«قصور الثقافة» تحتفي بافتتاح المتحف المصري الكبير بعرض «نارمر» على مسرح السامر.. مجانًا

في احتفالية فنية تحمل عبق التاريخ المصري القديم، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، عرضًا مسرحيًا مجانيًا بعنوان «نارمر» لفرقة المنوفية القومية، يُقدَّم على خشبة مسرح السامر بالعجوزة يومي الاثنين والثلاثاء 3 و4 نوفمبر المقبلين 2025، في تمام الثامنة مساءً، احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، بوصفه أحد أهم الصروح الحضارية والثقافية في العالم.

المسرحية من تأليف وإخراج محمود السبروت، وتُجسِّد ملحمة توحيد القطرين من خلال شخصية الملك مينا "نارمر"، الذي أسس أول دولة مركزية في التاريخ الإنساني.

 وتبدأ الأحداث في العصر السابق لعصر الأسرات، حين كان الملك العقرب يحكم البلاد، حتى يظهر طاغية يُدعى قا يقسم الأرض المصرية إلى شمال وجنوب، فتعم الفوضى والمجاعات، لتنبثق من رحم المعاناة ملحمة النضال من أجل الوحدة على يد مينا، الذي ينجح في إنهاء الانقسام وتأسيس الدولة المصرية الموحدة.

يقدِّم العرض رؤية درامية ثرية تمزج بين التوثيق التاريخي والبُعد الإنساني، إذ يُبرز كيف عاش المصريون القدماء وصنعوا حضارتهم، كما يرد على حملات التشويه التي تسعى إلى نزع الهوية المصرية عن حضارتها، عبر إسقاط فني معاصر يجمع بين الجد مينا وحفيده في الزمن الحاضر، في إشارة إلى أن جذور المصريين ضاربة في عمق الأرض، وأن ارتباطهم بوطنهم متواصل جيلاً بعد جيل.

العمل تتضافر فيه عناصر الإبداع المسرحي؛ من استعراضات يوسف مجدي، وموسيقى زياد هجرس، وديكور وملابس محمد سعد، وإضاءة عز حلمي، وتنفيذ ملابس آلاء عاطف، وتنفيذ ديكور محمد الخولي وساندي إسلام، ومخرج مساعد هلا جابر، ومساعد مخرج تميم حجازي، ومخرج منفذ علي النعماني.

ويُنفَّذ العرض بإشراف الإدارة المركزية للشؤون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ومن إنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، ضمن خطة وزارة الثقافة التي أطلقتها لإقامة سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية طوال شهر نوفمبر، احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى إبراز عظمة الحضارة المصرية ودورها في تشكيل الهوية الوطنية، وتعزيز روح الانتماء عبر الثقافة والفن.

بهذا العمل الفني، تؤكد قصور الثقافة أن المسرح المصري يظل منبرًا حيًا لإحياء التاريخ واستلهام جذور الهوية، وأن الفن لا يزال أحد أقوى جسور الوعي بين الماضي العريق والحاضر المتجدد.