الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

شركة جوريلا أوت فيت منتجات رياضية مصرية تستهدف الوصول للعالمية

بوابة روز اليوسف

السوق الخليجي تحديدا السعودية.. أولى محطاتنا التصديرية عام 2026

دعم الدولة لرواد الأعمال والشركات الناشئة يساعد في نمو الاقتصاد المصري  

دعم الدولة لرواد الأعمال والشركات الناشئة يساعد في نمو الاقتصاد المصري

تعتبر صناعة الملابس والمنتجات الرياضية في مصر قطاعًا ناميًا ومهمًا، مدفوعًا بزيادة الوعي الصحي وزيادة الاهتمام باللياقة البدنية، بالإضافة إلى تزايد الطلب على هذه المنتجات في السوق المحلي، ويواجه هذا القطاع فرصًا واعدة تتمثل في تلبية احتياجات الأندية الرياضية والجمهور، وخلق علامات تجارية مصرية قادرة على المنافسة عالميًا، كما يمكن تحقيق النجاح في هذا المجال من خلال الاهتمام بالجودة، والتصميم، والابتكار، والاستفادة من مواد خام متنوعة. 

 

 

وفي هذا الإطار كان لنا لقاء مع محمد حماد - رئيس مجلس إدارة شركة جوريلا أوت فيت - الذي بدأ حديثه معنا قائلا: حصلت على بكالوريوس تربية رياضة، وكانت بداية عملي في مجال التدريب بعد حصولي على دورة مدرب معتمد، وأثناء عملي مع المتدربين وجدت أن هناك فجوة كبيرة في السوق المصري فيما يخص الملابس الرياضية، كما لاحظت فارق شاسع وكبير بين المنتج المحلي والمنتج المستورد، خاصة عندما بدأت العمل على تأسيس شركة جوريلا في عام ٢٠١٩ وجدت أن السوق المحلي لا يوجد به سوى مايقرب من ٥ علامات تجارية محلية، وكانت المنتجات مقتصرة فقط على المصنوعة من القطن، والتي تعتبر منتجات غير صديقة للبيئة، بالإضافة إلى ارتفاع سعرها مقارنة بالمنتجات المصنعة من نسيج البوليستر، فوجدنا أن هناك فرصة عظيمة لدخول مجال صناعة الملابس الرياضية بمختلف انواعها باستخدام نسيج البوليستر، وأن يكون لنا بصمة واضحة في المجال، وقد واجهتنا بعض التحديات تتمثل في كيفية إنتاج منتج محلي ينافس المنتج المستورد من حيث الجودة والكفاءة المقدمة لكل الرياضيين في مختلف الرياضات ويكون سعره تنافسي جدا بالنسبة لسعر المنتج المستورد، وقد منحنا ذلك إمكانية الاستثمار في المنتجات والملابس الرياضية لتقديم منتجات عالية الجودة بأسعار معقولة، وكانت البداية أننا نقوم في مصر بأعمال البحوث والتطوير للمنتجات فقط، ثم نعتمد على الصين في جميع خطوات العملية الإنتاجية من الألف إلى الياء، وفي عام 2020 مع جائحة كورونا تم الاعتماد على المنتج المحلي في كافة المجالات بشكل كامل مما منحنا الفرصة لتقديم منتج محلي منافس بجودة عالية وبسعر تنافسي، لكن بطبيعة الشعب المصري أنه يتشكك في جودة وكفاءة المنتج المحلي لمجرد أنه مصنوع في مصر "عقدة الخواجة"، وكان المنتج المستورد أسعاره مقبولة وذلك قبل عملية التعويم، فكانت بداية النشاط جاءت من خلال تحديد نوعية خامة القماش، الخياطة، التغليف، الإكسسوارات، ومدى تأثيره العملي مع العملاء، مما دفعنا للتفكير في الاستثمار والأعمال التجارية بطريقة ورؤية مختلفة، حيث منحنا القدرة على المنافسة في السوق المحلي وفتح آفاق للتصدير، بداية من الاهتمام بنوعية خامة القماش وجودة التقفيل النهائي للمنتج نهاية باستخدام التكنولوجيا العالمية الواجب توافرها في ملابس ومنتجات الرياضية مثل: "anti bacteria - Dry fit" حيث تعطى للبوليستر نفس ملمس ودرجة الراحة ومدى امتصاصها للمياه والعرق للمنتجات القطنية، بالإضافة إلى أنها تكون مضادة للبكتيريا فتمنع ظهور الرائحة الكريهة أثناء ممارسة التمارين والأعمال الشاقة، وتعد هذه التكنولوجيا تمثل المواصفات والسمات الأساسية والرئيسية التي يجب أن تتوافر في هذه النوعية من الملابس.

 

وعن رؤية الشركة لإدارة الاستثمار والأعمال بشكل احترافي فيقول محمد بدرة - رئيس قطاع الاستشارات المالية بشركة "Virtual CFO" للخدمات المالية والمحاسبية - إن شركة "Virtual CFO" تمثل رؤية جديدة في مجال إدارة الأعمال للشركات الاستراتيجية مع الشركة سواء للتوسع في حجم الأعمال أو إعادة هيكلة رأس المال أو محتاج الإدارة المخاطر المالية أو إعداد التقارير المالية وتحليل البيانات وتوجيه القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالشؤون المالية للشركة.

ويقول بدرة أننا بدأنا العمل مع شركة جوريلا منذ عامين بعدما استطاعت الشركة أن تثبت أن النموذج الأولي لها ناجح بشكل كبير، وأن هناك طلب على منتجاتها في السوق المحلي، وتم الاستعانة بنا لعمل خطة لتوقعات مبيعات الشركة خلال ٥ أعوام، والمبلغ المطلوب للاستثمار، بالإضافة إلى المدة المطلوبة لتوفير المبلغ المراد استثماره، وما هي أوجه الصرف، ثم نفذنا أكثر من جولة استثمارية ساعدتنا في تأمين وتدبير مبلغ الاستثمار من أحد المستثمرين الاستراتيجيين في مصر، وأيضا استطعنا توفير متطلبات الشركة، وتجهيز المخزن الخاص لها، وتحديد الخطط التسويقية للمنتجات، وفي خلال العامين ارتفعت نسبة المبيعات بما يقارب ١٢٠٪، وحاليا تحقق الشركة مستهدفاتها أمام المستثمر الاستراتيجي لنا، كما نستهدف خلال العامين المقبلين التوسع في الخليج خاصة في السعودية والإمارات، حيث تم جس نبض السوق هناك ووجدنا أن هناك ترحيب بمنتجاتنا وأنها تتناسب وتتلاءم مع الأجواء الحارة هناك، ونتوقع أن يكون عام ٢٠٢٦ مهم جداً في تاريخ شركة جوريلا لأنه سيشهد مبيعات عالمية لمنتجاتها بشكل كبير.

ويستكمل حماد حديثه معنا أن الشركة توفر حاليا كل ما يحتاجه الرياضيين، وكان الاستهداف الأساسي لنا في الملابس، وبدأنا نستهدف المنتجات الرياضية الأخرى وهو الشق الأصعب لقطاع البحوث والتطوير لدينا، لكي نستطيع تطوير المنتجات بتكنولوجيا حديثة مفيدة مثل "anti bacteria - dry fit"، وأيضاً هناك بعض المنتجات بها "Cooling Technology" لكي تتناسب مع الأجواء الحارة في مصر ودول الخليج، ويستطيع الرياضي من خلالها أن يكون في قمة نشاطه العضلي والبدني لأطول فترة ممكنة مما يؤدى إلى تحسن أداءه العام.

 

 

وأضاف حماد أننا نستهدف أيضا في الفترة المقبلة منتجات الأحذية الرياضية لأنها تشهد حالة من الطلب، بالإضافة إلى أنها تشهد فجوة كبيرة خاصة بعد ارتفاع أسعار المنتجات المثيلة المستوردة، كما أن لدينا فكرة "Know How" لإنتاج منتج جيد قادر على المنافسة، وأشار إلى أن بعض المكونات سيتم استيرادها من الخارج، لكن سنصل في النهاية لمنتج ينافس بقوة وذو جودة وكفاءة عالية.

ويؤكد حماد على أن الشركة تستهدف أيضا خلال الخمس أعوام المقبلة أن يكون كل رياضي في مصر والوطن العربي يحتاج لأي شيء يخص الرياضة يجده متوافرا لدى جوريلا، كما نستهدف ألا تكون مجرد علامة تجارية تستهدف المبيعات فقط، وإنما ترغب في أن تساعد في حل مشاكل الرياضيين الحقيقية. ويشير حماد إلى أن السوق المصري يشهد حالة من قلة العلامات التجارية المحلية المتخصصة في المنتجات والملابس الرياضية مع وجود شريحة كبيرة من العملاء، ويمثل نشر فكرة صناعة الملابس والمنتجات الرياضية بمواصفات عالمية من أهم التحديات التي نقبل عليها، خاصة وأن الشركات المصرية تشتهر حول العالم في إنتاج الملابس الجاهزة والجينز التي تصدر لمختلف دول العالم تحت مسمى براندات عالمية شهيرة.

وأضاف حماد أن الشركة تسعى للتصدير خلال الفترة المقبلة خاصة وأن منتجاتنا يمكن أن تنافس عدة أسواق عالمية كانت مسيطرة على هذا القطاع مثل الصين والهند وبنجلاديش، وستكون البداية في السوق الخليجي، كما سندرس المواصفات القياسية للأسواق الأوروبية لبداية الانطلاقة العالمية للشركة حول العالم.

وعن أبرز وأهم التحديات التي واجهة الشركة قال حماد إن الفترة الماضية كانت تشهد عدم انتشار مفهوم ريادة الأعمال في مصر، ومنذ حوالي عامين فقط أصبح لدينا مجتمع لريادة الأعمال في مصر، والميزة التي تتوافر لدينا في مصر أن هناك كبار المستثمرين الوطنيين الذين أسسوا شركاتهم منذ فترة طويلة نقلوا خبراتهم وساعدوا شباب ريادة الأعمال والشركات الناشئة لتأسيس شركاتهم وتحقيق نجاحات ملموسة في السوق المصري.

 

ويقول حماد أن من خططنا التوسعية والمستقبلية هو الانتشار في السوق الخليجي خلال عام ٢٠٢٦، خاصة السعودي، حيث إن لنا تعاقدات مع بعض الشركات والأندية السعودية لتوفير منتجات وملابس رياضية بأعلى جودة، كما أننا نستهدف تطوير القطن المصري "طويل التيلة" الذي يمتاز بشهرة منقطعة النظير حول العالم وتطويعه في صناعة الملابس الرياضية مع الاستعانة بالتكنولوجيا العالمية لهذه الملابس.

وأضاف حماد أن من ضمن خططنا التوسعية هو إنشاء متاجر للبيع المباشر مع الجمهور، حيث ستتاح أمامه الفرصة للاطلاع على كل ما هو جديد من منتجات الشركة مباشرة.

وشدد حماد على أن المعارض والمؤتمرات المتخصصة في صناعة المنتجات والملابس الرياضية أصبحت تعد من الفعاليات الهامة التي تساهم في دعم الرياضة في مصر في ظل اهتمام الدولة بالرياضة وحث أفراد المجتمع على ممارستها والاهتمام بالصحة العامة، كما أن هذه الفعاليات تهدف إلى تعزيز الابتكار والتعاون بين الشركات والمؤسسات الرياضية، وتقديم فرص للشباب لممارسة الرياضة وتحقيق أهدافهم الرياضية.

وأختتم حماد حديثه معنا لابد من التأكيد على أهمية دعم الدولة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، مشيرًا إلى أن الاستماع لمشكلاتهم والعمل على حلها سيمثل فرصة كبيرة جدًا للاقتصاد الوطني، وأشار إلى أن تذليل العقبات التي يواجهونها في إجراءات الاستيراد والتصدير وغيرها سيساهم في تعزيز دورهم كداعمين للاقتصاد الوطني على المدى القريب، كما سيساهم أيضا في تشجيع الابتكار والتنمية خاصة وأن الكثير منهم يقدموا منتجات وخدمات تمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري ويطرحوا أفكار مبتكرة تساعد في حل الكثير من المشكلات، وسيعزز من التنافسية في السوق المحلي والعالمي، وبهذا ستصبح الشركات الناشئة من أهم مصادر الدخل للعملة الصعبة.

 

تسجيلي

تم نسخ الرابط