قادة الدفاع الأوروبيون يجددون دعمهم المفتوح لأوكرانيا وسط تزايد التهديدات

أكد كبار المسؤولين الأوروبيين في اجتماع عقد اليوم الجمعة في برلين على استمرار دعم أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية، مشددين على أن الحرب الطويلة والتهديدات الهجينة ضد أوروبا تتطلب استعدادًا دائمًا وتضامنًا عسكريًا أكبر بين القوى الأوروبية الكبرى.

وافتتح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الاجتماع بالتأكيد على استمرارية الدعم وذلك وفق ما نقلته مجلة بولتيكو الأوروبية. 

وقال: "ألمانيا مستعدة للاستمرار في قيادة دعم أوكرانيا"، مشيرًا إلى استمرار التمويل متعدد السنوات لأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية "باتريوت" ضمن آلية PURL التي تنسق تسليم الأسلحة والتقنيات الأمريكية لأوكرانيا عبر أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو). 

وقد مولت ألمانيا بالفعل حزمة دفاع جوي بقيمة 500 مليون يورو وستساهم بما لا يقل عن 150 مليون يورو في الحزمة الجديدة التي تم الاتفاق عليها هذا الأسبوع، كما أشار الوزير إلى جهود مشتركة مع بريطانيا في مجال المشتريات العسكرية سيتم الإعلان عنها في الاجتماع المقبل في وارسو.

من جانبها، شددت فرنسا على ضرورة تكثيف الضغط العسكري والاقتصادي على موسكو، وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية كاثرين فوترين: "سنستمر في دعم أوكرانيا طالما لزم الأمر"، مشيرة إلى تحضيرات باريس لضمانات أمنية لكييف ضمن "تحالف الراغبين" الفرنسي-البريطاني، داعية أيضًا إلى فرض أشد على العقوبات الاقتصادية الروسية لمواجهة أسطولها الظل الذي يمول جزءًا كبيرًا من جهودها الحربية.

أما إيطاليا، فقد أعلنت عن تقديم 800 مليون يورو كمساعدات مدنية تشمل مولدات كهرباء لمواجهة نقص الطاقة الشتوي، بالإضافة إلى حزم عسكرية إضافية، مؤكدة استمرار التزامها بدعم أوكرانيا.

وربطت بولندا، عبر نائب وزير الدفاع بافل زاليفسكي، أمن أوروبا مباشرة بمرونة أوكرانيا، مؤكدة تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي لكييف، وتخطط وارسو للاستثمار بأكثر من 40 مليار يورو في مشاريع صناعية دفاعية مشتركة مع أوكرانيا داخل بولندا لتعزيز القدرة الدفاعية الطويلة الأمد لأوكرانيا.

وحذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من تصاعد الهجمات الهجينة اليومية، بما في ذلك التخريب والهجمات السيبرانية والطائرات المسيرة، داعية العواصم الأوروبية إلى عدم اعتبار هذه الهجمات "الوضع الطبيعي الجديد"، ومشددة على ضرورة تعزيز قدرات الدفاع الجوي وتزويد أوكرانيا بالذخائر.

وأظهر الاجتماع إجماعًا على أن الحرب ستكون طويلة، وأن أوروبا تستعد لذلك بجدية، كما اختتم بيستوريوس: "إجراءاتنا تؤتي ثمارها، ويجب ألا نتراجع عن دعمنا".