عاجل
السبت 5 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل| لماذا رفضت إسرائيل تزويد إيران بمنظومة أس 400.. "السادات" يكشف الحقيقة

أس 400
أس 400

لما ظهر الرئيس محمد أنور السادات في إحدى خطاباته، وقال إن أمن إسرائيل تضمنه الولايات المتحدة والدول الغربية وروسيا لم يكن سوى إعلان حقيقة مؤكدة حتى إذا لم يتقبلها "المغبونون"، وهذا ما ظهر جليًا في مواقع كثيرة من حرب 6 اكتوبر 1973 وحتى الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة.



 

في أعقاب الحملة الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران واستمرت 11 يومًا اعتبارًا من 13 يونيو، ومع إرسال الولايات المتحدة بعد ذلك بتسعة أيام قاذفات استراتيجية وغواصات نووية لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، أصبح وضع منظومات الدفاع الجوي الإيرانية محل تدقيق متزايد. 

وسارعت مصادر إيرانية وأخرى مؤيدة لإيران إلى توجيه اللوم إلى روسيا بسبب عدم تزويدها طهران بمنظومات دفاع جوي بعيدة المدى متقدمة، وتحديدًا منظومة إس-400 التي تشكل العمود الفقري لقدرات الدفاع الجوي الروسي حاليًا.

 

وكان نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، علي مطهري، من بين المنتقدين البارزين، إذ اتهم موسكو بأنها زوّدت تركيا، بمنظومة إس-400 وعرضتها على السعودية، لكنها امتنعت عن بيعها لطهران بسبب رغبتها في الحفاظ على علاقات إيجابية مع إسرائيل. 

 

واستنادًا إلى ذلك، شكك مطهري وآخرون في جدوى الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا، مشيرين إلى أن الدعم الكبير الذي قدمته طهران لموسكو، خاصة في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار خلال الحرب في أوكرانيا، لم يُقابل بتصرفات متبادلة من الجانب الروسي.

 

ورغم أن هذه الانتقادات ليست بلا أساس، إلا أن التاريخ يُظهر نمطًا واضحًا من التردد الروسي. 

ففي التسعينيات وأوائل الألفية، أبدت إيران مرارًا اهتمامها بشراء منظومات S-300PMU-1 وS-300PMU-2، إلا أن موسكو رفضت الطلبات باستمرار. 

وحتى حين وقّعت طهران عقدًا للحصول على النسخة الأولى في عام 2007، انسحبت روسيا من الصفقة عام 2009، ويُعزى ذلك إلى ضغوط غربية وإسرائيلية. 

هذا الموقف حفّز إيران على تطوير منظومات "مماثلة" محليًا، رغم أنها حصلت في نهاية المطاف على منظومة S-300PMU-2 في عام 2017.

ومع توقيع الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" عام 2015، وبدء تنسيق عسكري بين موسكو وطهران في سوريا، بدأت روسيا تظهر استعدادًا أكبر لتزويد إيران بمنظومات متطورة، بما في ذلك الإس-400.

ومنذ عام 2019، أكد مسؤولون روس مرارًا استعدادهم لتزويد إيران بمنظومة إس-400، خاصة بعدما أعرب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، عن اهتمام بلاده بالحصول على أسلحة متقدمة. ونفت موسكو حينها ما رددته مصادر غربية من مزاعم بأنها رفضت بيع المنظومة لطهران، معتبرة تلك الأنباء "أخبارًا زائفة"، موضحة أن إيران لم تتقدم بطلب رسمي، وبالتالي لم يكن هناك أساس لإتمام الصفقة.

وفي يناير 2020، دعا برلمانيون روس إلى تزويد إيران بمنظومات إس-400، لا سيما بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، حيث صرح زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي بضرورة توقيع اتفاق تعاون عسكري عاجل مع إيران وتزويدها بأسلحة متطورة لردع أي عدوان، مؤكّدًا أن منظومتي إس-400 وربما حتى إس-500 قادرتان على "تغطية سماء إيران بالكامل". 

 

وكانت إيران قد حصلت عام 2019 على رادار Rezonans-NE الروسي، الذي يتمتع بقدرات كشف فائقة المدى حتى ضد الطائرات الشبحية.

مع ذلك، واصلت طهران التأكيد على عدم حاجتها إلى منظومة إس-400. 

ففي مارس 2023، نفى وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا آشتياني، وجود خطط لشرائها، مؤكّدًا أن إيران باتت مكتفية ذاتيًا في تصنيع معدات الدفاع الجوي، مشيدًا بقدرات منظومة "بافار 373" المحلية.

وقد شكّلت "بافار 373" العمود الفقري للدفاع الجوي الإيراني حين بدأت إسرائيل عملياتها، وذكرت مصادر محلية أنها أسقطت ثلاثًا من أربع مقاتلات إف-35 خلال المواجهات، إلا أن كثافة الهجمات الإسرائيلية، وتوغّل المقاتلات الشبحية في عمق الأجواء الإيرانية، أثارا تساؤلات حول فعالية المنظومة، وما إذا كانت منظومات أكثر تطورًا كـ إس-400 كانت ستؤدي إلى نتائج أكثر حسمًا.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز