عاجل
الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

تقرير: هجوم حماس القاتل يهز تل أبيب

تدمير الميركافا
تدمير الميركافا

تسبب الكمين الذي نفذه عناصر حماس في خسائر فادحة للكتيبة الإسرائيلية، وكشف عن ضعف تكتيكي في الوقت الذي صعدت فيه تل أبيب حملاتها العسكرية وحملاتها السياسية الخارجية.



 

تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي واحدة من أفدح خسائره منذ العدوان على قطاع غزة. 

 

المعلن مقتل خمسة جنود من كتيبة نيتسح يهودا 97 وجُرح 14 آخرون في اشتباكات عنيفة بمنطقة بيت حانون، وهي منطقة قتال رئيسية شمال غزة، حيث يستخدم مقاتلي حماس الألغام والأفخاخ والكمائن على غرار حرب العصابات للرد على القوات الإسرائيلية.

 

خسائر إسرائيل الفادحة

 

وصف بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي المنطقة بأنها "بيئة قتالية معقدة ومليئة بالمتفجرات"، مما يُبرز مدى تعقيد وخطورة استخدام حماس للأفخاخ المتفجرة والأنظمة المضادة للأفراد. 

 

وأشارت بعض المصادر إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين قد يكون أعلى مما أُعلن عنه رسميًا، كاشفةً أن من بين القتلى الخمسة ضابطين على الأقل برتبة سرية أو كتيبة.

أُنشئت كتيبة نيتسح يهودا، التابعة لواء كفير، لتسهيل انضمام الجنود الحريديم "اليهود الأرثوذكس" إلى الجيش الإسرائيلي. 

 

ورغم أهميتها السياسية والدينية، تعرضت الوحدة لانتقادات في الآونة الأخيرة لتكبدها خسائر بشرية كبيرة، ولتنفيذها مهام جبهات خطيرة.

منذ أكتوبر 2023، عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، شاركت الكتيبة 97 في معظم العمليات الكبرى في المناطق الحضرية، حيث يكون خطر الكمائن والفخاخ دائمًا في أعلى مستوياته.

منذ بداية العدوان الإسرائيلي، فاجأت حماس الجيش  الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا بهجمات غير متكافئة، بدءًا من تدمير دبابات ميركافا ووصولًا إلى زرع ألغام مغناطيسية وإطلاق صواريخ من مسافة صفر.

 

 وتُظهر مقاطع فيديو عديدة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلي حماس وهم يقتربون من مركبات مدرعة إسرائيلية في المناطق الحضرية، ويزرعون متفجرات، أو يهاجمون نقاط ضعف بقذائف آر بي جي-7.

في الأيام الأولى للحرب في أكتوبر 2023، دمّرت حماس أو استولت على أكثر من 100 مركبة مدرعة إسرائيلية، بما في ذلك العديد من دبابات ميركافا 3 و4، المركبة المدرعة الرئيسية للجيش الإسرائيلي. 

 

بفضل درعها الأمامي الذي يزيد سمكه عن 500 مم، ونظام الحماية النشط "تروفي"، ومدفعها الأملس عيار 120 مم، تُعتبر ميركافا واحدة من أحدث الدبابات في الشرق الأوسط.

ولكن في المناطق الحضرية الضيقة، حيث يمكن للمقاومة الفلسطينية الهجوم من الأعلى أو من النوافذ أو تحت الأرض، فإن التفوق التكنولوجي يمكن أن يصبح في كثير من الأحيان عبئا.

رغم الهجمات المفاجئة، لا يزال ميزان الخسائر يميل بشكل كبير لصالح إسرائيل. فحتى يوليو 2025، قُتل ما يقرب من 60,000 فلسطيني في الغارات الجوية والقصف والقتال. 

وفي غضون ذلك، بلغت الخسائر الإسرائيلية المئات، معظمها في المراحل الأولى وفي ساحات القتال المكتظة بالسكان. 

ويسيطر الجيش الإسرائيلي الآن على جزء كبير من شمال غزة، ويشدد حصاره على معاقل حماس.

كانت إحدى نقاط التحول الرئيسية التي ساعدت إسرائيل على تعزيز موقعها الاستراتيجي هي انهيار سوريا في ديسمبر 2024، بعد أن استولت ميليشيات الجولاني الإرهابي المدعومة من تركيا وإسرائيل على دمشق وأجبرت حكومة الرئيس السابق بشار الأسد على التفكك.

كانت سوريا حليفًا سابقًا لحركة المقاومة الفلسطينية، وزوّدت جماعات مثل حماس وحزب الله بالأسلحة والدعم اللوجستي. ومع سقوط دمشق، انقطعت أيضًا جميع الطرق اللوجستية من إيران عبر العراق وسوريا ولبنان.

 

ومع ذلك، أظهر الكمين الذي استهدف الكتيبة 97 أن حماس لا تزال قادرة على إلحاق الخسائر بإسرائيل، رغم الخسائر البشرية والمادية الفادحة. 

ومع ذلك، يرى الخبراء العسكريون، إجمالاً، أن الاستراتيجية الشاملة التي تنتهجها إسرائيل، والتي تجمع بين الغارات الجوية بعيدة المدى، والحرب الإلكترونية، والعزلة الدبلوماسية، والضربات الدقيقة، قد أجبرت حماس على اتخاذ موقف سلبي.

لم يبقَ لحماس سوى خطوط لوجستية محدودة، ودُمّرت قواعدها تحت الأرض بشكل كبير، بينما يواصل نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" اعتراض الهجمات المضادة بفعالية باستخدام الصواريخ محلية الصنع. 

مع ذلك، لا تزال أحداثٌ مثل خسارة بيت حانون تؤثر سلبًا على الرأي العام الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات حول استدامة استراتيجية "التصعيد حتى النهاية".

وفي هذا السياق، فإن حادثة بيت حانون لا تشكل خسارة عسكرية فحسب، بل تشكل أيضاً اختباراً لصمود حكومة نتنياهو، فضلاً عن قدرة إسرائيل على الحفاظ على الضغط العسكري في آن واحد، سواء في غزة أو على رقعة المواجهة مع إيران.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز