عاجل
الجمعة 7 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
المتحف المصري الكبير
البنك الاهلي
رسالة الأجداد

رسالة الأجداد

ها هو العالم يقف على أعتاب لحظة تاريخية جديدة، لحظة يتلاقى فيها الماضي بالحاضر، في مشهد يليق بعظمة مصر وخلود حضارتها. فها نحن على موعد مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الذي لا يعد مجرد مبنى من حجارة وزجاج بل هو معبد للروح المصرية ورسالة من الأجداد إلى الأحفاد تقول: ما زلنا هنا نضيء دروب الإنسانية كما كنا منذ فجر التاريخ.



على سفح الجيزة، حيث تتعانق الأهرامات مع شمس الأبدية، يقف المتحف شامخًا في هيبة الملوك، حاملًا بين جدرانه أسرار آلاف السنين وشواهد على عبقرية الإنسان المصري، الذي صنع المجد من الحجر وحوّل الصحراء إلى سجل خالد للحياة، إنه ليس مجرد افتتاح لمتحف بل ميلادٌ جديد لحضارةٍ لا تموت واحتفاءٌ بالضمير الإنساني الذي حفظ لمصر مكانتها بين الأمم منذ الأزل.

هنا مصر، حيث كانت الشمس تشرق من معبد الحق وحيث كان النيل يهب الحياة كما يهبها القلب.

هنا وقف المصري القديم أمام خالقه لا يحمل سوى قلبه.

قال في خشوعٍ وصدق: لم أظلم أحدًا لم أسرق خبز الجائع لم أُفقر ضعيفًا لم أُثقل الميزان بالزور لم أجعل أحدًا يبكي بسببي.

هكذا بنى أجدادنا حضارتهم بحجر من الإيمان وطوبة من الصدق وسقف من الرحمة وما زالت ماعت تهمس في آذاننا: كونوا أنقياء القلوب، فالخلود لا يوهب إلا لمن عاش بضمير حي

اليوم يرى العالم كيف أبدع المصري القديم بالإيمان الراسخ حضارة ملأت الشرق والغرب، وعلومًا كانت أساس كل مناحي الحياة  يا أبناء النيل يا من ورثتم حضارة القلب الصادق اعلموا أن الضمير هو المعبد الأول وأن العدالة ليست قانونًا يُكتب بل نور يزرع في الصدور منذ فجر الخلق لقد علّم المصري القديم أبناءه أن العمل عبادة وأن الإتقان ليس أمرًا من الملك بل عهد مع الإله فكان الحرف على الحجر بمثابة صلاة وكان بناء المعبد سجدة لترقية النفس وتخليصها من الآثام  كان الأجداد أصحاب الحضارة وسر الخلود يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا غيرهم يؤمنون أن القلب هو القاضي الأول وإذا نجا الإنسان أمام ضميره نجا أمام الإله

لقد كان الضمير والأخلاق السر الأعظم للحضارة والخلود، والحجر الأول في الأهرامات والكلمة الأولى التي نقشوها في قلوبهم قبل أي كتابة

هو النور الذي جعل اسم مصر باقيًا ما بقيت الشمس، لذا على من يحمل الإرث أن يحفظ السر وهو أن الحضارة لا تبنى بالأيادي فقط وإنما بالضمير والأخلاق وكل قيم الحق والخير والجمال التي لا تموت.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز