عاجل
الإثنين 29 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
7 راكب في سكة السلامة

7 راكب في سكة السلامة

تتقارب فكرة العرض المسرحي "7 راكب" للمخرج عمرو حسن مع رائعة سعد الدين وهبة الأشهر "سكة السلامة"، حيث السيارة التي تتعطل في الصحراء ويشارف الركاب الموت، ليراجع كل منهم شريط حياته، ومع وصول الإنقاذ هناك من تمسك بالإصلاح ومن عاد فورًا لسيرته الأولى، غير أن صناع "7 راكب" ساروا في "سكة سلامة" موازية للفكرة الفلسفية التي قدمها "وهبة".



 

"سكة السلامة"، التي انطلق منها العرض بدأت حتى قبل كتابة النص، فنحن أمام مسرحية من بطولة ممثل محترف و7 من الوجوه الجديدة، لكن – وهنا مربط الفرس – 5 منهم من المتعافين تحت إشراف صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي.

إنه الصندوق الذي نتابع حملاته الإعلامية منذ سنوات بعيدة، وأشهرها كان من بطولة محمد صلاح "أنت أقوى من المخدرات"، قبل أن يتداخل بإيجابية مع الأعمال الدرامية وينجح في الحد من انتشار مشاهد التدخين والتعاطي غير المبررة دراميًا من خلال ورش عمل مع المؤلفين وإعطاء جوائز للملتزمين.

 

كل ما سبق يمكن وصفه بالنشاط "الوقائي"، الذي يهدف للحد من زيادة عدد المدمنين، لكن ماذا عمن أدمنوا وتعافوا بالفعل، هنا جاء دور مشروع "العلاج بالفن" الذي يعد "7 راكب" أحدث إنتاجاته، عرض يجمع بين المتعة الفنية والفكرة الدرامية الجذابة وفي الوقت نفسه يحمل الرسائل التي كان يجب أن تكون مباشرة خصوصًا في المشهد الأخير، سائق سيارة نقل ركاب صغيرة، يحمل معه زوجته و6 من الركاب من القاهرة للإسكندرية، يخدعه أحدهم حتى يهرب من كمين الشرطة ويسير في طريق مهجور لتتعطل السيارة ويصبح البقاء في الصحراء لليوم الثاني وجوبًا.

 

اللافت فيما سبق أن مؤلفي العرض، عوض إبراهيم، وأمير عبد الواحد، وأحمد حتحتوت، لم يقحموا الحديث عن المخدرات في نسيج النص المسرحي، بل انشغل الجمهور بمأزق الشخصيات الثمانية واكتشاف الأزمات الشخصية لكل منهم، قبل أن نصل لكون المخدرات هي السبب في الورطة، في إشارة لكون المتعاطي يضر من حوله، وإن لم يتعمد، بالإضافة إلى قيام أحدهم وهو المتمسك أكثر بفرصته التعليمية بالمجازفة والذهاب بحثًا عن منقذ، بينما استسلم الباقون لمصيرهم.

 

عندما تشاهد العرض ستلاحظ سريعًا أن الممثلين وجوه جديدة وفي بداية طريق الفن، لكن عندما تعرف أنهم من المتعافين تتغير وجهة النظر تمامًا، حيث تجد نفسك أمام خمسة توافرت لديهم الشجاعة الكافية للوقوف على خشبة المسرح والتعبير عن أنفسهم بحثًا عن بداية جديدة وسط الناس دون انزواء أو شعور بالعار والرغبة في الاختفاء، وهو أكثر ما يحسب لهذا المشروع وللصندوق، تحت إدارة عمرو عثمان، حيث كان بالإمكان تقديم العروض بممثلين صاعدين واستغلال المسرح لتوعية الجمهور بمخاطر الإدمان والتعاطي، لكن أن تصل الرسالة عبر متعافين حقيقيين فتأثيرها مختلف بكل تأكيد.

 

شارك في بطولة العرض، عبد الرحمن سامي، نادر خالد، علي أبو القاسم، حميدو عبد العال، أحمد الشربيني، ومحمد مصطفى تيكا، ندى طلعت، فيما قام بدور السائق الممثل المسرحي المخضرم عبد المنعم رياض الذي يعيد التأكيد من خلال هذه التجربة على أمرين، أولهما أهمية التزام الفنان بقضايا المجتمع ودعم هذه التجارب التي تحتاج عادة لممثل محترف، كي يجذب الجمهور ويحافظ على الإيقاع فوق خشبة المسرح، والأمر الثاني تأكيده لموهبته كممثل خصوصًا على مستوى الكوميديا  وقدرته على إضحاك المتفرجين بسلاسة ودون افتعال مع توفير الدعم الكامل لرفاقه على الخشبة حتى الوصول معًا إلى "سكة السلامة".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز