
ربما تستعد للحظة الحاسمة.. قطار جوي يتدفق بالطائرات المقاتلة إلى إيران

عادل عبدالمحسن
فيما أعلن المرشد الإيـراني علي خامنئي أن بلاده لم تعد تفرض أي قيود على مدى صواريخها الباليستية، مؤكداً أنه أصدر أمرًا مباشرًا برفع السقف الذي كان محددًا سابقًا بـ2200 كيلومتر، كشفت مصادر مراقبة الحركة الجوية أن طائرة نقل روسية عملاقة من طراز An-124 كانت تتجه نحو إيران خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وحسب موقع “Arabic Defense”، يبدو أنها جزء من شحنة ثالثة من الطائرات المقاتلة الروسية المتجهة إلى طهران، استعدادًا- وفقًا لتقديرات غربية- لـ"الساعات الحاسمة" من مواجهة محتملة مع إسرائيل.
أظهرت الرحلة، التي تتبعها FlightRadar24، الطائرة وهي تتجه من قاعدة إيركوتسك الجوية في سيبيريا إلى الأراضي الإيرانية. تضم هذه القاعدة أحد أهم مصانع الطائرات العسكرية في روسيا، والذي ينتج طائرات سوخوي سو-30 وياك-130 المقاتلة. تُظهر صور الأقمار الصناعية نشاطًا مكثفًا حول المصنع ومدرجه، مما يعزز التكهنات بأن الطائرة كانت تحمل شحنة جديدة من الطائرات المقاتلة المتجهة إلى إيران.
تشير التحليلات العسكرية إلى أن سعة طائرة أن-124 تسمح لها بحمل ما يصل إلى ست طائرات مقاتلة من طراز ياك-130 أو طائرتين مقاتلتين من طراز سوخوي سو-30 في كل رحلة.
وهذا يعني أن إيران قد تستلم فعليًا ما بين أربع وست طائرات مقاتلة جديدة في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى دفعتين سابقتين نُقلتا أواخر سبتمبر الماضي على متن رحلات مماثلة من الموقع نفسه.
يُعتقد أن الشحنة وصلت إلى قاعدة همدان الجوية غرب إيران، والتي تخضع منذ أشهر لعمليات تطوير واسعة النطاق لاستيعاب طائرات سو-35 الروسية المقاتلة. وتُعدّ هذه الشحنة جزءًا من صفقة كبرى أعلن عنها البرلمان الإيراني لشراء 48 طائرة سو-35 مقاتلة بقيمة إجمالية تبلغ 6 مليارات دولار.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم تدريجيًا بين عامي 2026 و2028، وتتزامن هذه الخطوات مع تزايد المؤشرات على أن إيران تُحسّن قدراتها الجوية باستلام طائرات ميج-29 المقاتلة، التي ظهرت مؤخرًا في عرض جوي بالمجال الجوي الإيراني.
وتهدف هذه الخطوة إلى تحسين جاهزية القوات الجوية للدفاع عن المواقع النووية الإيرانية الداخلية والحيوية، مثل فوردو ونطنز، مع تحسين قدراتها على اعتراض الطائرات ضد أي تهديد إسرائيلي أو أمريكي محتمل.
في المقابل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلق بلاده إزاء برنامج الصواريخ الإيراني المتسارع، مشيرًا إلى أن طهران تعمل على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات يصل مداها إلى 8000 كيلومتر، والتي قال إنها قد تصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وأكد نتنياهو أن إيران أجرت تجربة غامضة لصاروخ بعيد المدى في 18 سبتمبر الماضي من مركز الخميني الفضائي قرب طهران، ما يشير إلى نية طهران توسيع قدراتها الاستراتيجية خارج النطاق الإقليمي.
في هذا السياق، ترى مراكز الأبحاث الروسية أن اهتمام موسكو بتعزيز شراكتها الأمنية مع إيران ينبع من موقعها الجيوسياسي الحساس وقدرتها على لعب دور متوازن في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل امتلاكها مخزونًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وهي قدرات تعتبرها روسيا رصيدًا مفيدًا في مواجهة الضغوط الغربية.