المستشار الألماني يحذر من "الحنين الزائف" لشكل التحالف السابق مع الولايات المتحدة

 حذّر المستشار الألماني فريدريش ميرز من أن على أوروبا أن تستعد لرسم مسارها الخاص بعيدا عن الولايات المتحدة، مؤكدا أن العلاقات عبر الأطلسي لم تعد الركيزة الأساسية التي تقوم عليها دفاعات واقتصاد القارة.

وقال ميرز - في خطاب واسع حول السياسة الخارجية، ألقاه في برلين اليوم الاثنين- "يجب أن نواجه حقيقة أن علاقتنا مع الولايات المتحدة تتغير.. فواشنطن تعيد تقييم مصالحها، وليس منذ الأمس فقط، لذلك يجب علينا نحن الأوروبيين أيضا أن نعيد ضبط مصالحنا، بعيدا عن الحنين الزائف"، وذلك بحسب ما نقلت مجلة/بولتيكو/ في نسختها الأوروبية.

ورغم إشادته في الآونة الأخيرة بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا ووصفه الولايات المتحدة بأنها "شريك لا غنى عنه" في قضايا الأمن وحلف شمال الأطلسي /الناتو/، إلا أن تصريحات ميرز الأخيرة تعكس إدراكا متزايدا في أوروبا بأن التحالف عبر الأطلسي لم يعد مضمونا كما كان في السابق.

وأضاف المستشار الألماني: "تظل الولايات المتحدة شريكنا الأهم.. نحن مستعدون للتنسيق والتعاون الوثيق، لكن من الواضح أن هذه الشراكة لن تكون بديهية كما كانت من قبل، بل ستصبح أكثر ارتباطا بالقضايا والمصالح المحددة".

وأكد ميرز أن مستقبل العلاقة مع واشنطن يعتمد على "قوة الأوروبيين أنفسهم"، مشيرا إلى ضرورة أن تبادر أوروبا إلى بناء تحالفات جديدة حول العالم، وتوسيع وتعزيز الشراكات القائمة.

كما أشار أيضا إلى أن التعاون مع الصين ممكن في ملفات مثل سياسة المناخ، لكن تصاعد "التنافس المنهجي" مع بكين يجعل من الضروري على أوروبا تنويع سلاسل إمداداتها التجارية والمواد الخام "حفاظا على السيادة الاستراتيجية".

وبحسب ميرز، فإن ذلك يتطلب من أوروبا توقيع اتفاقيات تجارية وشراكات أوثق مع دول أمريكا الجنوبية والهند وإندونيسيا والمكسيك، إضافة إلى دول أخرى خارج مجموعة العشرين، بما في ذلك في أفريقيا وآسيا.