وليد العدوي
اختبارات القدرات «رفعت» راية الاحتراف في تربية رياضية
في مشهد يعكس التفوق المؤسسي والرؤية الاستراتيجية، قدمت كلية التربية الرياضية بنين بجامعة حلوان نموذجًا مشرفًا في تنظيم اختبارات القدرات للطلاب الجدد، وذلك استعدادًا لانطلاق العام الجامعي 2025–2026، حيث استقبلت الكلية نحو 675 طالبًا وسط تنظيم احترافي وإشراف أكاديمي متميز.
شهدت الاختبارات إجراءات دقيقة بدأت بالكشف الطبي الشامل، بما في ذلك فحوصات القلب وقياس الطول والوزن وتقييم القوام، وهي خطوات تعكس التزام الكلية بالمعايير الصحية والبدنية التي تؤهل الطالب للانخراط في المجال الرياضي على أسس علمية، وتولت لجان من الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس الإشراف الكامل على الاختبارات، مع توفير التوجيه والإرشاد اللازمين لضمان سير العملية بشفافية وكفاءة.
لم تقتصر الاحترافية على الجوانب الطبية والرياضية فقط، بل امتدت لتشمل التنظيم الإداري واللوجستي، الذي جاء متناغمًا مع خطط الكلية لربط العملية التعليمية الرياضية بمتطلبات سوق العمل المحلي والدولي، من خلال برامج تعليمية متطورة وبنية تحتية مؤهلة، لتشكل أربعة محاور هى: نجاح التجربة عبر تنظيم دقيق يراعي سلامة وراحة الطلاب، شفافية كاملة في التقييم والمعايير، كوادر أكاديمية مدربة تعمل بأعلى درجات المهنية، بيئة محفزة وآمنة ترحب بالطلاب الجدد وتدعمهم.
هذا الأداء المتميز يعزز مكانة الكلية كأحد أهم روافد الرياضة المصرية في إعداد وتخريج الكوادر الفنية والإدارية، القادرة على قيادة المستقبل الرياضي بخطى واثقة، لتواصل الكلية دورها الريادي في رعاية المواهب الشابة وتخريج جيل جديد من المتخصصين المؤهلين علميًا وعمليًا.
أمام كل هذا، يقف عن قرب مراقبا ومدققا للطلاب نماذج مشرفة من الأساتذة والأكاديميين، كان من بينهم الدكتور محمد رفعت، أستاذ الإدارة الرياضية بالكلية، متسلحا بخبراته العريضة كونه أيضا المدير التنفيذي لرابطة أندية القسم الأول للدوري الممتاز لكرة القدم، ودكتور الاستثمار الرياضي وشركات كرة القدم، ليقدم خلال موسم اختبارات القدرات صورة مضيئة لما ينبغي أن يكون عليه الأستاذ الجامعي، ليس فقط في عطائه العلمي، بل في سموّ خلقه، واحترافه العالي، واحتوائه النفسي والإنساني للطلاب وأولياء أمورهم.
منذ انطلاق اختبارات القدرات، حرص الدكتور محمد رفعت على أن يكون حاضرًا في كل التفاصيل، لا كمسؤول إداري يراقب من بعيد، بل كإنسان متفاعل على الأرض، يصغي، يطمئن، ويحتوي. تعامل مع المئات من الطلاب المقبلين على مرحلة مفصلية في حياتهم التعليمية، بكل رقي واحترام، فلم يرفع صوته يومًا، ولم يُشعر أحدًا بالإحباط، بل كان داعمًا للجميع، حريصًا على بث الثقة والأمل في النفوس.
كان حضوره ملموسًا في كل لحظة، يتنقل بين أماكن الاختبارات بابتسامة لا تغيب، يسأل عن أحوال الطلاب الصحية، ويتأكد من توفير بيئة نفسية مريحة، لا تقل أهمية عن الجاهزية البدنية. وقد لاحظ الجميع اهتمامه بتوعية المتقدمين بضرورة مراعاة التوازن بين الأداء الجسدي والهدوء النفسي، مؤكدًا أن النجاح لا يُقاس بنتيجة اختبار فقط، بل بالقدرة على الاستمرار والإصرار.
ولم يتوقف عطاء الدكتور محمد رفعت عند حدود من اجتازوا الاختبارات بنجاح، بل امتدّ، وبكل رحابة صدر، إلى من لم يحالفهم الحظ. فقد تعامل معهم بنفس الإنسانية والتقدير، وخصّهم بكلمات تشجيع ومواساة قلّ نظيرها، مؤكدًا لهم أن الفشل لا يعني النهاية، بل قد يكون بوابة لاكتشاف مسارات أخرى أكثر ملاءمة لقدراتهم. هذا الموقف وحده كفيل أن يزرع الثقة في نفوس شبابنا، وأن يعكس الفارق بين «أستاذ يؤدي دوره»، و«مربٍ يحمل رسالة»، هكذا تسلم دكتور رفعت الراية ممن سبقوه من الأساتذة وعلى رأسهم الدكتور نبيه العلقامي أستاذ الإدارة الرياضية، وكذلك العميد الأسبق للكلية دكتور كمال درويش.
ما يقدمه الدكتور رفعت ومن سبقوه لا يُدرَّس في المناهج، بل يُكتسب من نقاء النفس، وصدق النية، وشعور عميق بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة. إنه نموذج يُحتذى به في مؤسساتنا التعليمية، وأحد أولئك الذين يثبتون أن التربية والتعليم ليست مجرد وظيفة، بل رسالة وموقف ومبدأ.
















