
اكتشاف ميناء غارق قد يقود إلى مقر راحتها
عاجل| مقبرة كليوباترا.. أسرار ملكة الأساطير في وثائقي جديد

عادل عبدالمحسن
بعد أكثر من ألفي عام من الغموض، يقترب المستكشفون من حل أحد أكثر ألغاز التاريخ إبهارًا: موقع قبر الملكة كليوباترا السابعة، آخر حكام مصر البطلمية وأشهر نساء العالم.
فقد أعلن فريق من علماء الآثار بقيادة المستكشفة الدومينيكية "كاثلين مارتينيز" عن اكتشاف ميناء بحري غارق في أعماق البحر الأبيض المتوسط، على بُعد نحو ميلين من ساحل الإسكندرية، يُعتقد أنه كان متصلاً بمدينة "تابوزيريس ماجنا" التاريخية، التي تضم معبدًا مخصصًا للإله أوزوريس.



ميناء مغمور يكشف أسرار الماضي
يقع الميناء المكتشف على عمق يقارب "40 قدمًا"، ويحتوي على أعمدة حجرية وأرضيات مصقولة وأباريق خزفية طويلة كانت تُستخدم لنقل النبيذ، ما يشير إلى نشاط بحري وتجاري قديم.
وتصف مارتينيز هذا الكشف بأنه "دليل حاسم" قد يقود إلى بقايا "كليوباترا" وعشيقها القائد الروماني "ماركوس أنطونيوس"، اللذين انتحرا ودُفنا معًا بعد هزيمتهما في معركة أكتيوم البحرية عام 31 قبل الميلاد.
هذا الميناء، وفقًا للباحثة، قد يكون حلقة الوصل التي تربط بين البحر والمعبد، وربما الممر الذي سلكته موكب جنازة الملكة إلى مثواها الأخير، بعيدًا عن أعين الرومان.
وقالت مارتينيز لمجلة "ناشيونال جيوجرافيك": بعد ألفي عام، لم يصل أحد إلى هناك قط، ونحن أول من يقترب من الحقيقة”.

تابوزيريس ماجنا "مقبرة أوزوريس العظيمة
تأسست مدينة تابوزيريس ماجنا في عهد بطليموس الثاني "280–270 ق.م"، ويعني اسمها "المقبرة العظيمة لأوزوريس".
تقع على بُعد نحو 30 ميلاً من الإسكندرية، وتشير الأدلة الأثرية إلى أنها كانت مركزًا تجاريًا يربط دلتا النيل بليبيا.
ويُعد معبدها الكبير أحد أهم مواقع البحث عن قبر كليوباترا، حيث اكتشفت مارتينيز عام 2022 نفقًا صخريًا بطول "4300 قدم" يمر تحت أنقاض المعبد ويتجه مباشرة نحو الميناء المكتشف حديثًا.
عُثر داخل النفق على جرار خزفية وأوانٍ تعود إلى الحقبة البطلمية، ما يعزز فرضية أن الملكة نُقلت بعد وفاتها عبر شبكة ممرات سرية إلى موقع دفنها.

ملكة جمعت بين الجمال الساحر والسياسة
حكمت كليوباترا مصر من عام 51 إلى 30 قبل الميلاد، وتميزت بذكائها ودبلوماسيتها إلى جانب جمالها الذي استغلته ببراعة في بناء التحالفات.
وارتبط اسمها بعلاقات سياسية وعاطفية مع "يوليوس قيصر" ثم "مارك أنطونيو"، وسعت إلى ترسيخ صورتها كالإلهة إيزيس إلى جانب أنطوني الذي شُبّه بأوزوريس.
لكن هزيمتها أمام أوكتافيوس "الإمبراطور أغسطس لاحقًا" أنهت حكم السلالة البطلمية.
ويُروى أنها اختارت الموت بلدغة أفعى سامة، بينما طعن أنطوني نفسه بسيفه، لتدفن جثتاهما في قبر لم يُكشف عنه حتى اليوم.
خطوة جديدة نحو الكشف الكبير
كانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت عبر صفحتها الرسمية أن الاكتشاف يمثل "دليلًا محتملًا على نشاط بحري قديم»، مؤكدة مواصلة أعمال البحث والتنقيب في الموقع. ومن المقرر أن يُعرض فيلم وثائقي بعنوان "السر الأخير لكليوباترا" على قناة "ناشيونال جيوجرافيك" يوم الخميس 25 سبتمبر الجاري، قبل بثه عبر منصات "ديزني بلس" و"هولو"، ليسلط الضوء على رحلة الغوص المثيرة والاكتشافات الأخيرة.
وبينما تتواصل عمليات التنقيب في أعماق البحر وحول معبد تابوزيريس ماجنا، يبقى الأمل قائمًا في أن يُكتب الفصل الأخير في قصة الملكة التي حيّرت العالم، لتكشف للعالم عن مثوى كليوباترا وأنطوني، أحد أعظم رموز الحب والسياسة في تاريخ الإنسانية.
