ذلك.

 

وبالفعل تثبت كل القصص الناجحة، أن الإرادة والتحدى الطريق إلى النجاح وتحقيق الأحلام مهما كانت الظروف. 

ألستم تتفقون معى، أن الإرادة والتحدى، فى حاجة إليها بصورة مستمرة مهما حققنا من نجاحات، فلابد أن نستمر فى تحقيقها، لنكون دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات المتلاحقة و المفاجئة، فلا وقت للتراخى أو التكاسل، بل استمرار الإرادة والمواظبة على استكمال مسيرة النماء، والحفاظ على بلادنا دائما ذات شأن مرتفع وشامخة قوية  أمام كل التحديات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز