عاجل
الإثنين 29 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

بعد الكشف عن أنماط مخيفة في الإمبراطوريات السابقة

عالم بريطاني فحص 5000 عام من التاريخ: انهيار الحضارة أصبح "أمرا لا مفر منه"

قال أحد العلماء الذين قاموا بفحص 5000 عام من التاريخ، إن انهيار الحضارة الإنسانية أصبح الآن "أمراً لا مفر منه". 



 

وكشف الدكتور لوك كيمب من جامعة كامبريدج عن أنماط واضحة ومثيرة للقلق من عدم المساواة، والأضرار البيئية، والقيادة المتهورة، والأنظمة الهشة التي تؤدي إلى انهيار العالم الحديث.    

 

وقال لصحيفة الجارديان: " لا يمكننا تحديد تاريخ يوم القيامة ولكن بالنظر إلى 5000 عام "الحضارة"، يمكننا أن نفهم المسارات التي نواجهها اليوم، والإنهاء الذاتي هو الأرجح". 

 

ويتناول كتاب كيمب الجديد، لعنة جالوت، صعود وسقوط القوى القديمة، بما في ذلك الإمبراطورية الصينية ، وروما، والمايا الكلاسيكية في الأراضي المنخفضة. 

 

ورغم أن تلك الانهيارات كانت في أغلب الأحيان إقليمية وقابلة للبقاء، قال كيمب إن الانهيار التالي سيكون عالميا ومدمرا. 

 

وقد توصل بحثه إلى أن كل الإمبراطوريات الساقطة كانت تشترك في نفس السمات القاتلة، بما في ذلك الأنظمة التي يسيطر عليها النخبة، والتي تغذيها عدم المساواة، وتتماسك بالعنف. 

 

وأشار إلى هذه المجتمعات باعتبارها "جالوت"، وهي عبارة عن هياكل قوة هائلة وهشة مبنية على الحبوب المخزنة والأسلحة الاحتكارية والشعوب المحاصرة في مكانها دون أي مكان تلجأ إليه.  وقال كيمب: "يُروى التاريخ على أفضل وجه كقصة جريمة منظمة، إنها جماعة تُسيطر على الموارد باستخدام العنف على منطقة وسكان معينين".

 

وقام كيمب بتحليل صعود وسقوط أكثر من 400 مجتمع، وتوصل إلى نظرية مفادها أن عدم المساواة يقتل  الحضارات. 

 

وبينما تستخلص النخب الثروة من الجماهير وتدمر البيئة، تصبح المجتمعات مجرد قشور جوفاء، معرضة للحرب والأمراض والانهيار.

 

وقال إن الجشع ليس السبب الوحيد وراء هذا السقوط، بل إن عددا قليلا من الأفراد يظهرون "الثالوث المظلم" المتمثل في النرجسية والاعتلال النفسي والماكيافيلية. 

 

وذكرت صحيفة الجارديان أن هذه السمات السامة، التي وجدت في الطبقات الحاكمة في الماضي، بدأت تظهر الآن في القيادة العالمية.

 

وكانت إحدى العلامات الحمراء الأكثر ثباتاً التي وجدها كيمب في مئات المجتمعات المنهارة هي التفاوت الشديد. 

 

وفي الإمبراطوريات القديمة، أصبحت الثروة والسلطة متركزة في أيدي نخبة صغيرة بينما تركت الأغلبية فقيرة ومثقلة بالأعباء. وقال كيمب إن فجوة الثروة المتزايدة اليوم واحتكارات الشركات تعكس هذا النمط، مما يؤدي إلى تآكل التماسك الاجتماعي وإضعاف القدرة على الصمود.

 

وكان هناك تشابه آخر مثير للقلق وهو اعتماد البشرية الكامل على أنظمة عالمية معقدة. في الماضي، كان الناس قادرين على العودة إلى الصيد أو الزراعة عندما تسقط الحكومات. والآن يعتمد معظم البشر على سلاسل التوريد العالمية الهشة، وإذا انهارت هذه السلاسل، فسوف ينهار كل شيء، كما حذر كيمب.

 

وكان الدمار البيئي يسير على نفس المنوال. فكثيرًا ما كانت الانهيارات التاريخية تسبقها تحولات مناخية إقليمية لا تتجاوز 1.8 درجة فهرنهايت. 

 

ويتوقع العلماء الآن ارتفاعا عالميا في درجات الحرارة بمقدار 5.4 درجة فهرنهايت أو أكثر، إلى جانب إزالة الغابات على نطاق واسع واستنزاف الموارد.

 

وحذر كيمب أيضا من أن الانهيار المقبل قد يكون أكثر عنفا لأنه في الماضي كانت الصراعات على السلطة تتم بالسيوف أو البنادق.  وذلك لأن العالم الحديث يمتلك أكثر من 10 آلاف سلاح نووي، وتكنولوجيا أكثر تدميراً بكثير.

 

وأشار كيمب إلى ثلاثة أسباب تجعل الانهيار القادم أكثر تدميرا من أي شيء واجهته البشرية من قبل، أولها عنف النخبة. في الماضي، كانت صراعات السلطة تُخاض بالسيوف أو البنادق. أما اليوم، فيملك قادة العالم أكثر من 10,000 سلاح نووي. ثانيًا اعتمادنا على الأنظمة المعقدة. كان بإمكان الشعوب القديمة العودة إلى الزراعة أو الصيد للبقاء. 

 

لكن المجتمعات الحديثة تعتمد بشكل كبير على سلاسل التوريد العالمية الهشة، وإذا فشلت فإننا سنسقط معها، كما قال.

 

ثالثًا، حجم التهديدات نفسها. عادةً ما تضمنت التحولات المناخية التاريخية تغيرًا بمقدار درجة مئوية واحدة. 

 

في حين أن الانهيارات السابقة أدت في بعض الأحيان إلى ظروف أفضل، وشعوب أكثر صحة، وأطول قامة، وأكثر حرية بعد سقوط الإمبراطورية، فإن كيمب يحذر من أن النظام العالمي الواحد اليوم لا يترك مكانا للاختباء.

ومع تكرار التاريخ، قال إن الانهيار لم يعد مجرد احتمال، بل أصبحت النتيجة الأكثر ترجيحا.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز