بعد انحسار تسونامي الانتصار الأحمر المباغت
خطايا "النحاس" وإنقاذ "بن شرقي" وتعويذة "النينجا".. كلمة سر ديربي القمة 131
أحمد فتحي
بعد ليلة كاملة انحسرت وتراجعت خلالها موجات تسونامي ديربي القمة 131، والتي حسمها النادي الأهلي لصالحه بهدفين لهدف، ضمن مواجهات الأسبوع التاسع لمسابقة دوري نايل، والتي استضافها ملعب ستاد القاهرة الدولي، مساء أمس الاثنين، باتت الصورة واضحة، والتحليل الفني لأحداث هذه الموقعة الجماهيرية مقبولا ومعتدلا من أنصار كلا المعسكرين.
ربما يعجبك
خطايا النحاس
المتابع لمجريات اللقاء يجد صعوبة كبيرة في تقبل الإدارة الفنية للمعسكر الأحمر، التي اكتفت باستحواذ سلبي دون ترجمة حقيقية على منطقة عمليات الزمالك أو حارس مرماه، اللهم إلا كرة أو تسديدة طائشة على فترات متباعدة طوال أحداثها التي تجاوزت المائة دقيقة.
وجاءت أغلب الاعتراضات على تأخر المدير الفني لـ"النادي الأهلي" في إجراء أي تعديل أو تغيير على تشكيلته الأساسية أو أدوار اللاعبين على أرضية الملعب، ما كان سيُبقي على تأخر المارد الأحمر في النتيجة حتى انتهاء المباراة، بما يقلص من حظوظ الفريق في المنافسة على لقب درع الدوري.
الأهم أن التغييرات بدأت بتبديل اضطراري بسبب إصابة طاهر محمد طاهر، الذي كان واحدا من أقل اللاعبين على أرضية الملعب، ليشكل وجوده عبئا على زملائه حتى خروجه بداعي الإصابة، لتنقلب وتتبدل الأحوال إلى الأفضل، ويشكل البديل "حسين الشحات" فارقا تكتيكيا وفنيا، ويحول تأخر فريقه إلى فوز مستحق خلال سبع دقائق فقط من نزوله لأرضية الملعب.. ما يطرح تساؤلا مباشرا ومنطقيا عن أسباب خروج "حسين الشحات" من حسابات المدير الفني؟
المعضلة الأهم، والتي باتت حديث الساعة، هي عدم السيطرة على أدوار ومهام "محمود حسن تريزيجيه"، الذي يبدو أنه أقوى من "النحاس" و"وليد صلاح الدين"، وقد عبرت هذه المشكلة عن نفسها في إصرار اللاعب الدولي على اللعب بشكل فردي، وإيثار مصلحته على مصلحة الفريق، وتضخم الأنا والنزعة الفردية على أدائه منذ انضمامه للمارد الأحمر في الميركاتو الأخير.
وكانت عدسات المصورين والمتابعين قد التقطت مشهد رفضه لتعليمات الجهاز الفني وكابتن الفريق، وإصراره على التصدي لركلة الجزاء التي تم احتسابها للنادي الأهلي على بُعد أمتار من نهاية مباراة ديربي القمة 131، في تكرار لما حدث خلال مواجهة إنتر ميامي الأمريكي ببطولة كأس العالم للأندية، والتي تسبب برعونته في إهدارها وضياع فوز مستحق للمارد الأحمر، كان من الممكن أن يعيد صياغة تاريخ البطولة، ويحلق بالمارد الأحمر وجماهيره بعيدا ضمن منافساتها.
