
قبل حرب أكتوبر
عاجل.. وثائق إسرائيلية: أشرف مروان بطل أكبر خطة خداع استراتيجي مصرية لإسرائيل

عادل عبدالمحسن
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تحقيق موسع عن تفاصيل جديدة تؤكد أن أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ومستشار الرئيس أنور السادات كان عنصرا أساسيا في خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها مصر ضد إسرائيل قبل وأثناء حرب أكتوبر 1973.


استند التحقيق إلى مواد استخباراتية واسعة النطاق ما زالت محفوظة في أرشيف الموساد الإسرائيلي وأظهرت أن مروان الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم الملاك شارك في اجتماعات رفيعة المستوى منذ أواخر أغسطس 1973 حضرها الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد لتحديد موعد الهجوم المشترك. ورغم اطلاعه على الموعد الحقيقي للهجوم في السادس من أكتوبر نقل مروان إلى قادة الموساد معلومات مضللة تضمنت تواريخ وهمية وتقديرات تفيد بأن الحرب قد لا تندلع.
وأوضحت الصحيفة أن التحذير الذي قدمه مروان عشية الحرب جاء غامضا ومتأخرا وهو ما ساهم في تضليل جهاز المخابرات الإسرائيلي بأكمله.
وكشف التحقيق أن اللواء الإسرائيلي شلومو جازيت أحد أبرز قادة الاستخبارات أقر في محادثة لم يُسمح بنشرها إلا بعد وفاته بأن مروان كان بمثابة رأس حربة في عملية الخداع المصرية واستطاع استدراج رئيس الموساد تسفي زامير والتلاعب به.
وبمناسبة قرب حلول الذكرى الخمسين للحرب نظم الموساد حفلا لإطلاق كتاب جديد بعنوان كان يا مكان حين كان يسمح بالرواية يضم وثائق تاريخية تنشر لأول مرة وصورا لاجتماعات سرية جرت قبل الحرب. ويحتوي الكتاب على المحضر الكامل لاجتماع مروان مع رئيس الموساد في لندن ليلة الخامس من أكتوبر حيث أبلغه بأن احتمال اندلاع الحرب في اليوم التالي يبلغ تسعة وتسعين في المئة مؤكدا أن الجيشين المصري والسوري سيشنان هجوما متزامنا.

تتضمن الوثائق تفاصيل دقيقة عن استعدادات الجيش المصري لعبور قناة السويس وعمق التحركات العسكرية السورية في الجولان إضافة إلى معلومات عن خطة العبور المحدودة لمسافة عشرة كيلومترات شرق القناة دون نية لاحتلال مواقع إسرائيلية رئيسية.
كما تكشف عن أن مروان سبق أن حذر مرتين من حرب وشيكة في نهاية عام 1972 وفي أبريل 1973 ما دفع إسرائيل إلى إعلان حالة تأهب قصوى في المرتين.
الكتاب يعرض كذلك دور مروان في إحباط عملية فلسطينية في روما قبل شهر من الحرب عندما أبلغ الموساد بوجود صواريخ ستريلا كانت موجهة لاستهداف طائرة إسرائيلية وهو ما يعكس عمق اتصالاته مع جهاز الموساد في تلك الفترة.
خلال الحفل الذي أقيم في مقر الموساد بحضور رئيس الجهاز ديفيد برنياع وكبار القادة العسكريين شدد برنياع على أن دروس حرب أكتوبر ما زالت حاضرة حتى اليوم مؤكدا ضرورة عدم الاستهانة بقدرات الخصوم أو الإفراط في الثقة بالحلفاء ومشددا على أن قوة إسرائيل تكمن في وحدتها الداخلية وقدرتها على تطوير إمكاناتها العسكرية والاستخباراتية.
أشرف مروان الذي شغل مناصب دبلوماسية رفيعة في عهد الرئيس السادات وارتبط بعلاقات وثيقة مع دوائر صنع القرار المصرية يظهر في هذه الوثائق كأحد أبرز وجوه الحرب الاستخباراتية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي حيث تمكن من تضليل أعتى أجهزة الأمن الإسرائيلية والمساهمة في تحقيق عنصر المفاجأة الذي كان عاملا حاسما في عبور الجيش المصري لقناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973.