عاجل
الخميس 27 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي
لا تخونوا صلاح مجددًا

لا تخونوا صلاح مجددًا

انزعجت جدا من عنوان مثير في إحدى الصحف العربية، عندما تحدثت عن «جوع» أسطورة ليفربول محمد صلاح في بلده قبل الشهرة، والذي جاء مؤخرا في أعقاب فوزه التاريخي بجائزة الأفضل في الدوري الإنجليزي من رابطة المحترفين، ليصبح أول لاعب يفوز بالجائزة ثلاث مرات، أرجو أن لا تمتد الغيرة «فخرنا»، ويكون مؤشر لاتجاه معين ضده خلال التصويت على الكرة الذهبية «البالون دور 2025».



 

 

لا تخونوا صلاح مجددًا، فالرجل بات أقرب من أي وقت مضى إلى التتويج بالكرة الذهبية التي طالما حلم بها الملايين من عشاقه حول العالم، وباتت إنصافًا طال انتظاره لمسيرة أسطورية بدأت من شوارع نجريج وصولًا إلى قمة المجد في ملاعب أوروبا، نحن اليوم أمام موسم تاريخي للاعب كتب اسمه بحروف من ذهب في سجل الدوري الإنجليزي، ليس فقط بأهدافه الغزيرة، ولا بتمريراته الساحرة الحاسمة، بل بحضوره المؤثر الذي جعل من ليفربول فريقًا مرعبًا استطاع أن يعانق لقب «البريميرليج» للمرة العشرين في تاريخه.

 

 

الخوف على صلاح من التصويت العقابي بدافع الغيرة من نجاحه، بعد أن أقدمت مجلة «فرانس فوتبول» صاحبة الحدث على تغييرات جذرية في نظام التصويت للكرة الذهبية، حيث قللت من عدد الصحفيين المشاركين إلى مئة فقط يمثلون أعلى مئة دولة في تصنيف «فيفا» يملكون حق التصويت، مقارنة بـ173 صحفيًا كانوا يشاركون سابقًا ضمن الاتحاد الدولي للصحفيين، ويُطلب من كل صحفي أن يختار 5 لاعبين، بحيث يُمنح الأول 6 نقاط، الثاني 4 نقاط، الثالث 3 نقاط، الرابع نقطتين، والخامس نقطة واحدة.

 

 

الأمل لا يزال قائمًا في أن تكون هذه المرة أكثر نزاهة وموضوعية، صحيح أن تقليص عدد الدول قد يقلل من حجم التأثير العربي في عملية التصويت، لكن الأرقام لا يمكن أن تتجاهل ما فعله صلاح، ولا يمكن لأي محلل منصف أن ينكر تأثيره وأداؤه المتكامل الذي جمع بين الإبداع الفردي والنجاح الجماعي، ويبقى الخوف من غدر المقربون قائما وبقوة، وليست الاستطلاعات الأخيرة ببعيدة، فكثيرا ما دفع صلاح ضريبة الغيرة منه غاليا، باعترافات المصوتون أنفسهم، حيث كشفت التسريبات في كل مرة بعد كل انتخاب عن مهازل وصفعات متعمدة لنجاح صلاح، الذكريات المؤلمة كثيرة، منها ما يعيد إلى الأذهان واقعة 2019، حين حُرم صلاح من أصوات بلده، بسبب خطأ وُصف وقتها بأنه متعمد.

 

 

في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل، ستتجه أنظار العالم إلى مسرح «دو شاتليه» في باريس، حيث يُقام حفل الكرة الذهبية لعام 2025، وسنرى النتيجة على أرض الواقع، دون نسيان مرارة ووجع الغدر بصلاح في تصويتات سابقة، سيكون الحدث استثنائيًا بكل المقاييس، ليس فقط لأنه يدمج جوائز الأفضل في أوروبا ضمن فعالياته، بل لأنه يحمل فرصة تاريخية لتصحيح مسار سنوات طويلة من التهميش لنجم بحجم صلاح، سيكون ذلك اليوم اختبارًا حقيقيًا لضمير كرة القدم العالمية، واختبارًا أكبر للضمير العربي الذي طالما تغنّى بإنجازات صلاح دون أن يمنحه الدعم الكافي حين احتاجه.

 

 

إننا لا نطلب من الصحفيين والنقاد والمصوتين أن يمنحوا صلاح الجائزة تعاطفًا أو مجاملة، بل نطالبهم فقط بالإنصاف، الأرقام واضحة، الإنجازات جلية، والأداء لا يحتاج إلى تبرير أو شرح، لقد حان الوقت ليصعد نجم العرب إلى منصة التتويج ويُتوج بالكرة الذهبية التي يستحقها عن جدارة، هذه ليست جائزة شخصية فحسب، بل لحظة فخر لكل عربي يرى في صلاح نموذجًا للنجاح والكفاح والإبداع.

 

 

لا تخونوا صلاح مجددًا، فقد منحنا كل شيء؛ الفرح، الفخر، الإلهام، والآن حان الوقت لنعطيه ما يستحق، الذهب، ولا شيء أقل من الذهب، صلاح ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل رمز للعزيمة والإصرار، لقد أصبح واجهة مشرفة للعرب جميعًا، وملهمًا لكل شاب يحلم بالنجاح رغم الظروف الصعبة، هو اللاعب الذي لم يكتفِ بالموهبة، بل عمل بجد واجتهاد حتى صار من بين أفضل لاعبي العالم لسنوات متتالية.. إن إخفاق التصويت العربي في منحه ما يستحقه هذه المرة لن يكون مجرد خطأ، بل خيانة جديدة ستظل عالقة في ذاكرة الجماهير.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز