عاجل
السبت 18 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

رعب داخل بلدة أمريكية.. وحقيقة الوحش بلا رأس

صورة تخيلية وفي الإطار بلدة جرافتون
صورة تخيلية وفي الإطار بلدة جرافتون

في أعماق ولاية فيرجينيا الغربية الأمريكية، تعيش بلدة صغيرة تُدعى "جرافتون" على وقع أسطورة مرعبة عمرها أكثر من ستين عامًا، عن مخلوق غامض بلا رأس أثار الخوف والدهشة منذ ظهوره الأول عام 1964.



 

 

في ليلة صيفية من شهر يونيو عام ١٩٦٤، كان الصحفي روبرت كوكريل، يقود سيارته عائدًا إلى منزله على طريق ريفي هادئ. 

وبينما كانت أضواء سيارته تخترق الظلام، رأى مشهدًا لن ينساه ما دام حيًا: كائن ضخم بلا رأس، طوله يقارب تسعة أقدام، وجلده لامع ناعم يشبه جلد الفقمة.

كتب كوكريل، الذي كان يعمل في صحيفة "جرافتون سنتينال"، عن تجربته المرعبة، لكن محرره نشر القصة علق بنبرة ساخرة، أن المراسل ربما رأي مجرد صناديق أو انعكاسًا غريبًا للضوء، لكن ما حدث بعد النشر قلب البلدة رأسًا على عقب.

 

قصة صحفية تتحول إلى هوس جماعي

 

وتحولت القصة سريعًا إلى ما يشبه "الحمى الشعبية". خرج المراهقون إلى الغابات وضفاف النهر بحثًا عن الوحش، فيما أجرت الشرطة الأمريكية تحقيقًا أولويًا ولم تكشف شيئًا. 

ومع ذلك، بدأت الأقاويل والروايات تنسج من السكان بأنهم رأوا المخلوق في أماكن مختلفة، ما منح الأسطورة حياة جديدة.

ومع مرور الوقت، صار الكائن يُعرف باسم "وحش جرافتون"، وتعددت أسماؤه من "الرعب بلا رأس" إلى اللقب الذي اشتهر به اليوم. 

وارتبطت قصته بمخلوقات غامضة أخرى من فيرجينيا الغربية، مثل "رجل العثة في بوينت بليزانت" و"وحش فلاتوودز".

 

ورغم مرور عقود على أول ظهور له، لم تختفِ أسطورة جرافتون، بل وجدت طريقها إلى الثقافة الحديثة، فظهر الوحش في لعبة الفيديو الشهيرة "Fallout 76" على هيئة مخلوق مشوه بلا رأس، كما خُصصت له حلقات في برنامج "وحوش الجبال" الذي عرض عام 2013، حيث زعم فريق التصوير أنه التقط آثارًا غريبة وصوت نباح وحشي.

 

وتعددت النظريات حول أصل المخلوق. فالبعض يراه "زائرًا من كوكب آخر"، بينما يرى آخرون أنه "كائن بين الأبعاد".

كان الكاتب جورج دودينج قد تناول القصة في كتابه "وحش جرافتون"، مشيرًا إلى احتمال تدخل جهات حكومية سرية لإسكات الشهود ومنع إثارة الذعر العام، في إشارة إلى ما يُعرف بـ"الرجال بالسواد".

أما كوكريل نفسه، الذي توفي عام 2022، فقد تراجع لاحقًا عن بعض تفاصيل قصته، ملمحًا إلى أن ما رآه ربما كان شخصًا غريب الأطوار يحمل صناديق في الظلام، دون أن ينفي تمامًا احتمال وجود شيء غير طبيعي.

 

من الرعب إلى الاحتفال

 

رغم بدايتها المرعبة، أصبحت الأسطورة اليوم مصدر فخر محلي. إذ تحتفل البلدة سنويًا بـ"مهرجان جرافتون للوحوش"، الذي يجذب الزوار من أنحاء الولايات المتحدة لاستكشاف القصة الغامضة والمشاركة في فعاليات مستوحاة من الحكاية القديمة.

لكن خلف الأضواء والمهرجانات، يبقى السؤال مفتوحًا: ما الذي رآه كوكريل فعلًا في تلك الليلة الصيفية قبل أكثر من نصف قرن؟

هل كان وحشًا حقيقيًا بلا رأس؟ أم وهج الخيال البشري الذي لا يتوقف عن صنع الأساطير؟

في النهاية، تظل قصة وحش جرافتون واحدة من أكثر الحكايات غموضًا في تاريخ الريف الأمريكي، وتذكيرًا دائمًا بأن المجهول قد يكون أقرب مما نتصور.

 

تجدر الإشارة إلى أن"رجل العثة" هو اسم يُطلق على كائن أسطوري يُزعم أنه شوهد في منطقة بوينت بليزانت بولاية فرجينيا الغربية الأمريكية منذ عام 1966.

ويصف بأنه مخلوق مجنح شبيه بالإنسان بعيون حمراء متوهجة، ونشأت حوله العديد من النظريات، من كونه نذير شؤم إلى كونه تجربة حكومية أو مجرد طائر كبير، وأصبح هذا المخلوق رمزًا ثقافيًا للمنطقة، واحتفاءً به تم بناء تمثال له وإقامة مهرجان سنوي يجذب السياح.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز