عاجل
الثلاثاء 7 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

قال: خط بارليف وقع كالجبن السويسري تحت أقدام الجيش المصري فعاد كبرياء للمصريين

"ديان" يفقد أعصابه في اجتماع جولدمائير ويحذر من سيناريو يوم القيامة

موشي ديان وزير دفاع إسرائيل خلال حرب أكتوبر73
موشي ديان وزير دفاع إسرائيل خلال حرب أكتوبر73

قبل حرب أكتوبر عام 1973، عاش قادة الجيش الإسرائيلي ذروة الغرور والعنجهية، وبلغت ثقتهم ذروة الوهم حين قدّروا أن سحق أي هجوم مصري على سيناء لن يتجاوز ستين دقيقة، معتبرين أن الجبهة المصرية لا تمثل خطرًا يُذكر.



 

 

وثقت إسرائيل بتحصيناتها المنيعة، واطمأن قادتها إلى أن قناة السويس وخط بارليف يشكّلان حاجزين يستحيل على المصريين تجاوزهُما. وفي مذكراته، كتب وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشي ديان أنه كان على يقين بأن مصر لن تخوض حربًا خلال عقد كامل، وأن الجبهة المصرية لا تستحق من جيشه أكثر من "٦٠ دقيقة"، مؤكدًا أن خط بارليف حائط صدٍّ منيع لا يُقهر.

 

 

أما حاييم بارليف، مهندس التحصينات نفسه، فذهب إلى أن أي محاولة مصرية لاستئناف القتال لن تفضي إلى خسارة موقعٍ واحدٍ لإسرائيل.

 

غير أن ميادين القتال كان لها رأيًا آخر، فبرغم أن القوات المصرية واجهت عقبتين قاسيتين: الساتر الترابي لخط بارليف، ومجرى قناة السويس الممتد بطول 175 كيلومترًا، لكن كل تلك العوائق لم تكن كافية لإيقاف إرادة المصريين عن استعادة أرضهم. 

 

وظل إصرار الجيش المصري متوهجًا، والثأر للكرامة ينتظر لحظته الفاصلة، ففي ظهيرة السادس من أكتوبر 1973، دوّت المدافع المصرية على طول القناة، فاهتزّت الأرض تحت أقدام جنود العدو، وسقطت أولى الأساطير الكبرى: خط بارليف، الحصن الذي زُعم أنه لا يُقهر.

 

في غضون ساعات قليلة، تحوّل الخط الذي أنفقت عليه إسرائيل أموالًا طائلة إلى ركام.

 

عبر الجنود المصريون القناة بشجاعة نادرة، وهدموا الساتر الرملي بخراطيم المياه، ورفعوا العلم المصري على الضفة الشرقية في مشهدٍ دوّى صداه في أنحاء العالم.

كانت تلك اللحظات كفيلة بإحداث زلزال داخل القيادة الإسرائيلية. فموشي ديان، الذي طالما تباهى بالتحصينات، عاش صدمةً عسكرية ونفسية غير مسبوقة.

 

نقلت التقارير انهيار المواقع الإسرائيلية تباعًا، حتى قال ديان بمرارة في اجتماع الحكومة الإسرائيلية برئاسة جولدا مائير: لقد سقط خط بارليف في يد المصريين، وأصبح كقطعة الجبن السويسري، به من الثقوب أكثر مما به من الجبن.

 

وأكد موشي ديان وزير دفاع إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973 أن المصريين أعادوا كبرياءهم بتحطيم خط بارليف.

 

لم يكن "ديان' يخشى الهزيمة العسكرية فحسب، بل كان يرعبه أن يسخر العالم من إسرائيل بعد أن كانت تتباهى بتفوّقها، وقال بقلقٍ بالغ: إننا نواجه كارثة قومية، صورتنا القوية في نظر العالم تتهاوى.

 

وتضاعف خوفه حين حذّر من أن استمرار تقدم الجيشين المصري والسوري قد يؤدي إلى تحرير فلسطين كاملة، واصفًا ما يجري بأنه "يوم القيامة".

 

كانت تلك الكلمات اعترافًا صريحًا بانهيار الأسطورة التي بُنيت على الوهم، وانكسار الغطرسة أمام عزيمةٍ لا تلين. لقد أعادت حرب أكتوبر للمصريين والعرب كرامتهم المسلوبة، وقلبت الموازين العسكرية والسياسية في المنطقة، وأثبتت أن التفوق لا يُقاس بعدد الدبابات، بل بإيمان الجندي بقضيته.

 

وحين سقطت الأسطورة، وضع الكيان الصهيوني في حجمه الطبيعي وبسقوط خط بارليف، ارتفع في المقابل علم الكرامة المصرية فوق القناة، شاهدًا على أن الكبرياء لا يُشترى بالسلاح، بل يُنتزع بالإيمان والعزيمة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز