
مأساة العرب في رسالة ضابط درزي إلى زميله بجيش الاحتلال

عادل عبدالمحسن
فيما كان الدروز رأس حربة ضد الاحتلال في بلاد الشام، حيث قاد سلطان باشا الأطرش الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، عام 1925، وكانوا أصحاب مواقف عروبية، خلال ستينيات القرن الماضي، لكن مؤخرًا أصبح بعضهم يصطفون إلى جانب الكيان الصهيوني بسبب التضييق المذهبي، حيث كشف موقع "المونيتور" الأمريكي أن الحكومة الإسرائيلية أقدمت على التحرك عسكريًا في سوريا استجابة لضغوط من القادة الدروز في إسرائيل، مشيرًا إلى أن هناك رابطًا قويًا بين دروز إسرائيل وسوريا، حيث يشكل الدروز في إسرائيل ما نسبته 2% من السكان، وهم مندمجون بالمجتمع الإسرائيلي ويخدمون في أعلى الرتب العسكرية والأمنية.


ونقل الموقع الأمريكي عن ضابط درزي إسرائيلي رفيع المستوى قوله لزملائه في الجيش الإسرائيلي: "لا يُمكنكم الوقوف مكتوف الأيدي".
ونقل ضابط إسرائيلي آخر، عن الضابط الدرزي قوله: "تخيلوا أن بلدة يهودية حاصرها متطرفون وهاجموها، ترون الصور والمشاهد ومقاطع الفيديو، ترون أنهم قتلوا عائلات بأكملها، قُتل المئات من إخواننا الدروز وأُهينوا، اغتُصبت بناتهم، لا يُمكن لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي".
من جهته، قال جنرال إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته: "كانت هذه إشارة للرئيس أحمد الشرع، عليه أن يعلم أنه إذا استمر ما حدث للدروز، فسيكون الثمن الذي سيدفعه شخصيًا وباهظًا للغاية".
ورغم وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه، يوم الثلاثاء الماضي، بين الأقليتين الدرزية والبدوية المتحاربتين في السويداء وانسحاب القوات الحكومية التي أرسلت لقمع العنف، استؤنفت الاشتباكات، يوم الخميس الماضي، مع عودة القوات الحكومية إلى المدينة.
ووفقًا لمصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى، سعى الجيش الإسرائيلي إلى تجديد هجماته في السويداء، لكنه قوبل باعتراض أمريكي.
وفي سياق متصل، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مأزقًا بشأن التعامل مع تطورات الملف السوري، في ظل تعرضه لضغوطات متعاكسة، وفقاً لموقع "المونيتور".
وذكر الموقع، في تقرير له، أنه "في الوقت الذي يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من دروز إسرائيل للتدخل العسكري المباشر لحماية الأقلية في السويداء، تتزايد عليه الضغوط الأمريكية للكف عن التدخل العسكري في سوريا وعدم إشعال حرب جديدة".
وأشار التقرير إلى أن "الاشتباكات الدامية في السويداء، خلال الأيام الماضية، تسببت في اتخاذ نتنياهو قرارًا بضرب هيئة الأركان السورية في دمشق إضافة إلى توجيهه ضربات عنيفة استهدفت أرتال القوات الحكومية قرب السويداء".
ورأى الموقع الأمريكي أن ذلك جاء "تطبيقًا للخطوط الحمراء التي سبق أن أعلنت عنها تل أبيب بشأن النظام الجديد في سوريا وأبرزها عدم المساس بالأقلية الدرزية، بحسب التقرير.
وقال نتنياهو، يوم الخميس الماضي، إن إسرائيل اعتمدت سياسة واضحة تتمثل في نزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق، من مرتفعات الجولان وحتى منطقة "جبل العرب"، وهذه هي القاعدة الأولى، أما القاعدة الثانية فهي "حماية إخوة إخوتنا في جبل الدروز".
من جانبه، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو، الخميس، استياءه من القصف الإسرائيلي في سوريا، وفقاً لما كشف عنه دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى.
وكان ترامب قد التقى الشرع في مايو الماضي في السعودية، وأعلن حينها رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن سوريا بهدف دعم عملية إعادة الإعمار بعد الحرب.
ضغوط أمريكية ودرزية
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد نقلت، الجمعة، عن مسؤول قوله إن "إسرائيل ستسمح لقوات الأمن الداخلي السورية بدخول السويداء لمدة 48 ساعة".
ورأت هيئة البث العبرية، من جهتها، أن هذه الخطوة تأتي في إطار "جهود مدروسة لمنع المزيد من التصعيد على طول الحدود الشمالية الشرقية لإسرائيل".