فنون

فيروز تواجه ألم الفقدان للمرة الثانية و"كيفك إنت" تروي تفاصيل الأولى

03:12 م - الإثنين 28 يوليو 2025

كتب

سلمي السلنتي

وسط الأجواء الحزينة التي عمت علي لبنان والوطن العربي، وصلت منذ قليل جارة القمر فيروز، لتشارك في مراسم تشييع نجلها الفنان والموسيقار زياد الرحباني، التي أقيمت في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة بكفيا شمال شرق بيروت.

وظهرت فيروز جالسة بجانب ابنتها ريما الرحباني، بكامل هدوئها المعتاد، لكن خلف هذا التماسك، كان الحزن يملأ ملامحها بصمت موجع، خلال مراسم الوداع التي حضرها عدد من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين والفنانين.

كما احتشد آلاف المواطنين والفنانين أمام مستشفى خوري في بيروت، قبل انطلاق جنازة الفنان اللبناني زياد الرحباني نجل الفنانة فيروز، الذي رحل عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد صراع مع المرض تحديدًا تليف الكبد.

جملة عفوية تحولت إلى أغنية خالدة

من أهم المحطات الفنية في مشوار جارة القمر فيروز كانت تعاونها مع نجلها زياد الرحباني، الذي قدم لها العديد من الأغاني المليئة بالحب والصدق والاشتياق والحزن، ومن أبرز الأغاني: "كيفك إنت، بكتب اسمك يا حبيبي، يا طير، بلا ولا شي، سألوني الناس، شو بخاف".

ولم تكن أغنية "كيفك أنت"، التي أطلقتها فيروز عام 1991، مجرد قصيدة حب تقليدية كما اعتقد الكثيرون، بل كانت تعبر عن موقف جمع الأم فيروز بابنها زياد.

وذلك بعندما غادر زياد الرحباني لبنان فجأة دون إخبار أحد، ليتزوج ويبدأ حياة جديدة، وعند عودته ذات يوم، التقت به فيروز بالصدفة وهو يغادر منزل أحد الأصدقاء، فبادرت قائلة بلهفة وصدمة: "كيفك أنت؟ عم بيقولوا صار عندك ولاد، وأنا مفكرتك براة البلاد".

هذه الجملة العفوية لم تمر مرور الكرام في ذهن نجلها زياد الرحباني، بل ألهمته ليحولها إلى أغنية كتبها ولحنها خصيصًا لوالدته، ففي البداية، واجه زياد ترددًا من فيروز التي استغربت الكلمات وسألته: "هيدي شو بدنا نعمل فيها؟"، فلم تقتنع فيروز بسهولة، ما دفع زياد إلى إحضار شريط التسجيل بصوته وأصر على أن تستمع إليه برفقته، حتى مع انقطاع الكهرباء، استمعت فيروز بصمت دون أن تبدي قرارًا فوريًا.

ثم احتفظت بالأغنية لأربعة أعوام قبل أن تقرر غناءها، لتخلد فيروز لحظة جميلة وعفوية من علاقة استثنائية تجمعها بنجلها زياد.