تعويذة النينجا "سر التحول"
جاءت لقطة تقبيل الجناح الدولي ونجم النادي الأهلي "حسين الشحات" لواقي الحماية "الشنكار"، كواحدة من اللقطات الفارقة ضمن ألبوم صور ديربي القمة 131، والتي حرص فيها "الشحات" على القيام بتعويذته السحرية الخاصة، قبل أن تطأ قدماه أرضية ملعب ستاد القاهرة الدولي، كبديل في الدقيقة 69 من عمر اللقاء، لتتحول دفة المباراة لصالح فريقه، ويحرز هدف التعديل بمجرد نزوله، قبل أن يتسبب في احتساب ركلة جزاء، أحرز منها "محمود حسن تريزيجيه" هدف الحسم واقتناص الثلاث نقاط، وتقليص الفارق "الرقمي النظري" في معركة صدارة بطولة الدوري.
تألق كوكا وبن شرقي
وسجل أحمد نبيل كوكا، نجم وسط النادي الأهلي، حضورا قويا ولافتا، بعد تكليفه بمهام الظهير الأيسر في ظل النقص العددي والغيابات التي تعاني منها هذه الجبهة، بالإضافة إلى مراقبة نجم الزمالك البرازيلي خوان ألفينا، الذي كانت كل التوقعات تصب في صالحه قبل انطلاق صافرة بداية أحداث اللقاء، لتأتي الأمور كما تشتهي سفن القلعة الحمراء وجماهيرها، ويبرهن "كوكا" على تفوقه الكاسح وتنفيذ التعليمات الموكلة إليه، بإيقاف وإبطال خطورة هذه الجبهة تماما.
في المقابل، كانت لقطة الإنقاذ الأسطوري، الذي حافظ به النجم الدولي المغربي على نتيجة اللقاء بفارق هدف للأبيض، نقطة تحول في أحداث ونتيجة ديربي القمة 131، ليحافظ على فرص وحظوظ المارد الأحمر بالعودة الدراماتيكية والريمونتادا السعيدة، بفوز مستحق بهدفين لهدف، وهي النتيجة التي قللت من الضغوط الجماهيرية والإعلامية المفروضة على الجهاز الفني المؤقت، ليستعيد بها النادي الأهلي بعضا من بريقه المفقود منذ انطلاق مسابقة دوري نايل للموسم الحالي.
مشروعية بقاء فيريرا داخل القلعة البيضاء
في المقابل، لا زالت أصداء خسارة ديربي القمة 131 تلقي بظلالها على القلعة البيضاء، وهي الهزيمة التي يتحملها الجهاز الفني بشكل كامل، نظرا لتراجعه الدفاعي غير المبرر، برغم تقدمه بهدف مبكر، كان من الممكن مضاعفته خلال أحداث الشوط الأول، لولا تراخي اللاعبين، وعدم قراءة "يانيك فيريرا" لأحداث اللقاء بشكل صحيح، ليهدي فوزا معنويا كبيرا لغريمه التقليدي، ويفرط طواعية في صدارة جدول ترتيب فرق الدوري، بالإضافة إلى تصدير الضغط الجماهيري لمجلس الإدارة واللاعبين.. ليُطرح السؤال عن مشروعية بقائه على مقعد الإدارة الفنية نفسه بشدة خلال الفترة المقبلة، في ظل حالة السخط المشروعة حول قدراته كمدرب لفريق بحجم الزمالك.
وكانت مباراة ديربي القمة 131، والتي جمعت بين قطبي الكرة المصرية ضمن أحداث الأسبوع التاسع لمسابقة دوري نايل 2025/2026، قد انتهت بفوز النادي الأهلي على الزمالك بهدفين لهدف، ليرفع بها المارد الأحمر رصيده إلى 15 نقطة، يحل بها ثالثا في جدول الترتيب، فيما تجمد رصيد الزمالك عند 17 نقطة، قبض بها على مقعد الصدارة بشكل مؤقت.
وحملت أهداف لقاء ديربي القمة 131، التي جمعت بين القطبين الجماهيريين "الأهلي والزمالك"، توقيع اللاعبين حسام عبد المجيد للزمالك، وحسين الشحات ومحمود حسن تريزيجيه للأهلي.
جوجل نيوز
