عاجل
الجمعة 26 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
عام دراسي جديد 2025 - 2026م.. "رؤى مستقبلية"

عام دراسي جديد 2025 - 2026م.. "رؤى مستقبلية"

انطلق ماراثون العام الدراسي الجديد في كل مراحل التعليم، بدءا من التعليم الإلزامي، إلى التعليم الجامعي، فما بعد التعليم الجامعي، مراحل الدراسات العليا، سواء دبلومات التخصص العليا أو تمهيدي الماجستير أو تمهيدي الدكتوراه.



 

استعدت الأسر المصرية لهذا اليوم الموعود المرتقب، وهو العشرون من سبتمبر، حملوا على عاتقهم أعباء ومسؤوليات جساما، يريدون أن يظهر أبناؤهم في أبهى صورهم، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الزي المدرسي ولوازم المدرسة، من كشاكيل وكراسات ومصروفات الكتب المدرسية والملخصات الخارجية، فإن أولياء الأمور  اقتطعوا من أقواتهم بل وبحثوا عن مصادر حلال لزيادة دخولهم حتى يوفروا احتياجات ذويهم، خصوصا من يكون لديه عدد من الأولاد في جميع مراحل التعليم المختلفة.

وقد تم رصد فرحة التلاميذ بعودتهم إلى مدارسهم بعد إجازة طويلة قضوها بعيدا عنها، فما أروعهم وهم يسيرون مبكرين مهرولين تعلو وجوههم إشراقة عام جديد انتقلوا فيه إلى مرحلة جديدة، آملين أن تتحقق أمنياتهم في هذا العام ويكلل مجهودهم بالنجاح.

 

نعم تم رصد الشكل العام لطوابير الصباح وكلمات الأساتذة احتفالا واحتفاء بالعام الدراسي الجديد، الجميع يصافحون بعضهم البعض، ما أروع علمنا المصري الجميل وهو يرفرف على راية فناء المدرسة والكل وقوف منتبهين يرددون السلام الوطني، متمنين من الله أن ينعم على بلدنا بالأمن والأمان والسلام والاستقرار وأن تتحقق التنمية المستدامة المرجوة.

 

نعم شاهدنا احتفالات الجامعات المصرية بالعام الدراسي الجديد وفرحة رؤساء الجامعات وهم يلقون كلمات الترحيب بأبنائنا الطلاب الجدد، متمنين لهم النجاح والتوفيق، كل في فرقته وكليته.

هذا جد أمر مهم نحتفي ونبتهج بقدوم العام الدراسي الجديد لأنه بمثابة انطلاقة إلى غد أفضل تتحقق فيه الطموحات والآمال لأبناء هذا الوطن، لأن أي نجاح سيتحقق على أرض الواقع سيعود بالضرورة على الوطن الحبيب.

لكن لدينا بعض النصائح نود أن نوجهها للجميع بدءا من الأسرة، فالمعلم، فأستاذ الجامعة، فعلماء الدين، فالدولة المسؤولة عن المواطن.

أولًا: دور الأسرة في تنمية وعي أبنائها بأهمية التعليم.. إن على الأسرة دور مهم لا يمكن غض الطرف عنه، فالوالدان ليس دورهما الإطعام والكساء وتلبية متطلبات أبنائهم، وإنما عليهم دور تأهيلي، فعلى الأقل عقد لقاء أسبوعي مع الأبناء لتوضيح أهمية التعليم بالنسبة لهم لأن في ذلك إفادة لهم ولمجتمعهم، فلا يمكن أن يقوم الجهل والتسرب من التعليم أمة.

ولذلك ننصح بأشد عبارات النصح والإرشاد، إلى كل أهالينا لا تتغافلوا عن متابعة أبنائكم ولا تدعوهم فريسة التسرب من التعليم، فإن في ذلك إهدارًا لآدميتهم.

وأنصحكم، تابعوا أبناءكم وتعرفوا على أصدقائهم، فإذا صلح الصديق صلح الطريق، فالصديق قبل الطريق.

 

ثانيًا: دور المؤسسات التعليمية في النهوض بالعملية التعليمية، وأقصد بالمؤسسات التعليمية، الحكومية، والخاصة، والمدارس والجامعات الدولية، فلن يكون هناك صلاح للتعليم إلا من خلال دور هذه المؤسسات بدءا من معلم الفصل في التعليم الإلزامي إلى أساتذة الجامعات في مدرجاتهم التعليمية، فالكتاب المدرسي، فالكتب الجامعية التي اتجهت الجامعات مؤخرا إلى الاستعاضة بالكتب الإلكترونية عن الكتب الورقية.

 

لذلك أنصح الجميع بتقوى الله في هؤلاء التلاميذ والطلاب في كل مراحل التعليم، لأن هؤلاء أمانة ومسؤولية نسأل عنها أمام الله تعالى.

 

ثالثًا: دور علماء الدين في توضيح أهمية التعليم، فعلى علماء الدين معول رئيسي في توضيح أهمية التعليم عن طريق خطبهم المنبرية وحلقات علمهم، كذلك ضرورة ملحة شرح الآيات القرآنية الكريمة وأحاديث النبي ﷺ التي تحث على العلم وعلى تكريم العلماء، وأن الأمة لا يمكن أن تتحقق نهضتها وتنميتها المستدامة إلا من خلال العلم، فبالعلم ترتقي الأمة وتنهض وتسود.

 

رابعًا: دور مؤسسات الدولة في النهوض بالعملية التعليمية، فإنه لا بد أن تعزف مؤسسات الدولة جميعها سيمفونية متناسقة حتى تخرج لحنا جميلا تصغي وتصفو له الأذن، فلا بد أن يكون هناك تكاملية بين وزارة التعليم العالي، والتربية والتعليم، والداخلية لتأمين سير العملية التعليمية في جميع المراحل، ومن هذا المنطلق أناشد المسؤولين عن الأمن العام، أطالبهم بعودة الحرس الجامعي إلى الجامعات المصرية حتى يعود الانضباط مرة أخرى للحرم الجامعي.

 

كما ينبغي على الدولة توفير الموارد المادية اللازمة للإنفاق على التعليم، من الاهتمام برواتب المعلمين إلى توفير العمالة اللازمة للاهتمام بنظافة مدارسنا، إلى دعم الأبنية التعليمية للارتقاء بالبنية التحتية للمدارس.

 

فضلا عن ذلك، المتابعة الدقيقة من الوزراء المعنيين والمحافظين، وذلك عن طريق الزيارات الميدانية المفاجئة للمدارس والجامعات، وتطبيق سياسة الثواب والعقاب.

إن النهوض بالتعليم واجب قومي وفرص عين على كل مستطيع، فكل من يستطيع مد يد العون فليفعل ولا يتكاسل، فمصرنا وشعبنا الطيب يستحق الكثير.

 

 

أستاذ الفلسفة بآداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز