الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية: الانتربول يتمكن من ضبط 30 ألف حيوان حي

الاتجار غير المشروع
الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية

بعد أشهر من التحضير، تبادلت أجهزة إنفاذ القانون من 134 دولة “الشرطة، وحرس الحدود، وسلطات الحياة البرية” المعلومات الاستخباراتية لتحديد الشبكات الإجرامية الاحترافية في الاتجار غير المشروع بالاحياء البرية وتفكيكها .

وذكرت وكالة “يورونيوز” الاخبارية الأوروبية ان العملية ، التي أطلق عليها اسم "ثاندر" “اي الرعد” ونسقتها منظمة الإنتربول ومنظمة الجمارك العالمية،اسفرت عن رقم قياسي بلغ 4460 عملية ضبط خلال الفترة بين 15 سبتمبر و15 أكتوبر.

ويشمل ذلك عشرات الآلاف من الحيوانات والنباتات المحمية، وعشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من الأخشاب المقطوعة بطريقة غير قانونية، وأكثر من 30 طنا من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض. وتم تحديد هوية ما لا يقل عن 1100 مشتبه به.

وكشف التحقيق أن المستويات القياسية لتهريب الحيوانات الحية عبر الحدود مدفوعة بشكل أساسي بالطلب المتزايد على الحيوانات الأليفة الغريبة.

ومع ذلك، فإن غالبية الاتجار غير المشروع بالحياة البرية يشمل بقايا وأجزاء ومشتقات الحيوانات المستخدمة في الطب التقليدي والأطعمة المتخصصة.

وسلطت العملية الضوء على تصاعد تجارة لحوم الطرائد البرية “الحيوانات البرية الغريبة التي تقتل من أجل لحومها”.

 

واعترضت السلطات البلجيكية لحوم قرود، وصادرت السلطات الكينية أكثر من 400 كيلوجرام من لحوم الزرافات، واستعادت أجهزة إنفاذ القانون التنزانية لحوم وجلود حمار وحشي وظباء بقيمة تقارب 10000 دولار أمريكي (حوالي 8550 يورو).

 

وأسفر التحقيق على الصعيد العالمي عن ضبط كمية قياسية بلغت 5,8 أطنان من لحوم الطرائد البرية، مما يسلط الضوء على "زيادة ملحوظة" في الحالات من أفريقيا إلى أوروبا.

 

كما كشفت عملية "ثاندر" عن ارتفاع في تهريب الحياة البحرية، حيث تم ضبط أكثر من 245 طنا من الحيوانات البحرية المحمية خلال العملية التي استمرت أسبوعا.

 

ومن بين المضبوطات 4000 قطعة من زعانف القرش، التي تعتبر من الأطعمة الشهية في بعض مناطق آسيا، وغالبا ما تستخدم كرمز للوجاهة في مناسبات مثل حفلات الزفاف. كما تستخدم أيضا في الطب الصيني التقليدي لفوائدها الصحية المزعومة.

 

وقد كثفت أجهزة إنفاذ القانون جهودها لمكافحة الطلب المتزايد على العاج، الذي يستخدم غالبا في صناعة السلع الفاخرة مثل التحف الفنية والمجوهرات. وصادرت الجمارك الفرنسية 107 قطع من العاج من الأسواق، بينما داهمت الجمارك النمساوية منزل تاجر عاج وضبطت ست قطع أخرى.

 

وفي ألمانيا، تم ضبط أكثر من ألف قطعة من الحيوانات البرية والغابات المهربة، بما في ذلك العاج وأجزاء الزواحف والمرجان ومشتقات النباتات وعينات حية، وذلك بشكل رئيسي في مرافق البريد والمطارات.وتهدد الجرائم البيئية بتعطيل السلاسل الغذائية.

 

ولا يقتصر استهداف المجرمين البيئيين على الحيوانات الكبيرة فقط، فقد تم ضبط ما يقرب من 10500 فراشة وعنكبوت وحشرات أخرى، العديد منها من الأنواع المحمية، في جميع أنحاء العالم.

 

ويشمل ذلك أكثر من 40 شحنة من الحشرات و80 شحنة من الفراشات من ألمانيا وسلوفاكيا والمملكة المتحدة، تم اعتراضها في منشأة بريدية أمريكية.

 

وتؤكد منظمة الإنتربول أن هذه الكائنات، على الرغم من صغر حجمها، تؤدي أدوارا بيئية حيوية. إن إخراجها من بيئاتها الطبيعية يهدد بتعطيل السلاسل الغذائية ونشر أنواع غازية وأمراض.

 

كما بلغ الاتجار غير المشروع بالنباتات مستويات قياسية هذا العام، حيث صادرت السلطات أكثر من 10 أطنان من النباتات الحية ومشتقاتها. وحذر الخبراء من أن أسواق البستنة وهواة جمع النباتات هي المحرك الرئيسي للطلب.

 

وقالت فالديسي أوركيسا، من الإنتربول: "إن عملية ثاندر تسلط الضوء مجددا على مدى تعقيد وحجم الشبكات الإجرامية التي تغذي تجارة الحياة البرية والغابات غير المشروعة، وهي شبكات تتداخل بشكل متزايد مع جميع مجالات الجريمة، من تهريب المخدرات إلى استغلال البشر".

 

وأضافت: "تستهدف هذه الشبكات الأنواع المهددة بالانقراض، وتقوض سيادة القانون، وتعرض المجتمعات في جميع أنحاء العالم للخطر".

 

وأكدت أوركيسا أن الإنتربول ملتزمة بتعزيز استجابات إنفاذ القانون العالمية وتفكيك "المنظومة الكاملة للأنشطة غير المشروعة" لحماية التراث الطبيعي والبشري لكوكب الأرض.

 

تم نسخ الرابط