عاجل
الخميس 6 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
البنك الاهلي

«السرد الجنوبي».. حكايات تتحدى الصمت في معرض الأقصر للكتاب

في قلب الأقصر، مدينة النور والخلود، حيث تتجاور الأصالة مع الحلم، استضاف معرض الأقصر الرابع للكتاب ندوة فكرية ثرية بعنوان "إشكاليات السرد في الجنوب"، جاءت ضمن فعالياته الثقافية التي تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، بهدف تعميق الحوار النقدي وإثراء المشهد الأدبي المصري برؤى الجنوب وهمومه الإبداعية.



جمع اللقاء بين عدد من الأصوات السردية المتميزة التي حملت على عاتقها همّ الجنوب وذاكرته، وهم: القاص والروائي ياسر سليمان باشري، والروائية والقاصة الدكتورة هدى عبد الهادي، والقاص والروائي ناصر خليل، في حوار مفتوح حول التحديات التي تواجه الكتابة السردية في صعيد مصر، وكيف تغيّرت ملامحها في ظل التحولات الثقافية والتكنولوجية ووسائل النشر الحديثة.

 

في مستهل الندوة، تحدث الكاتب ياسر سليمان باشري عن تجربة "ورشة المصطبة" بوصفها أحد النماذج الفاعلة في الجنوب، مشيرًا إلى أنها تسهم في احتضان المواهب الشابة ودعم الكتّاب عبر الورش الفنية والنقدية. 

 

وأوضح أن المؤسسات الثقافية الرسمية تمتلك الهيكل دون الفاعلية المطلوبة، داعيًا إلى استعادة دورها الحقيقي في رعاية الأدب والمبدعين الشباب، كما أشاد بدور بيت الشعر بالأقصر في إثراء المشهد الأدبي والنقدي بالصعيد.

 

من جانبها، قدّمت الدكتورة هدى عبد الهادي شهادة ذاتية مؤثرة عن رحلتها الأدبية التي اتكأت على الجهد الفردي والمثابرة، مشيرة إلى أنها أنجزت تسعة أعمال أدبية تنوعت بين الرواية والقصة القصيرة، وقدّمت من خلالها تجربة تستحق التأمل في قدرتها على تجاوز العقبات بإصرار المبدع الجنوبي، مؤكدة أن الموهبة الحقيقية قادرة على شق طريقها مهما كانت الصعاب.

 

أما الكاتب ناصر خليل، فقد ألقى الضوء على غياب النقد المواكب للإبداع الجنوبي، معتبرًا أن النقد هو “الرافعة الأساسية لتطور الكتابة السردية”، وأن غيابه يؤدي إلى تباطؤ حركة التطور الجمالي والفني لدى الكتّاب الشباب، ودعا إلى تأسيس منظومة نقدية فاعلة تُواكب المنجز الأدبي وتدفع نحو التجريب والتجديد.

 

وفي ختام الندوة، اتفق المشاركون على ضرورة تكاتف المؤسسات الثقافية والجامعات الإقليمية لصياغة رؤية متكاملة تُعيد الاعتبار للمشهد السردي في الجنوب، وتعزز حضور النقد كخطاب ثقافي أصيل لا تابع، مؤكدين أن السرد الجنوبي يواصل صعوده بثقة، محتفظًا بروحه المميزة وصوته الإنساني الأصيل رغم ما يواجهه من تحديات.

 

واختُتمت الفعاليات بفقرة فنية لفرقة قنا للإنشاد الديني، التي أضفت على الأمسية روحًا من الصفاء والبهجة، حيث قدمت مجموعة من الأناشيد والأغاني الروحية، منها “أمن تذكر” و“يا رسول الله أجرنا” و“كل الناس بيقولوا يا رب”، وسط تفاعل كبير من جمهور المعرض الذي امتلأت به أروقة الأقصر الثقافية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز